-
℃ 11 تركيا
-
4 أغسطس 2025
"عربات جدعون".. بين التصعيد والمراوغة: هل تدفع إسرائيل نحو مستنقع جديد؟
أزمة تجنيد ونقص في القوى البشرية
"عربات جدعون".. بين التصعيد والمراوغة: هل تدفع إسرائيل نحو مستنقع جديد؟
-
18 مايو 2025, 2:22:20 م
-
420
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
رغم الإعلان الإسرائيلي المتكرر عن بدء عملية "عربات جدعون" في قطاع غزة، إلا أن المعطيات الميدانية تشير إلى واقع مختلف تمامًا عن الصورة التي يحاول جيش الاحتلال تسويقها.
فلا تقدم بري واسع يُسجَّل على الأرض، ولا تحول استراتيجي حقيقي يطرأ على خارطة المواجهة، في ظل استمرار القصف الجوي المكثف وبعض المناورات المحدودة تحت مسمى "المرحلة التحضيرية"
تصعيد ميداني محدود.. وأهداف سياسية في الأفق
بينما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تصعيد عملياته العسكرية في شمال ووسط قطاع غزة، تتكشف تدريجيًا أبعاد أخرى للعملية تحمل طابعًا سياسيًا بقدر ما هي عسكرية.
ويبدو أن "عربات جدعون" لا تعبّر عن هجوم شامل بقدر ما تمثل وسيلة ضغط مرتبطة بالجهود السياسية والمفاوضات المتعثرة، خاصة في ظل توقف محادثات تبادل الأسرى واستمرار أزمة وقف إطلاق النار.
أزمة تجنيد ونقص في القوى البشرية
ومن زاوية عسكرية، يعاني جيش الاحتلال من أزمة متفاقمة في التجنيد ونقص في القوى البشرية، وهو ما يُلقي بظلاله على قدرة الجيش على تنفيذ عمليات برية واسعة وطويلة الأمد.
وقد دفعت هذه المعضلة القيادات العسكرية إلى الاعتماد بشكل أكبر على القصف الجوي والطائرات المسيرة، مع تنفيذ تحركات محدودة لا تُحدث تغييرًا حاسمًا على الأرض.
مناورة إعلامية أم خطوة تصعيدية خطيرة؟
في هذا الإطار، يطرح المراقبون تساؤلات ملحة:
هل تمثل "عربات جدعون" مناورة إعلامية-عسكرية تهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية محدودة دون التورط في حرب استنزاف مفتوحة؟
أم أنها مقدمة فعلية لتصعيد ميداني أوسع قد ينقلب إلى مستنقع جديد للجيش الإسرائيلي، لا سيما بعد إخفاقاته المتكررة في حسم المعركة رغم مرور أكثر من 7 أشهر على بدء العدوان على غزة؟
رهانات محفوفة بالمخاطر
في المحصلة، يبدو أن القيادة الإسرائيلية تُراهن على استخدام القوة المحدودة كورقة ضغط لإعادة تشكيل المشهد السياسي والميداني في آنٍ معًا، دون الدخول في معركة شاملة قد تُكلفها ثمنًا باهظًا عسكريًا واقتصاديًا وشعبيًا.
غير أن هذا الرهان يبقى محفوفًا بالمخاطر، خصوصًا في ظل صمود المقاومة الفلسطينية واستمرار الدعم الشعبي في الداخل والخارج، ما قد يجعل من "عربات جدعون" مقدمة لانزلاق الاحتلال في مستنقع استنزاف جديد لا يمكن الخروج منه بسهولة.









