تكبير الخط تصغير الخط

البروفيسور مارغريت زانكيتا ، جامعة تورنتو بكندا .. هي أستاذة شغوفة بالبحث العلمي حول الصحة ،تجربتها الميدانية عالمية ،ملهمة للباحثين الشباب في المقاربة و المنهج . كان لي معها هذا الحوار العلمي الشيق

بروفيسور زانكيتا شكرا جزيلا لتخصيص جزء من وقتك الثمين لإجراء حوار معنا على موقع 180news.net  

أنت أستاذة في جامعة تورنتو بكندا ،تقومين بأبحاث علمية كذلك في البرازيل ،أود في البداية معرفة رأيك حول التعليم العالي و خاصة لطلبة الماستر شعبة صحة و تغذية و هذا على المستوى الكمي و الكيفي؟

▪︎ أنا مارغريت زانكيتا ،أستاذة بجامعة تورنتو  بكندا ،كباحثة أنا مهتمة بموضوع الصحة و التجارب التي كانت لي مع الأستاذ كريستيان ميزانج،و زملاء أفارقة ،رأيي حول التعليم العالي ودور طلبة الماستر في الصحة و التغذية ،كانت لي تجربة مع طلبة من بوركينافاسو و هايتي ،الأمر هنا لا يتعلق بمقارنة ،إنه لمن الصعب خاصة للطلبة الذين تلقوا تعليما ضمن سياقات مختلفة و في جامعات عديدة ،كيف يمكن تكوين هؤلاء الطلبة ،أنا متحفظة جدا حول الموضوع . لكن كنت سعيدة جدا بحفاوة الإستقبال و الإقبال الكبير و الواعد للطلبة الذين التقيت بهم ،خاصة في جامعة سنغور بالإسكندرية.

هل البحث العلمي مرتبط مباشرة بالتشخيص الميداني المتعلق بصحة مجموعات السكان التي تعاني التهميش و الهشاشة؟

▪︎سوف أتحدث عن العمل الذي قمت به لدى محترفي الصحة في الدول الفرنكفونية الإفريقية ،هذه الدراسات لم يكن هدفها تقديم تشخيص مباشر حول صحة تلك الجماهير ،لكن الدراسة كانت حول ممارسة الصحة،الوسائل، لقد تعلمنا كثيرا حول مسألة التشخيص الصحي للجماهير . هي دراسة نوعية على عينة صغيرة ،من أجل فهم كيف قام محترفوا الصحة بعملهم  خاصة ضمن  مقاربة التسيير ،فالدراسة قائمة على الممارسات المهنية لموظفي الصحة من أجل فهم ما يجري في الميدان .

كيف تتم عملية التشخيص و كيف تقيمين مساهمات الطلبة في هذا النوع من التشخيصات ؟

▪︎الحقيقة إن عمل الطلبة مهم جدا و مساعد ،لا يمكن التقدم في الدراسة أو التشخيص بدون عمل الطلبة و مساهماتهم ،يمكن أن تعترضنا عراقيل  منها ضعف شبكة الإنترنت و الهاتف ،مساهمة هؤلاء الطلبة إذن و أكرر هي مهمة جدا ،فالطلبة هنا خبراء ميدانيون ينقلون المعلومة ،التي تمكننا من معرفة أين يمكننا توجيه المقدرات و الوسائل المادية .لكن أحسن شيء وجدته أثناء عملي مع مجموعة الطلبة التابعة لجامعة سنغور ،حول الصحة و سياسات التغذية هو شعورهم بالانتماء لمجموعة تتميز بممارسات و هذا شيء مهم ،يمدنا بالمصداقية و الموضوعية في مثل هذا النوع من الدراسات .

قمت بترأس مجموعات بحث ماهي درجة استجابة الجماهير المستهدفة؟

▪︎حول مايتعلق بتسيير فرق البحث و مدى انخراط الجمهور المستهدف ،هذا مهم جدا ،كيف نقوم بالبحث العلمي حول أشخاص بعيدين عنا،خاصة إذا كان الباحث الرئيسي شخصية غير معروفة في القارة الإفريقية مثلي .كان الأستاذ كريستيان ميزانج هو قائد البحث الفعلي نظرا لخبرته ،من الناحية العملية ،المنهجية و الاخلاقيات العلمية لا يمكن للأستاذ ميزانج مثلا أن يتولى الإعلان عن البحث و إدارة التجمع فهذا يتعارض مع الروح العلمية للبحث أو الدراسة ،وجود اسم الأستاذ ميزانج يدفع بالكثيرين إلى المشاركة في الاستبيانات .وعموما ما لاحظته هو إقبال مقبول جدا و مشاركة جيدة من طرف الأشخاص ،أنا لا أقوم ببحث كمي ،نعير اهتماما بالغا بالإحصائيات و حجم العينة البحثية ،عدد المشاركين في الدراسات كان كافيا ،حتى في الدراسة الأخيرة المتعلقة بالكوفيد ،كانت ناجحة جدا ،مثلا تحصلنا على أجوبة من 17شخصا مشاركا ،أدلوا بأجوبة عميقة ساعدت على إنجاز الدراسة .

كيف يمكننا فهم هشاشة الأقليات اللغوية و علاقة الأمر بالصحة و التغذية؟

▪︎هشاشة الأقليات اللغوية فيما يخص الصحة و التغذية ،للأسف لا أتوفر على معطيات و خبرة معتبرة ،لكن كوني أعيش في مدينة كبيرة جدا او ميتروبول و هي تورنتو و معروفة بتواجد خليط بشري ناتج عن الهجرة ،فهناك العديد من اللغات ،بمعنى أننا كلنا نعتبر أقليات لغوية . هشاشة الساكنين هنا أو بعضهم يمكن أن تفهم من عدم قدرتهم على الولوج للمعلومة المتعلقة بالصحة الغذائية .لكن هذا المشكل ووجه في مدينة تورنتو  بفضل التحكم في شبكة الإنترنت و سهولة الإستفادة منها ، الأنترنت هنا جيدة جدا ،يمكن للناس التواصل مع ذويهم في البلدان الأصلية و الاستفادة من التكوين بلغاتهم .
هناك أيضا شبكات الدعم الاجتماعي  مثل بنك التغذية الذي يوفر للأشخاص فرصة الحصول على مواد غذائية منسجمة و مرتبطة بثقافتهم . أعتقد أن مشكلة الهشاشة للأقليات اللغوية أدت إلى ظاهرة الشمولية في استيراد و تصدير المواد الغذائية المرتبطة بالثقافة ،أنا برازيلية هنا ،بإمكاني العثور على مواد غذائية كثيرة مرتبطة بالعادات الغذائية البرازيلية و نفس الشيء بالنسبة للمواد الغذائية الإفريقية ،دون نسيان أن هناك روابط عائلية عديدة بيننا .
...يتبع