يوسي منشروف : على الرغم من تصريحات ترامب.. فإن الاتفاق مع إيران ليس أمراً واقعاً بعد

profile
  • clock 17 مايو 2025, 10:19:08 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

على الرغم من إعلان الرئيس دونالد ترامب، (الخميس) أن بلده قريب جداً من توقيع اتفاق نووي مع إيران، أشك في أن يتم التوصل إلى اتفاق كهذا قريباً
فاستناداً إلى تصريحات ترامب ومبعوثه للمفاوضات ستيف ويتكوف، يمكن القول إن الموقف الأميركي من المفاوضات لم يُقرّ نهائياً بعد.
 

على سبيل المثال، خلال خطابه في القمة مع زعماء دول الخليج في الرياض، أضاف ترامب أنه من أجل التوصل إلى اتفاق، يجب ألّا يكون لدى إيران سلاح نووي، وأن تتوقف عن دعم "الإرهاب". إيران، من جانبها، أوضحت من خلال علي شمخاني، من كبار مستشاري الخامنئي، أنها مستعدة للالتزام بأنها لن تصنع سلاحاً نووياً مطلقاً، وأنها مستعدة للتنازل عن مخزون اليورانيوم المخصّب الخاص بها، لكنها مصمّمة على تخصيب اليورانيوم على أراضيها إلى مستويات منخفضة مطلوبة من أجل الاستعمال المدني، وستسمح للمراقبين الدوليين بمراقبة ذلك.


من جانبه، صرّح ويتكوف خلال الأيام الماضية بأن الولايات المتحدة تطالب إيران بعدم تخصيب اليورانيوم على أراضيها، ولذلك، من غير الواضح حتى الآن، ما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة للتنازل لهذا المطلب الإيراني الذي لن تتنازل إيران عنه قط. لكن يبدو كأن هناك تقدّماً في المفاوضات، إذ نقلت واشنطن إلى إيران، ولأول مرة منذ بدء المحادثات، عرضاً رسمياً مكتوباً.


لكن، لا تزال ماكينة "الإرهاب" التي أقامتها إيران خلال العقدين الماضيين تعمل، ولذلك، يتوجب على إسرائيل العمل بشكل فوري. وعلاوةً على التنسيق مع الولايات المتحدة بشأن المفاوضات مع إيران، يجب على إسرائيل تغيير قواعد اللعبة، بعد القصف المستمر من طرف الحوثيين، منذ نهاية وقف إطلاق النار في غزة.
 

يبدو كأن إطلاق الصاروخ الناجح في اتجاه إسرائيل، نجح في إلحاق الضرر الكبير بعمل المطار


 من خلال وقف رحلات عدد كبير من شركات الطيران الأجنبية، ويُظهر خطورة التهديد من طرف الحوثيين وإيران. ولذلك، من الأفضل لإسرائيل أن تُهدد بضرب إيران، كردٍّ على القصف الحوثي المقبل (بغض النظر عمّا إذا كانت إيران ذاتها، أو أحد أصولها في الساحة اليمنية). هكذا، نستطيع تدفيع إيران ثمن رعايتها "الإرهاب" الحوثي على مدار سنوات، ونستغل الضعف الإيراني الآن.


تظهر إيران كأنها متلهفة للتوصل إلى اتفاق نووي يزيل شبح التهديد العسكري عن برنامجها النووي، ويرمّم اقتصادها، وهو ما برز في تصريحات مسؤول كبير هناك، قال إن إيران مستعدة لتوقيع اتفاق "غداً صباحاً"، إذا قرّر الخامنئي ذلك. والظاهر أن زيارة قائد "قوّة القدس" إسماعيل قآني إلى بغداد، أتت في هذا السياق، فمن المرجّح أنه سيطلب من الأذرع الإيرانية في العراق عدم التصعيد في مقابل الأميركيين لتلافي الضرر بالمفاوضات. وعلاوةً على ذلك، يمكن أن يطلب أيضاً التنسيق مع منظومة الأذرع للعمل ضد إسرائيل والولايات المتحدة، في حال فشلت المفاوضات، وتم ضرب إيران.

المصادر


بقلم: الباحث في الشئون الإيرانية يوسي منشروف
المصدر: يسرائيل هيوم

التعليقات (0)