الموقف الدولي والإقليمي

عاجل: قصف إسرائيلي يستهدف منطقة المجمع الرئاسي في صنعاء

profile
  • clock 24 أغسطس 2025, 1:03:23 م
  • eye 415
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

شهدت العاصمة اليمنية صنعاء صباح اليوم تصعيداً عسكرياً خطيراً، بعد أن أفادت وكالة رويترز نقلاً عن مصادر محلية بأن قصفاً إسرائيلياً استهدف منطقة قريبة من المجمع الرئاسي في قلب العاصمة. هذا التطور المفاجئ يضع اليمن مجدداً في واجهة الأحداث الإقليمية، ويثير تساؤلات واسعة حول أبعاد التدخل الإسرائيلي في الملف اليمني المعقد، خاصة في ظل استمرار الحرب الممتدة منذ سنوات بين جماعة أنصار الله (الحوثيين) من جهة، والحكومة اليمنية المدعومة من التحالف العربي من جهة أخرى.

تفاصيل الهجوم على المجمع الرئاسي في صنعاء

بحسب ما نقلته المصادر المحلية، فقد سُمع دوي انفجارات قوية في الأحياء القريبة من المجمع الرئاسي بصنعاء، أعقبها تحليق مكثف للطيران في سماء المدينة. وأكد شهود عيان أن الاستهداف أحدث حالة من الهلع بين المدنيين، خصوصاً أن المنطقة المستهدفة تُعد واحدة من أكثر المناطق حساسية من الناحية الأمنية والسياسية.

ورغم تضارب الأنباء حول طبيعة الأهداف الدقيقة، تشير التقديرات الأولية إلى أن الغارات استهدفت مواقع يُعتقد أنها تضم مخازن أسلحة أو مراكز قيادية تابعة لجماعة الحوثيين. حتى الآن، لم تُعلن أي جهة يمنية رسمياً عن حجم الخسائر البشرية أو المادية الناتجة عن القصف.

أبعاد التدخل الإسرائيلي في اليمن

يأتي هذا القصف الإسرائيلي في وقت حساس للغاية، إذ يربطه محللون بتصاعد التوتر في الشرق الأوسط على خلفية الحرب في غزة، والتهديدات المتبادلة بين إسرائيل ومحور المقاومة الذي يضم إيران وحلفاءها في المنطقة.
اليمن، الذي يُعد جزءاً من هذا المحور عبر جماعة الحوثيين المدعومة من طهران، أعلن في أكثر من مناسبة تبنيه هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ استهدفت مواقع إسرائيلية أو ممرات بحرية مرتبطة بالمصالح الإسرائيلية في البحر الأحمر.

وبذلك، يرى مراقبون أن الضربة الإسرائيلية في صنعاء ليست سوى رسالة ردع مباشرة تهدف إلى تحجيم الدور اليمني في معادلة الصراع الإقليمي، ومنع الحوثيين من تهديد الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب، أو المشاركة الفاعلة في معارك الدعم العسكري لغزة.

تداعيات القصف على الداخل اليمني

على الصعيد الداخلي، يُتوقع أن يساهم هذا القصف في زيادة تعقيد المشهد اليمني. فالبلد الذي يعاني أصلاً من حرب مدمرة منذ عام 2015 يواجه اليوم تهديداً جديداً يتمثل في دخول لاعب إقليمي إضافي على خط المواجهة. ومن شأن ذلك أن يزيد من معاناة المدنيين الذين يرزحون تحت وطأة أزمة إنسانية غير مسبوقة وصُنفت بأنها الأسوأ في العالم وفق تقارير الأمم المتحدة.

كما يُتوقع أن تستغل جماعة الحوثيين هذا التطور لتصعيد خطابها الإعلامي والسياسي، مقدمة نفسها كمدافع عن اليمن في مواجهة "العدوان الإسرائيلي"، ما قد يمنحها زخماً إضافياً على المستويين الشعبي والإقليمي.

الموقف الدولي والإقليمي

حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم تصدر ردود أفعال رسمية واسعة من المجتمع الدولي حول القصف الإسرائيلي في العاصمة صنعاء. لكن من المرجح أن تثير هذه التطورات قلقاً بالغاً لدى الأمم المتحدة والدول الكبرى، خاصة وأنها قد تفتح جبهة جديدة في منطقة الشرق الأوسط المشتعلة أصلاً بالنزاعات.

إقليمياً، يُنتظر أن تتباين المواقف بين دول ترى أن القصف يدخل في إطار الدفاع عن الأمن الإقليمي ومصالح الملاحة الدولية، وبين أطراف أخرى ستعتبره اعتداءً سافراً على سيادة اليمن وتدخلاً غير مشروع في شؤونه الداخلية.

اليمن ساحة صراع مفتوحة

لا يمكن قراءة القصف الإسرائيلي على صنعاء بمعزل عن التحولات الكبرى التي تشهدها المنطقة. فاليمن أصبح ساحة صراع إقليمي ودولي منذ سنوات، حيث تتقاطع فيه مصالح قوى متعددة من أبرزها:

إيران التي تدعم الحوثيين عسكرياً وسياسياً.

المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي الداعم للحكومة الشرعية.

الولايات المتحدة وبريطانيا اللتان تتابعان عن قرب التهديدات للملاحة الدولية في البحر الأحمر.

والآن إسرائيل التي دخلت المعادلة بشكل مباشر لأول مرة.

هذا التداخل المعقد يجعل من الأزمة اليمنية أكثر صعوبة على الحل، ويزيد من احتمالية استمرار دوامة العنف.

مستقبل الحرب في اليمن بعد الضربة

السؤال الأبرز الآن هو: ماذا بعد القصف الإسرائيلي على صنعاء؟
العديد من المحللين يرجحون أن تشهد الأيام المقبلة تصعيداً عسكرياً متبادلاً، سواء عبر هجمات جديدة للحوثيين ضد أهداف إسرائيلية أو ممرات بحرية، أو عبر تكثيف إسرائيل لضرباتها الجوية في اليمن.

وفي الوقت نفسه، قد يدفع هذا التصعيد المجتمع الدولي إلى بذل جهود مضاعفة لإحياء مسار السلام في اليمن، خشية انزلاق الوضع إلى حرب إقليمية شاملة تمتد من غزة إلى البحر الأحمر وربما أبعد من ذلك.

إن استهداف منطقة المجمع الرئاسي في صنعاء من قبل الطيران الإسرائيلي يشكل حدثاً فارقاً في مسار الحرب اليمنية، وقد تكون له انعكاسات خطيرة على مستقبل البلاد والمنطقة. فبينما لا تزال تفاصيل الضربة قيد التحقق، يبقى الثابت أن اليمن يدخل مرحلة جديدة من التصعيد، حيث لم يعد الصراع فيه محلياً أو إقليمياً فقط، بل أصبح جزءاً من معادلة المواجهة الكبرى في الشرق الأوسط.

ويبقى السؤال المطروح: هل سيقود هذا التصعيد إلى مزيد من الحروب، أم سيكون جرس إنذار يدفع الأطراف للجلوس إلى طاولة الحوار من أجل إنهاء معاناة الشعب اليمني؟

التعليقات (0)