رسائل إلى العالم

قمة أمريكية بريطانية: ترامب وستارمر يعلنان اتفاقات استراتيجية ورسائل حول أوكرانيا وغزة

profile
  • clock 18 سبتمبر 2025, 2:28:03 م
  • eye 422
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
ترامب وستارمر

محمد خميس

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن العلاقات بين الولايات المتحدة وبريطانيا "لا مثيل لها في العالم"، مشيرًا إلى أنها تمثل حجر الزاوية في استقرار النظام الدولي، ومبديًا سعادته بأن بريطانيا كانت أول دولة توقع معها إدارته الجديدة اتفاقًا تجاريًا شاملاً.

وأوضح ترمب، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في لندن، أن هذه الشراكة ليست مجرد تحالف سياسي أو عسكري، بل هي امتداد تاريخي يجمع البلدين في ملفات التجارة والدفاع والابتكار.

اتفاقية تاريخية للازدهار التكنولوجي

أعلن ترمب عن توقيع اتفاقية وُصفت بـ "التاريخية" في مجال الازدهار التكنولوجي، تهدف إلى تعزيز الاستثمارات المشتركة في الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، وتكنولوجيا الطاقة المتجددة.
وأشار إلى أن الاتفاق سيتيح فرصًا واسعة للشركات الناشئة والعمالة الماهرة في كلا البلدين، وسيمهد الطريق أمام تعاون طويل الأمد يعزز القدرة التنافسية في مواجهة الصين وقوى أخرى صاعدة.

إنجازات اقتصادية واستثمارات ضخمة

شدد الرئيس الأمريكي على أن الأداء الاقتصادي لبلاده "يتحسن بشكل مستمر"، موضحًا أن الولايات المتحدة استقطبت استثمارات تزيد قيمتها على 17 تريليون دولار في الأشهر الأخيرة.
واعتبر أن هذه المؤشرات تعكس الثقة العالمية في الاقتصاد الأمريكي، كما تُظهر فعالية السياسات المالية والتجارية التي تنتهجها إدارته.

دعم دفاعي لأوكرانيا

من جانبه، كشف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أنه ناقش مع ترمب سبل زيادة الدعم الدفاعي لأوكرانيا، مؤكدًا أن البلدين ملتزمان بمواصلة المساعدات العسكرية والاقتصادية لكييف في مواجهة روسيا.
وأضاف ستارمر أن بريطانيا خصصت 5% من ناتجها القومي للإنفاق العسكري، وهو ما أثنى عليه ترمب، معتبرًا أن هذا الالتزام يعكس جدية لندن في مواجهة التحديات الأمنية العالمية.

العلاقات مع روسيا وبوتين

في معرض حديثه عن روسيا، قال ترمب إن الرئيس فلاديمير بوتين "خذلني"، في إشارة إلى تعثر الجهود السابقة للتقارب بين البلدين.
وأكد أن إدارته ستواصل التعامل مع موسكو بحذر، مع الالتزام بحماية المصالح الأمريكية والأوروبية، مشددًا على أن "الأفعال أهم من الأقوال" في تقييم أي خطوات روسية مستقبلية.

النزاع في غزة وأوكرانيا

أوضح ترمب أن الولايات المتحدة "تبذل جهودًا كبيرة لحل النزاع في غزة وأوكرانيا"، معتبرًا أن إنهاء الحروب "مهمة صعبة لكنها ضرورية".
وأشار إلى أن ملف غزة وإسرائيل معقد للغاية، لكنه أكد أن إدارته ستتعامل معه بجدية من أجل التوصل إلى صيغة تضمن الأمن للإسرائيليين والحقوق المشروعة للفلسطينيين.

خطة شاملة للسلام في الشرق الأوسط

بدوره، كشف ستارمر أن بلاده تعمل مع واشنطن على صياغة خطة شاملة من شأنها تحقيق السلام والأمن للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.
وأضاف أن هذه الخطة ستعتمد على مقاربة متعددة الأطراف، تشمل الدول العربية والإقليمية، لضمان حل سياسي طويل الأمد يضع حدًا لدائرة العنف المستمرة.

إنهاء الحروب تحدٍ عالمي

شدد ترمب على أن "إنهاء الحروب مهمة صعبة"، لكنه أشار إلى أن بلاده تسعى مع حلفائها لتحقيق تسويات سياسية حيثما أمكن، مع مواصلة دعم الحلفاء عسكريًا عند الضرورة.
وأوضح أن التحديات العالمية – من غزة إلى أوكرانيا – تتطلب قيادة قوية وتنسيقًا دوليًا غير مسبوق.

أهمية التحالف الأمريكي البريطاني

اعتبر محللون أن القمة الأخيرة بين ترمب وستارمر تؤكد متانة "العلاقة الخاصة" بين الولايات المتحدة وبريطانيا، خاصة في ظل الأزمات العالمية المتعددة.
وأشاروا إلى أن الإعلان عن اتفاقيات استراتيجية في مجالات التكنولوجيا والدفاع يعكس رغبة الجانبين في تعزيز موقعهما ضمن النظام الدولي المتغير، ومواجهة تحديات اقتصادية وأمنية متنامية.

رسائل إلى العالم

تحمل تصريحات ترمب وستارمر رسائل متعددة إلى الداخل والخارج:

للحلفاء: أن واشنطن ولندن متمسكتان بالتعاون الأمني والاقتصادي.

لروسيا: أن الدعم الغربي لأوكرانيا مستمر ولن يتراجع.

لإسرائيل والفلسطينيين: أن الحل السياسي ما زال مطروحًا، وأن المجتمع الدولي يضغط باتجاه خطة شاملة.

للأسواق: أن الاقتصاد الأمريكي والبريطاني قادران على جذب الاستثمارات وتعزيز الابتكار.

التعليقات (0)