في تصريح خاص لـ«180 تحقيقات»

الوزان: رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا.. الأبعاد والدلالات السياسية والاقتصادية في سياق خارطة الشرق الأوسط الجديدة

profile
  • clock 14 مايو 2025, 7:17:51 م
  • eye 410
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
أ.د. عبد الكريم عبد الجليل الوزان

في حديث خاص لموقع 180 تحقيقات، تناول الأكاديمي والكاتب الصحفي العراقي أ.د. عبد الكريم عبد الجليل الوزان، خلفيات وأبعاد قرار رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، مشيرًا إلى أنه لا يمكن فصل هذا القرار عن التحولات الجيوسياسية الكبرى في الشرق الأوسط، والسعي الأمريكي لإعادة رسم التوازنات الإقليمية بما يخدم استراتيجياتها طويلة المدى.

خارطة جديدة للمنطقة تحت الهيمنة الأمريكية

يرى الدكتور الوزان أن رفع العقوبات يأتي في إطار ترسيخ خارطة الشرق الأوسط الجديدة، والتي تهدف من جهة إلى فرض هيمنة أمريكية على مساحات واسعة من المنطقة، ومن جهة أخرى تُروَّج تحت شعارات مثل تحقيق السلام وتعزيز الديمقراطية، وهي شعارات تخدم أجندة الغرب بقيادة الولايات المتحدة.

وأضاف أن هذه الخطوة تمثل تحقيقًا لمكاسب سياسية مباشرة لصالح واشنطن، عبر تمكينها من التحكم في مفاصل القرار السياسي والاقتصادي في الدول المعنية مثل سوريا ولبنان، لما لها من أهمية استراتيجية وموقع جيوسياسي حساس.

أبعاد اقتصادية: سوريا كمنطقة ثروات وتقاطعات

لفت الوزان إلى أن الرفع التدريجي للعقوبات يمثل مدخلاً لاستثمار الثروات الطبيعية، خصوصًا تلك الكامنة في باطن الأرض، سواء كانت موارد معدنية أو طاقة، مشيرًا إلى أن سوريا بموقعها الجغرافي تمثل حلقة وصل محورية بين العراق ولبنان والبحر المتوسط.

وأكد أن فتح المجال أمام الاستثمارات الغربية سيمنح الولايات المتحدة وحلفاءها تفوقًا اقتصاديًا وجيوسياسيًا جديدًا، يساهم في إعادة تدوير النفوذ الغربي في المنطقة، خصوصًا في ظل التنافس المتصاعد مع روسيا والصين.

تحقيق السلام أم تكريس القطب الواحد؟

بينما يُروّج لرفع العقوبات كخطوة باتجاه تحقيق السلام والاستقرار في سوريا والمنطقة، يرى الدكتور الوزا أن ذلك يُخفي في طيّاته مسعى لتكريس الهيمنة الأمريكية كقطب أوحد، بدلًا من تحقيق توازنات عادلة بين القوى الدولية الفاعلة.

وأوضح أن هذه التحركات تُعيد هيكلة موازين القوى وفق منظور غربي بحت، مؤكدًا أن السلام الحقيقي لا يُمكن أن يتحقق ما لم يُبنَ على أساس شراكة عادلة واحترام للسيادة الوطنية.

سياسة مصالح تُغلفها شعارات السلام

وفي ختام حديثه، شدد الدكتور الوزا على أن قرار رفع العقوبات، رغم ما قد يحمله من فرص اقتصادية لسوريا، إلا أنه يأتي في سياق أوسع يعكس استراتيجية أمريكية لإعادة ضبط الإقليم بما يتوافق مع مصالحها، مضيفًا أن التحدي الحقيقي هو في قدرة سوريا والدول المعنية على التفاعل مع هذه التحولات دون أن تفقد استقلال قرارها السيادي.

التعليقات (0)