في مقال بصحيفة هآرتس

جدعون ليفي: عربات جدعون للإبادة الجماعية تسخن المحركات

profile
  • clock 16 مايو 2025, 1:40:39 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي - هآرتس

تقريبا 70 شخص من فجر أمس وحتى الظهيرة، تقريبا ضعف عدد الذين قتلوا في المذبحة في نير عوز، 22 طفل و15 امرأة. 23 شخص في مساء أول أمس في المستشفى.

“عربات جدعون” لم تنطلق بعد في الطريق، وعربات الابادة الجماعية بدأت تسخن المحركات.

ماذا نسمي هذه المذبحة عديمة التمييز، حتى قبل البدء في العملية الكبيرة؟ 23 قتيل في قصف المستشفى، من اخطر جرائم الحرب، فقط في محاولة لتصفية محمد السنوار بتسع قنابل اختراقية، وكل ذلك من اجل توفير العنوان الرئيسي لـ “يديعوت احرونوت”، “في اعقاب شقيقه”، الذي احبه القراء. الاسرائيليون احبوا ذلك. لا أحد خرج ضد ذلك امس.

في الرياض صنعوا السلام وفي غزة ذبحوا

يصعب التفكير في تناقض صارخ اكثر من ذلك، بين مشاهد الرياض ومشاهد جباليا امس. جثث الاطفال يحملها الاباء بين ايديهم. الجرافة التي تحاول شق الطريق لسيارة الاسعاف يتم قصفها من الجو. الاشخاص الذين ينبشون في انقاض المستشفى بحثا عن اعزائهم. كل ذلك امام رفع العقوبات عن سوريا والامل بمستقبل جديد.

لا شيء، حتى ليس تصفية لسنوار آخر يمكن ان تبرر قصف عديم التمييز لمستشفى.

هذه الحقيقة تم نسيانها هنا كليا. كل شيء طبيعي، وتم تبريره وشرعنته، حتى المس بوحدة العلاج المكثف في المستشفى الاوروبي في خانيونس هو احد الوصايا. لا يوجد خيار الا العودة والصراخ: يجب عدم المس بالمستشفيات، أو المدارس التي تحولت الى ملاجيء. حتى لو اختبأت تحتها القيادة الجوية الاستراتيجية لحماس، وحتى لو كان السنوار هناك الذي تصفيته هي عديمة الجدوى.

هل يوجد شيء اخر نفعله في غزة، الذي سيعتبر في اسرائيل امر مرفوض اخلاقيا وقانونيا؟ 100 طفل قتيل؟ 1000 امرأة مقابل السنوار الاخ؟ هذا الشخص، قالوا، يجب تصفيته لانه هو “العائق امام صفقة التبادل”. ايضا الخجل ضاع. العائق الوحيد امام صفقة التبادل يجلس في القدس واسمه بنيامين نتنياهو، ومعه الشركاء الفاشيين، ولا احد يخطر بباله بانه مشروع المس بهم من اجل ازالة هذا العائق.

ما حدث اول امس في غزة هو المقدمة لما سيحدث في الاشهر القادمة اذا لم يقم أي احد بوقف اسرائيل.

كلما تقدمت الحملة الضخمة التي يشنها دونالد ترامب في الخليج فان المسدس الذي سيوقف اسرائيل لم يتم ايجاده بعد. عندما كان شيء يشبه الامل، وعندما كانت الاهداف واضحة كما يبدو، وعندما كانت الحاجة الانسانية الى العقاب والثار لـ 7 اكتوبر ما زالت مفهومة، وعندما ظهر الامر وكأن اسرائيل تعرف ماذا تريد، كان يمكن بطريقة معينة قبول القتل الجماعي والتدمير. ولكن ليس بعد الآن. الآن بعد ان تبين ان اسرائيل ليس لها هدف او خطة فانه لم تعد هناك أي طريقة لتبرير ما حدث في غزة في الليلة قبل السابقة.

أي زعيم اسرائيلي لم ينبس ببنت شفة، ولا أي واحد. امل اليسار، يائير غولان، يدعو في افضل الحالات الى انهاء الحرب، ومثله عشرات الاف المتظاهرين المصممين. هم يريدون انهاء الحرب لاعادة المخطوفين، هم ايضا يخشون على حياة الجنود من ان يقتلوا عبثا.

لكن ماذا بشان غزة؟ ماذا بشان ضحاياها؟ كيف وصلنا الى وضع فيه أي سياسي صهيوني لا يهب للدفاع عنها؟ لا احد في سدوم، ولا أي صدّيق.

المشاهد من هناك مرة أخرى أحرقت الروح. مرة اخرى عربات الجثث. مرة اخرى اكياس الاطفال البيضاء مرمية على الارض في صف طويل. ها هي الجثث ملقاة، ومرة اخرى البكاء يمزق الاباء على البنات والاولاد.

امس قتل في غزة 100 شخص تقريبا جميعهم ابرياء، باستثناء كونهم فلسطينيين من سكان غزة. لقد قتلوا على يد الجنود الاسرائيليين. هذه مقبلاتهم للعملية التي يطمح اليها جيشهم. ونحن نصمت.

التعليقات (0)