إيران بين التفاوض والتهديد.. تمسك بالحقوق النووية في مواجهة الضغوط الأمريكية

profile
  • clock 18 مايو 2025, 8:49:11 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
إيران وأمريكا

شيماء مصطفى

صرح الرئيس الإيراني بأن بلاده ستواصل المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي المتسارع، لكنها لن تتنازل عن حقوقها بسبب التهديدات الأمريكية، وقال الرئيس مسعود بيزشكيان في خطاب أمام مسؤولي البحرية نُقل عبر التلفزيون الرسمي يوم السبت:"نحن نتفاوض، وسنستمر في التفاوض. نحن لا نسعى للحرب، ولكننا لا نخشى أي تهديد."

وأضاف: "ليس الأمر أننا إذا تعرضنا للتهديد، سنتنازل عن حقوقنا الإنسانية وحقوقنا الحتمية. نحن لن نتراجع، ولن نتنازل بسهولة عن الإنجازات المشرفة في المجالات العسكرية والعلمية والنووية وغيرها."

تقدم المفاوضات على المستوى الفني وتعقيد في مسألة تخصيب اليورانيوم

وصلت المفاوضات إلى المستوى "الخبير"، ما يعني أن الجانبين يحاولان الاتفاق على تفاصيل صفقة محتملة.
ومع ذلك، تظل قضية تخصيب اليورانيوم عائقًا رئيسيًا، حيث تصر طهران على حقها في التخصيب، بينما تصر إدارة ترامب بشكل متزايد على ضرورة أن تتخلى الجمهورية الإسلامية عن ذلك.

وقد هدد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مرارًا بشن ضربات جوية على البرنامج النووي الإيراني في حال عدم التوصل إلى اتفاق. في المقابل، تحذر طهران بشكل متزايد من أنها قد تسعى إلى امتلاك سلاح نووي في ظل امتلاكها مخزونًا من اليورانيوم المخصب بدرجات قريبة من مستوى الاستخدام العسكري.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، صرح ترامب بأن إيران تلقت عرضًا خلال المفاوضات، دون أن يقدم تفاصيل إضافية.

تركيز ترامب في جولته الإقليمية على منع إيران من امتلاك القنبلة النووية

خلال جولته في المنطقة هذا الأسبوع، كرر ترامب في كل مناسبة تقريبًا أن إيران يجب ألا تُسمح لها بامتلاك قنبلة نووية.
وقد قدرت وكالات الاستخبارات الأمريكية أن طهران لا تسعى حاليًا بشكل نشط إلى تطوير سلاح نووي، رغم أن برنامجها النووي بات على شفا القدرة على تسليح المواد النووية.

إيران تؤكد الطابع السلمي لبرنامجها النووي

قال محمد إسلامي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، إن البرنامج النووي الإيراني سلمي بطبيعته ويخضع لـ "رقابة مستمرة" من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفقًا لما نقلته قناة التلفزيون الرسمية يوم السبت.

وأوضح إسلامي: "لا توجد دولة تُراقَب من قبل الوكالة كما نحن"، مضيفًا أن الوكالة فتشت منشآت إيران النووية أكثر من 450 مرة في عام 2024، وهو ما يمثل "حوالي 25% من جميع عمليات التفتيش التي قامت بها الوكالة هذا العام."

تهديدات إسرائيلية مستمرة وتوترات إقليمية بسبب حرب غزة

من جهة أخرى، تهدد إسرائيل بشكل روتيني بضرب المنشآت النووية الإيرانية إذا شعرت بالتهديد، مما يزيد من تعقيد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، والتي تفاقمت بالفعل بسبب حرب إسرائيل ضد حماس في غزة.

خامنئي يرد على زيارة ترامب ويصفه بالكاذب

في أول رد فعل له على زيارة ترامب للمنطقة، صرح المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، بأن ترامب لم يكن صادقًا عندما تحدث عن تحقيق السلام من خلال القوة.

قال خامنئي في لقاء مع معلمين بثه التلفزيون الرسمي يوم السبت: "ترامب قال إنه يريد استخدام القوة لتحقيق السلام، لقد كذب. هو والإدارة الأمريكية استخدموا القوة من أجل القتل الجماعي في غزة، ولشن حروب في كل مكان أمكنهم."

وأكد خامنئي أن الولايات المتحدة زودت إسرائيل بقنابل تزن عشرة أطنان، لاستخدامها ضد "أطفال غزة، ومستشفيات، ومنازل الناس في لبنان، وفي أي مكان آخر يستطيعون."

موقف خامنئي من إسرائيل: "ورم سرطاني يجب استئصاله"

جدد خامنئي موقفه التقليدي المناهض لإسرائيل، قائلًا:"بالتأكيد، النظام الصهيوني هو بؤرة فساد وحرب وانقسامات. هذا النظام القاتل والخطير، الورم السرطاني، يجب استئصاله دون شك، وسَيُستأصل."

كما أشار إلى أن الولايات المتحدة فرضت نموذجًا على الدول العربية يجعلها غير قادرة على التحرك دون دعم أمريكي، معتبرًا أن هذا النموذج فشل بالفعل.

دعوة إلى انسحاب أمريكا من المنطقة

اختتم خامنئي تصريحه بالقول: "بجهود شعوب المنطقة، يجب أن تخرج أمريكا من المنطقة، وسوف تخرج."

تجدر الإشارة إلى أن إيران تنظر منذ زمن طويل إلى الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة كتهديد مباشر، لا سيما بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي لعام 2015 في عام 2018 وإعادة فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران.

المصادر

أسوشيتدبرس

التعليقات (0)