تكبير الخط تصغير الخط

قال الباحث السياسي طه الشريف إن القرار الأمريكي برفع العقوبات عن سوريا يُعد تحولًا مهمًا في السياسة الأمريكية، ويعكس في جوهره البراجماتية الواضحة لشخصية الرئيس دونالد ترامب، رغم انتمائه الأيديولوجي إلى اليمين الأمريكي.

 وأوضح “الشريف” في تصريحات خاصة لـ«180 تحقيقات»، أن هذه الخطوة تُظهر تناقضًا ملحوظًا مع مواقف خلفه جو بايدن، الذي رغم خطابه الليبرالي، تبنّى واحدًا من أكثر المواقف تشددًا تجاه دمشق، وكان أكثر الرؤساء الأمريكيين انصياعًا للوبي الصهيوني، على حد تعبيره.

براغماتية ترامب أمام تشدد بايدن.. دلالات رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا 
 

وأشار الشريف إلى أن الدور التركي والسعودي كان حاسمًا في تهيئة الأجواء لإبرام تفاهمات مباشرة بين الإدارة الأمريكية ودمشق، مؤكدًا أن تلك الوساطات الإقليمية أثمرت عن اللقاءات التي مهّدت لقرار رفع العقوبات، في خطوة وصفها بأنها تعكس رغبة في تجاوز الملفات المعقدة في المنطقة، وعلى رأسها الأزمات في سوريا واليمن وقطاع غزة.

واشنطن لم تعد رهينة للمتطرفين.. رفع العقوبات رسالة قوية للمنطقة 

وأضاف الباحث السياسي أن قرار ترامب برفع العقوبات لا يعكس فقط براغماتيته، بل أيضًا إدراكه العميق لمصالح الولايات المتحدة الاستراتيجية، ورفضه لأن تظل بلاده رهينة لخيارات "حفنة من المتطرفين" قد يدفعون واشنطن إلى التضحية بمكانتها العالمية.

ولفت الشريف إلى أن توقيت القرار الأمريكي يأتي في ظل تصعيد إسرائيلي خطير ضد الأراضي السورية، معتبرًا أن هذا التحول في الموقف الأمريكي قد يكون أحد أهم المكابح للانفلات الإسرائيلي في المنطقة، ليس فقط تجاه سوريا بل إزاء مجمل الملفات الساخنة في الشرق الأوسط.

وأكد على إن هذا القرار قد يُمهّد لمرحلة جديدة في العلاقات الإقليمية والدولية مع سوريا، ويفتح الباب أمام إعادة التوازن في ملفات حساسة طالما شكّلت مصدرًا للتوتر والاضطراب في المنطقة.