في تصريح خاص لـ«180 تحقيقات»

الكاتب العراقي عبد الكريم الوزان: لقاء قاآني – الأعرجي رسالة سياسية لإعادة تموضع إيران في المشهد الإقليمي

profile
  • clock 15 مايو 2025, 6:17:10 م
  • eye 418
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
أ.د. عبد الكريم عبد الجليل الوزان

في حديث خاص لموقع 180 تحقيقات، علّق الكاتب الصحفي والأكاديمي العراقي أ.د. عبد الكريم عبد الجليل الوزان على اللقاء الذي جمع قائد "فيلق القدس" الإيراني إسماعيل قاآني، مع مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، مؤكدًا أن اللقاء يحمل دلالات سياسية واضحة تتجاوز الإطار الثنائي التقليدي، وتُعبّر عن استراتيجية إيرانية جديدة في العراق والمنطقة.

إيران باقية بثقلها.. والرسالة للعرب قبل غيرهم

وقال د. الوزان إن الرسالة الأساسية من هذا اللقاء موجّهة إلى المحيط العربي قبل غيره، مفادها أن "إيران موجودة بكل ثقلها في المنطقة، ولن تتخلى عن العراق"، مشيرًا إلى أن طهران تسعى لطمأنة شركائها الإقليميين بأنها ليست بصدد الانسحاب أو التراجع، بل تعمل على تغيير أدواتها وأشكال حضورها.

وأضاف:"اللقاء رسالة سياسية واضحة بأن إيران لن تتخلى عن العراق، حتى وإن تخلى عنه بعض العرب، خاصة بعد القمة الخليجية التي حضرها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ولم يُدعَ العراق للمشاركة فيها."

"المدنية بدل العسكرية".. تغيير في شكل الحضور الإيراني

أبرز ما لفت الانتباه في اللقاء – وفقًا للوزان – هو أن قاآني ظهر بالزي المدني، لا العسكري، وهي إشارة رمزية تحمل الكثير من المعاني السياسية. وقال الوزان إن ارتداء قاآني اللباس المدني يعني أن إيران تسعى للظهور كدولة مدنية تدعم الاستقرار والإعمار، وليست مجرد طرف عسكري محوري في المعادلة الإقليمية.

وأوضح أن هذا التوجه لا يُلغي الطابع الأمني أو الاستراتيجي للزيارة، لكنه يُقدّم صورة ناعمة لإيران أمام الشارع العراقي والنسيج العربي، لاسيما في ظل الضغوط الدولية والإقليمية على طهران، وسعيها لتثبيت نفوذها بوسائل أكثر قبولًا.

لقاء قاآني – الأعرجي: إعادة ترتيب العلاقة مع العراق

بحسب تحليل الوزان، فإن اللقاء يعكس رغبة إيرانية في إعادة ترتيب أوراق العلاقة مع العراق على أسس أكثر مرونة وتكيفًا مع المتغيرات الإقليمية والدولية. فالعراق، رغم كونه حليفًا استراتيجيًا لإيران، يعيش حالة من التوازن الحرج بين واشنطن وطهران، ويتطلب إدارة دقيقة للعلاقات الثنائية.

وأشار إلى أن إيران تدرك أهمية العراق كبوابة جيوسياسية في صراع النفوذ الإقليمي، وبالتالي فهي حريصة على المحافظة عليه ضمن دائرة الحلفاء، مع السعي لتقليل التوترات والتدخلات التي قد تثير الشارع العراقي أو شركاءه الدوليين.

إيران تُغيّر أدواتها.. ولكنها لا تغادر المشهد

اختتم أ.د. الوزان حديثه بالتأكيد على أن اللقاء بين قاآني والأعرجي يؤكد بقاء إيران في المشهد العراقي والإقليمي، ولكن بأدوات أكثر نعومة ومرونة، مشددًا على أن طهران تحاول الآن التوفيق بين حضورها الأمني، وشراكة مدنية سياسية واقتصادية في المنطقة.

وأضاف أن "إيران، رغم الضغوط الدولية والعقوبات، ما زالت تسعى لفرض نفسها كقوة إقليمية مسلمة حاضرة، وخاصة في ظل تقاعس بعض الدول العربية عن لعب دور حقيقي في دعم العراق واستقراره."

التعليقات (0)