-
℃ 11 تركيا
-
13 يونيو 2025
هآرتس: طـريـق «عـربـات جـدعـون» وبـديـلـهـا
هآرتس: طـريـق «عـربـات جـدعـون» وبـديـلـهـا
-
20 مايو 2025, 10:50:33 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أعلن الناطق العسكري رسمياً البدء في حملة "عربات جدعون"، لكن سكان قطاع غزة لم يحتاجوا إلى البيان كي يفهموا أن ضربة البداية باتت في ذروتها.
فحسب مصادر طبية في القطاع، في ساعات الصباح الباكر قتل في القطاع بقصف الجيش الإسرائيلي 125 فلسطينياً، حسب التقارير، كان القصف موجهاً ليس فقط لـ "مخازن وسائل القتال" أو "مواقع الإطلاق" بل أيضاً لأحياء سكنية مكتظة، منازل وحتى خيام نازحين.
منذ الأسبوع الماضي وعدد القتلى في القطاع في ارتفاع حاد. ولئن بلغ في أيام الأحد حتى الثلاثاء من 20 حتى 50 قتيلاً في اليوم، فقد قتل يوم الأربعاء 70 شخصاً على الأقل، في يوم الخميس 120 على الأقل وفي نهاية الأسبوع أحصي اكثر من 100 قتيل كل يوم.
وحسب مصادر صحية في القطاع فإن الأغلبية الساحقة هم مدنيون، بينهم نساء وأطفال.
الكل اعتاد على قتل مئة غزي في ليلة واحدة
لم يعد ممكناً التسليم بما تفعله إسرائيل في قطاع غزة. فقد قال النائب تسفي سوكوت يوم الجمعة: "الكل اعتاد على قتل مئة غزي في ليلة واحدة في الحرب وهذا لا يهم أحداً في العالم".
لشدة الرعب، سوكوت لم يقل هذا كنداء أخلاقي للصحوة بل كتبرير لحاجة "المواصلة والحسم".
هذا ليس فقط نزعاً للإنسانية بل تبلداً أخلاقياً مطلقاً.
ليس القتل المباشر سبب الموت الوحيد في القطاع. حسب منظمات الإغاثة الدولية والأمم المتحدة يتعاظم الخوف من انهيار تام في المنظومة الإنسانية هناك لدرجة خطر الجوع الجماهيري.
العالم الغربي والعالم العربي على حد سواء يعربان عن قلق متزايد، لكن إسرائيل تتمترس بموقفها.
مزيد من القوة، مزيد من الضغط، مزيد من الدم، مزيد من التصفية، مزيد من "الضرر الجانبي". حتى متى؟ متى سنكتفي؟
وكأنه يهزأ بالأمل، نشر البيان الرسمي عن انطلاق "عربات جدعون" على الدرب بعد بضع ساعات من إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن فريق المفاوضات الإسرائيلي يعمل في قطر كي يستنفد كل احتمال لصفقة لإعادة المخطوفين "سواء حسب منحى ويتكوف أم في إطار إنهاء القتال".
عملياً، لا تزال الحكومة تصر على منحى غير قابل للتطبيق فيما يوضح وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أن "منحى لإنهاء الحرب بلا حسم حماس – لن يقوم ولن يكون".
تقف إسرائيل في مفترق. طريق واحد يؤدي إلى توسيع الحرب. التضحية بالمخطوفين، تفاقم الجوع، استمرار قتل آلاف الأبرياء، بينهم أطفال، تخطيط ترحيل جماعي، عزلة دولية وإفساد أخلاقي.
الطريق الثاني يؤدي إلى صفقة شاملة لإعادة كل المخطوفين، إنهاء القتال، سحب قوات الجيش الإسرائيلي، مساعدة إنسانية، ترميم قطاع غزة وتعاون دبلوماسي دولي لتغيير عميق في المنطقة، بما في ذلك في المسألة الفلسطينية.
فقط بطريق واحد منهما يوجد لإسرائيل مستقبل.
بقلم: أسرة التحرير
عن "هآرتس"/ افتتاحية
.jpeg)








