"واشنطن بوست": هكذا وصل الوضع السياسي الأمريكي إلى مرحلة الإغلاق الحكومي

profile
  • clock 1 أكتوبر 2025, 4:56:50 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

خصصت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية مقالًا مطولًا حول أزمة الإغلاق الحكومي الأخيرة، جاء بعنوان: «مع بدء الإغلاق، يقوم الديمقراطيون التقدميون بتقليد كتلة الحرية». المقال تناول بالتفصيل كيف وصل الوضع السياسي في واشنطن إلى هذه المرحلة، وكيف تكررت التكتيكات القديمة التي اعتاد الجمهوريون المحافظون جدًا داخل كتلة الحرية على استخدامها في أزمات سابقة.

منذ البداية، توضح الصحيفة أن شرارة الأزمة اندلعت مع تصريح النائب غريغ كاسار، الديمقراطي عن ولاية تكساس ورئيس الكتلة التقدمية في الكونغرس، الذي رفض بشكل قاطع مقترحًا طرحه زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشارلز شومر، الديمقراطي عن نيويورك، يقضي بتمديد عمل الحكومة لفترة قصيرة تتراوح بين سبعة إلى عشرة أيام. هذا الاقتراح كان الهدف منه شراء الوقت لمواصلة النقاش حول حلول بعيدة المدى، لكن رد كاسار جاء حاسمًا بقوله: «لا، بأي حال من الأحوال». ومع انضمام أصوات ديمقراطية أخرى لذات الموقف، وجد شومر نفسه مضطرًا للتراجع عن الفكرة، الأمر الذي أغلق الباب أمام أي خيار لتفادي الشلل الحكومي الذي بدأ رسميًا عند منتصف ليل الثلاثاء.

ترى الصحيفة أن ما فعله التقدميون داخل الحزب الديمقراطي ليس سوى تبني للموقف ذاته الذي سبق أن انتهجته كتلة الحرية الجمهورية، وهو موقف تصفه بأنه «خاطئ وغير مثمر»، لأنه يعتمد على افتعال الأزمات بدلًا من حلها. وتشير إلى أن الجمهوريين في مجلس الشيوخ بحاجة فعلية لدعم ثمانية ديمقراطيين على الأقل للموافقة على مشروع قانون التمويل الجديد، لكن انسداد أفق التوافق جعل الأزمة أكثر تعقيدًا.

المقال يلفت إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومدير مكتب الميزانية راسل فوغت باتا يملكان سلطات استثنائية في ظل الإغلاق، إذ يمكنهما اختيار المؤسسات التي ستُغلق وأي نفقات ستُعطى الأولوية، فضلًا عن تحديد العاملين الذين سيفصلون من وظائفهم أو الذين سيُجبرون على الاستمرار في العمل دون راتب. ترامب نفسه صرّح الثلاثاء محذرًا: «يمكننا القيام بأمور خلال فترة توقف الحكومة لا يمكن التراجع عنها». وتعتقد الصحيفة أن الرئيس قد يستغل هذه الصلاحيات لتضييق الخناق أكثر على الديمقراطيين، خصوصًا أن النقابات العمالية الحكومية ستضغط عليهم بقوة بعد فقدان الموظفين وظائفهم أو حرمانهم من رواتبهم.

لكن المقال لا يعفي الجمهوريين من المسؤولية الكاملة، فهو يشير إلى أن قيادات الحزب كانت تدرك أن استمرار عمل الحكومة يتطلب دعمًا ديمقراطيًا، لكنها لم تُبدِ أي استعداد جاد للدخول في مفاوضات حقيقية، بل تركت الأزمة تتفاقم. وفي المقابل، ورغم أن الديمقراطيين بدوا متماسكين خلف مطلب تمديد دعم برنامج التأمين الصحي، إلا أن الصحيفة تحذر من أن هذا التماسك ليس مضمونًا على المدى البعيد.

في ختام المقال، تؤكد واشنطن بوست أن أسلوب كتلة الحرية الجمهوري في التعطيل والإغلاق لم يحقق أهدافه سابقًا، وأن إقدام الديمقراطيين على تقليد هذه التكتيكات سيقودهم على الأرجح إلى نفس المصير: فشل سياسي وندم على خيار أوقعهم في فخ هم في غنى عنه.

التعليقات (0)