موقف الأمن العام الأردني

الأردن يوقف حركة المسافرين عبر جسر الملك حسين بعد إغلاقه من الجانب الإسرائيلي

profile
  • clock 18 سبتمبر 2025, 2:41:33 م
  • eye 412
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تفاصيل الحادث بحسب الرواية الإسرائيلية

محمد خميس

أعلنت السلطات الأردنية، اليوم الخميس، إيقاف حركة المسافرين عبر جسر الملك حسين المعروف بـ"معبر الكرامة"، عقب إغلاقه من الجانب الإسرائيلي إثر حادث إطلاق نار وقع في محيط المعبر. ويُعد هذا الجسر أحد أبرز المعابر الحيوية التي تربط الأردن بالضفة الغربية المحتلة، ويُستخدم يوميًا من قبل آلاف الفلسطينيين والأردنيين.

تفاصيل الحادث بحسب الرواية الإسرائيلية

وفقًا لوسائل إعلام عبرية، فقد شهد معبر اللنبي – وهو الاسم الإسرائيلي للمعبر – عملية إطلاق نار مسلحة أسفرت عن مقتل إسرائيليين اثنين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة. وعلى الفور، فرضت سلطات الاحتلال إجراءات عسكرية مشددة في المنطقة، وأغلقت مداخل مدينة أريحا في كلا الاتجاهين، مما أدى إلى عرقلة حركة المركبات الفلسطينية ومنع دخول أو خروج المسافرين.

إجراءات الاحتلال عقب العملية

عقب الهجوم، منعت القوات الإسرائيلية حافلات المسافرين القادمين من الأردن من متابعة رحلتهم نحو الجانب الفلسطيني، وأغلقت كامل المنطقة المحيطة بالمعبر. كما نشرت تعزيزات عسكرية كبيرة، وبدأت عمليات تمشيط في محيط المكان تحسبًا لوجود منفذين آخرين. هذه التطورات عكست حالة استنفار أمني غير مسبوقة في المنطقة، وسط مخاوف من امتداد التوتر إلى مناطق أخرى في الضفة الغربية.

موقف الأمن العام الأردني

في بيان مقتضب، أعلنت مديرية الأمن العام الأردنية عن إيقاف حركة المسافرين عبر الجسر مؤقتًا، ودعت المواطنين إلى متابعة وسائل الإعلام الرسمية لمعرفة أي مستجدات بشأن إعادة فتح المعبر. وأكدت أن الجهات المختصة تتابع التطورات عن كثب بالتنسيق مع الأطراف المعنية.

أول تعليق رسمي للحكومة الأردنية

من جانبه، قال وزير الاتصال الحكومي والناطق باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، إن الأردن يتابع عن كثب ما يجري تداوله من أنباء حول "حدث أمني" على الطرف الآخر من المعبر. وأضاف المومني، في منشور عبر منصة (إكس)، أن "الجهات المعنية ستعلن عن أي تفاصيل حال ورودها"، مشيرًا إلى أن التنسيق الأمني مستمر لتقييم الموقف وضمان سلامة المسافرين.

معبر الكرامة.. شريان حيوي للفلسطينيين

يُعتبر معبر الكرامة (جسر الملك حسين) المنفذ البري الوحيد تقريبًا الذي يربط الضفة الغربية بالعالم الخارجي عبر الأردن. ويستخدمه الفلسطينيون للسفر من وإلى الخارج، سواء للدراسة أو العلاج أو العمل. وبالتالي، فإن أي إغلاق للمعبر يؤثر بشكل مباشر على حياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، ويزيد من معاناتهم في ظل الحصار والإجراءات الإسرائيلية المشددة.

تداعيات الإغلاق على الفلسطينيين

أدى الإغلاق المفاجئ للمعبر إلى تعطيل حركة مئات المسافرين الذين كانوا في طريقهم إلى الضفة الغربية أو خارجها. وتكدست الحافلات في الجهة الأردنية بانتظار السماح بالعبور، فيما سادت حالة من القلق بين الفلسطينيين الذين يخشون استمرار الإغلاق لفترة طويلة، خصوصًا مع تصاعد التوترات الأمنية في المنطقة.

قراءة في أبعاد العملية

يرى مراقبون أن عملية إطلاق النار عند المعبر تحمل رسائل سياسية وأمنية في آن واحد، خاصة أنها استهدفت موقعًا استراتيجيًا يربط الأردن بفلسطين ويُعتبر حساسًا بالنسبة للاحتلال. ويُرجّح أن تزيد هذه العملية من تشديد الإجراءات الأمنية الإسرائيلية على المعابر والطرق المؤدية إلى أريحا والقدس.

الموقف الأردني بين الحذر والتنسيق

تتعامل السلطات الأردنية بحذر بالغ مع مثل هذه الأحداث، نظرًا لحساسية الموقع وأهميته السياسية والأمنية. فالأردن يُدرك أن استمرار إغلاق المعبر سيضر بمصالح الفلسطينيين والأردنيين على حد سواء، لكنه في الوقت نفسه يضع سلامة المسافرين فوق كل اعتبار، وهو ما يفسر قراره بوقف الحركة بشكل مؤقت إلى حين استقرار الأوضاع.

احتمالات إعادة فتح المعبر

حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تُعلن السلطات الإسرائيلية عن موعد محدد لإعادة فتح المعبر. ويرجّح أن يستمر الإغلاق إلى حين استكمال التحقيقات الأمنية، والتأكد من عدم وجود تهديدات إضافية. في المقابل، يأمل الفلسطينيون والأردنيون بعودة الحركة سريعًا، تجنبًا لتكرار مشاهد المعاناة التي تصاحب كل إغلاق للمعبر.

انعكاسات سياسية وإقليمية

قد يكون لهذا الحادث انعكاسات سياسية أوسع، خاصة في ظل التوترات المستمرة بين الاحتلال والفصائل الفلسطينية، وتصاعد الدعوات لوقف الانتهاكات في غزة والضفة. كما أن الأردن، بحكم موقعه الجغرافي ودوره السياسي، قد يجد نفسه أمام تحديات إضافية في إدارة الملف الأمني للمعابر المشتركة.

التعليقات (0)