استطلاع يوليو 2025 الصادر عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي – قراءة عسكرية وتحليل خاص

77 % يثقون بالجيش الإسرائيلي.... ونتنياهو يحظى بنسبة 30% فقط

profile
  • clock 3 أغسطس 2025, 9:57:06 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

أجرى "معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي – INSS" استطلاعاً في يوليو 2025 لاستطلاع آراء الجمهور الإسرائيلي حول الأداء الأمني والسياسي في الحرب المستمرة على غزة منذ أكتوبر 2023، بمشاركة عينة تمثيلية من المجتمع اليهودي والعربي داخل إسرائيل.


 أبرز نتائج الاستطلاع:*

*1. الثقة بالمؤسسات:*

الجيش الإسرائيلي: 77% يثقون به (مقارنة بـ83% في مايو).

رئيس الأركان إيال زامير: 62% فقط يثقون به.

الحكومة: 23% فقط يثقون بها.

رئيس الحكومة نتنياهو: 30% فقط يثقون به.

*2. التوقعات من العملية العسكرية في غزة:*

*إمكانية استعادة المخطوفين من خلال العمليات العسكرية:*
61% لا يعتقدون أن العمليات ستعيد الأسرى.

*إمكانية هزيمة حماس عبر العمليات العسكرية:*
فقط 25% يرون أن العمليات ستؤدي لهزيمة حماس وإعادة الأسرى.

52% يرون أن الحكومة هي من تعرقل التوصل إلى صفقة تبادل أسرى.

*3. مستوى القلق من الأزمة الإنسانية في غزة:*

36% فقط أعربوا عن قلقهم من الأوضاع الإنسانية في القطاع.

62% لا يشعرون بقلق حقيقي من الكارثة الإنسانية المتفاقمة.

*4. نظرة الجمهور إلى "المجتمع الإسرائيلي":*

45% فقط يعتقدون أن المجتمع الإسرائيلي يتمتع بالتماسك والقدرة على الصمود لفترة طويلة.

47% يرون أن هناك ضعفاً داخلياً وتصدّعاً في الجبهة الداخلية.

68% يعتبرون أن المجتمع الإسرائيلي يعاني انقساماً داخلياً خطيراً.


قراءة تحليلية عسكرية – خاصة بشؤون عسكرية:*

أولًا: أزمة في القيادة والشرعية*

*تراجع ثقة الجمهور بالحكومة (23%) ورئيسها نتنياهو (30%) يعكس فراغًا قياديًا في قمة هرم اتخاذ القرار، وهذا يخلق أزمة شرعية داخلية قد تنعكس على أداء المؤسسة العسكرية، التي تجد نفسها تتحرك في بيئة سياسية هشة وغير مستقرة.*

*الجيش ورئيس الأركان نفسه لا يحظيان بثقة كاملة (77% و62%)، ما يعني أن المؤسسة العسكرية لم تعد معصومة في الوعي الإسرائيلي كما كانت سابقًا، خصوصًا بعد 22 شهرًا من العمليات التي لم تحقق وعود الحسم.*

ثانيًا: فشل عقيدة الحسم والردع*

*مع أن الجيش ما زال يحظى بأعلى نسب الثقة مقارنة بباقي المؤسسات، فإن 61% من الجمهور لا يرون أن العمليات العسكرية في غزة ستعيد الأسرى، وهو رقم ينسف جوهر العقيدة العسكرية الإسرائيلية المبنية على فرض الوقائع بالقوة واستعادة الأسرى دون تنازلات.*

الربع فقط (25%) يؤمن بإمكانية هزيمة حماس عسكريًا، ما يعني أن المقاومة نجحت في تثبيت معادلة استنزاف فاعلة، تجعل أي حسم مستحيلاً، وتعزّز من مركزية خيار المقاومة لدى الفلسطينيين.


ثالثًا: تفكك الجبهة الداخلية وانهيار المعنويات*

*أقل من نصف الإسرائيليين يؤمنون بأن مجتمعهم متماسك وقادر على الصمود طويلًا، بينما يرى 47% أن الجبهة الداخلية مفككة، وهو مؤشر خطير على دخول إسرائيل في مرحلة إنهاك مجتمعي قد تؤثر على الاستعداد للانخراط في معارك طويلة الأمد.*

*الأهم: 68% يرون المجتمع منقسمًا على ذاته، وهذه النسبة تنسف واحدة من ركائز الأمن القومي الإسرائيلي، وهي وحدة الداخل زمن الحرب.*


رابعًا: صفقة الأسرى تكسر حاجز الرفض الشعبي*

*52% يلقون باللائمة على الحكومة في عرقلة صفقة التبادل، ما يعني أن وعيًا عامًا بدأ يتشكل بأن العودة للأسرى لا تمر عبر السلاح، بل عبر التفاوض، وهذا يحاصر الحكومة والجيش معًا، ويدفع باتجاه إعادة تقييم أهداف الحرب وجدواها.*


دلالات أمنية عملياتية:*

*أي عملية عسكرية قادمة في غزة (أو أي جبهة) ستُقابل بسقف منخفض من التوقعات الشعبية، مما يقلّص حرية المناورة لدى الجيش، ويجعله عُرضة للضغط الشعبي والإعلامي في حال تكبّده خسائر دون نتائج ملموسة.*

*الجيش يفقد تدريجياً مكانته "المقدسة" في الوعي الإسرائيلي، وهذا يعيد النقاش حول قدرته على الحسم، ويعزز مناخًا متزايدًا من فقدان الثقة بـ"المنظومة الأمنية" برمّتها.*

*الانقسام الداخلي الإسرائيلي، والتشظي المجتمعي، سيتحول إلى ساحة جديدة للصراع، وهو ما تراهن عليه المقاومة وتراكم عليه نتائج حرب الاستنزاف.*

التعليقات (0)