في إشارة إلى "مجلس السلام"

"الإندبندنت": ترامب أول رئيس أمريكي في التاريخ يعيّن نفسه رئيساً لهيئة لا وجود لها

profile
  • clock 1 أكتوبر 2025, 3:32:10 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

وصفت صحيفة الإندبندنت البريطانية فكرة منح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جائزة نوبل للسلام بأنها "احتمال سخيف".

وقالت الصحيفة إن ترامب قدّم خطته للسلام في غزة، المكوّنة من عشرين بنداً، بطريقة أشبه بعرض عقاري ضخم، كأنه يشيّد ناطحة سحاب من عشرين طابقاً تضم أفخم الشقق، في مشروع يُسوّقه باعتباره الأضخم والأكثر طموحاً في مسيرته السياسية. وكأن العالم كلّه يستجدي هذه الخطة، كما لو لم يكن هناك سواه القادر على إنجازها.

وأضافت الصحيفة أن ترامب، وبأسلوبه المعتاد الممزوج بما تصفه بـ"التواضع الزائف"، أعلن أنه سيترأس كياناً جديداً أطلق عليه اسم "مجلس السلام"، ليكون أول رئيس أمريكي في التاريخ يعيّن نفسه رئيساً لهيئة لا وجود لها أصلاً. 

وصرّح قائلاً: "سيترأسه رجل معروف باسم الرئيس دونالد ج. ترامب... لدي الكثير من العمل، لكنه عمل ضروري وأنا مستعد للقيام به".

وتابعت الصحيفة ساخرة: "لماذا يبدو الأمر مثيراً للسخرية أن ينال ترامب نوبل للسلام؟". وأوضحت أن المجلس المزعوم لم يتشكّل رسمياً بعد، فيما تفيد التقارير بأن حركة حماس لم تُطلع على الخطة من الأساس، ما يجعلها في جوهرها أقرب إلى حيلة صاغها ترامب وبنيامين نتنياهو لتبرير استمرار الحرب على غزة وربما إنهاء القضية الفلسطينية برمتها. فإذا رفضت حماس المقترحات، أو حاولت التعامل معها بطريقة لا ترضي إسرائيل، فإن الأخيرة ستحظى بالدعم الأمريكي الكامل لمواصلة تدمير غزة.

ورغم ذلك، رأت الصحيفة أنه "للإنصاف" يمكن وصف الخطة بالتاريخية، حيث لم يجرؤ أي رئيس أمريكي سابق – حتى جيمي كارتر أو بيل كلينتون – على طرح مبادرة بهذا الحجم وفي ظروف يُجمع الجميع على أنها غير واعدة، بل تكاد تفتقد أي مقومات للنجاح.

وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب بدأ بالفعل في بناء "تحالف ضخم" من دول وشخصيات بارزة للمضي قدماً في هذه المبادرة، من بينهم توني بلير، الذي يحمل – بحسب المقال – "الخبرة الخاطئة" نتيجة انغماسه الطويل في نزاعات المنطقة. ومع ذلك، رحّب ترامب بانضمامه، بل لمح أيضاً إلى استعداد لفتح الباب أمام إيران.

غير أن توني بلير ما زال مطارَداً بصفته "مجرم حرب" في نظر كثيرين بسبب دوره في غزو العراق عام 2003، وهو أمر – كما ترى الصحيفة – لن يردعه عن مواصلة مساعيه للظهور بمظهر الوسيط الدولي للسلام، بوصفه مبعوثاً للأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا.

وتوقعت الصحيفة أنه مع مرور الوقت، قد يصبح كل من ترامب وبلير، إلى جانب غيرهم من الشخصيات البارزة في مجلس السلام المقترح، مرشحين لجائزة نوبل للسلام، وهو ما وصفته بكونه "احتمالاً مثيراً للسخرية فعلاً" بالنظر إلى ما تسبّب به الرجلان من زعزعة استقرار المنطقة طوال العقدين الماضيين.

وختمت الصحيفة بالإشارة إلى أن الأوضاع السياسية في إسرائيل، خصوصاً تراجع شعبية نتنياهو، قد تفتح المجال لنجاح خطة ترامب، إذ قد يشعر القادة الإسرائيليون أنهم باتوا أحراراً من التزامات لم يؤمنوا بها يوماً. كما رأت أن لمصر والأردن دوراً محورياً، فإذا استمرت الحرب على غزة، فقد تضطر الدولتان إلى إعادة النظر في معاهدات السلام القديمة مع إسرائيل.

التعليقات (0)