تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في خطاب رسمي أمام الأمة التركية، استمرار دعم بلاده لسوريا وسيادتها ووحدة أراضيها، مشدداً على رفض تركيا لأي محاولات لحجب وجود التنظيمات الإرهابية التي تهدد أمن المنطقة، ومعلناً موقفاً واضحاً ضد أي مخططات تقسيمية أو زعزعة للاستقرار.

دعم دائم لوحدة سوريا

قال أردوغان إن الشعب السوري بدأ يرى النور بعد 14 شهراً من الظلم الذي مارسه النظام البائد، مشيراً إلى أن تركيا ستقف دائماً إلى جانب الشعب السوري في مواجهة أي محاولات لتقسيم البلاد أو فرض واقع جديد يخالف إرادة السوريين.

وأضاف: "نحن ملتزمون بدعم وحدة سوريا، ولن نسمح لأي جهة كانت أن تعبث بأمنها أو تفرض أجندات خارجية على أرضها. أمن سوريا من أمن تركيا، واستقرارها هو استقرار للمنطقة بأكملها".

تحالف شعبي لضمان السلام

الرئيس التركي شدد على أهمية التحالف الشعبي بين الأتراك والأكراد والعرب، واصفاً إياه بأنه ضمانة حقيقية لترسيخ السلام والاستقرار في المنطقة. وأشار إلى أن هذا التحالف الشعبي قادر على مواجهة التحديات الأمنية، بما فيها الإرهاب، الذي لا يزال يشكل تهديداً في مناطق متعددة، بما فيها أفغانستان.

وقال أردوغان: "ما يهمنا هو أن تبقى المنطقة آمنة، وأن تستمر شعوبها في مقاومة الإرهاب، وأن نعمل معاً من أجل مستقبل مشترك يسوده التعاون والاحترام المتبادل".

موقف ثابت من القضية الفلسطينية

وفي سياق حديثه، أكد أردوغان أن تركيا ستواصل العمل على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس، مشيراً إلى أن بلاده تقف بثبات في مواجهة التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي يتعرض لها أهالي قطاع غزة نتيجة العدوان المستمر من قبل الكيان الصهيوني.

وأضاف: "لن نصمت أمام ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ظلم، وسنواصل دعمهم في المحافل الدولية، ونقف إلى جانبهم في وجه الاحتلال والعدوان الذي يستهدف وجودهم وكرامتهم".

وخطاب أردوغان يعكس توجهات تركيا الإقليمية في دعم القضايا العادلة، ومواجهة الإرهاب، والتصدي لمحاولات التقسيم والهيمنة. وبينما تتصاعد التوترات في أكثر من ساحة، تؤكد أنقرة تمسكها بمواقفها الثابتة، وسعيها لتعزيز الاستقرار عبر التحالفات الشعبية والدبلوماسية.

وفي بيان لاحق، نقلت وكالة "الأناضول" عن مصدر في الرئاسة التركية قوله: "مواقف الرئيس أردوغان تعبّر عن إرادة شعبية راسخة، وتؤكد أن تركيا لن تتراجع عن دعمها لسوريا وفلسطين، ولن تسمح بتمرير مشاريع الاحتلال أو العدوان في المنطقة".