رسائل غير مباشرة لإسرائيل: مراجعة للأدوار والتوازنات

بعد جولة ترامب الخليجية.. دلالات الغياب الإسرائيلي ورسائل غير مباشرة تتكشف

profile
  • clock 15 مايو 2025, 4:05:15 م
  • eye 424
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
ترامب

محمد خميس

أثارت الجولة الخليجية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي شملت عددًا من دول الخليج العربي، تساؤلات واسعة حول أهداف الزيارة وخلفياتها السياسية والاقتصادية، خاصة في ظل غياب إسرائيل عن برنامجه الإقليمي، وهو ما فتح باب التحليل حول الرسائل غير المباشرة التي قد تكون موجهة إلى تل أبيب في هذه المرحلة الحساسة من العلاقات الإقليمية.

جولة ترامب الخليجية.. أبعاد تتجاوز الاقتصاد

جاءت زيارة ترامب إلى دول الخليج في سياق يبدو ظاهريًا اقتصاديًا وتجاريًا، حيث شارك في عدد من الفعاليات الاقتصادية، وأجرى لقاءات مع قادة سياسيين ورجال أعمال.
إلا أن المراقبين يؤكدون أن الزيارة لم تكن خالية من البعد السياسي، خاصة في ضوء التوترات الإقليمية، وتبدل أولويات بعض الدول الخليجية تجاه ملفات المنطقة.

وتأتي هذه الجولة في وقت تشهد فيه الساحة السياسية الأمريكية حراكًا انتخابيًا مبكرًا، ما يرجح أن ترامب يسعى أيضًا إلى تعزيز صورته الدولية، وإعادة تفعيل تحالفاته القديمة في الشرق الأوسط.

تغييب إسرائيل.. مغزى سياسي ورسائل ضمنية

أكثر ما لفت الانتباه في الجولة هو تغييب إسرائيل عن برنامج زيارة ترامب، رغم كونها شريكًا رئيسيًا للولايات المتحدة في المنطقة، وتربطها علاقات تطبيعية مع عدة دول خليجية.
هذا الغياب، بحسب محللين، لم يكن صدفة بل يحمل مغزى سياسيًا عميقًا، مفاده أن الأولويات الإقليمية قد تغيرت، وأن إسرائيل لم تعد محور الاهتمام كما كانت خلال فترات سابقة.

ويُفهم من هذا التجاهل أن هناك رغبة خليجية في إعادة صياغة العلاقات مع واشنطن بعيدًا عن ثنائية "التحالف مع إسرائيل" كمدخل أساسي للتعاون، ما قد يعكس تحولات هادئة في الرؤية الاستراتيجية لبعض العواصم الخليجية.

رسائل غير مباشرة لإسرائيل: مراجعة للأدوار والتوازنات

غياب إسرائيل عن جولة ترامب الخليجية يمكن قراءته على أنه رسالة غير مباشرة من بعض حلفائه التقليديين في الخليج، تدعو إلى مراجعة أدوارها وسلوكها الإقليمي، خاصة في ظل العدوان المتواصل على غزة، والتوتر المتصاعد في الضفة الغربية.

كما أن الجولة قد تكون تذكيرًا لإسرائيل بأنها ليست اللاعب الوحيد في المنطقة، وأن هناك قوى إقليمية أخرى تسعى إلى تعزيز نفوذها وصياغة أولوياتها بعيدًا عن الانخراط في الأزمات السياسية أو العسكرية التي تفرضها تل أبيب.

في الوقت نفسه، فإن هذا الإقصاء قد يكون رسالة ضغط على الإدارة الأمريكية نفسها، مفادها أن سياسات الانحياز المطلق لإسرائيل لم تعد تحظى بالتأييد الإقليمي كما في السابق، وأن الاستقرار في المنطقة يتطلب مواقف أكثر توازنًا.

 جولة ظاهرها اقتصاد وباطنها رسائل سياسية

في المجمل، يمكن القول إن جولة ترامب الخليجية حملت أبعادًا تتجاوز الاقتصاد والاستثمار، بل تضمنت إشارات سياسية دقيقة، سواء إلى الداخل الأمريكي أو إلى الحلفاء الإقليميين، وعلى رأسهم إسرائيل.

وغياب إسرائيل عن جدول الزيارة لم يكن مجرد تفصيل بروتوكولي، بل رسالة ذات دلالات عميقة تتصل بإعادة ترتيب التحالفات ومراجعة موازين القوى في الشرق الأوسط، في مرحلة تتسم بكثير من السيولة والتحولات.

التعليقات (0)