-
℃ 11 تركيا
-
27 أغسطس 2025
نتنياهو يروج لنجاح احتلال غزة الحاسم.. وترامب يساير الدعاية الإسرائيلية
نتنياهو يروج لنجاح احتلال غزة الحاسم.. وترامب يساير الدعاية الإسرائيلية
-
27 أغسطس 2025, 8:43:32 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
كشفت صحيفة هآرتس العبرية، نقلاً عن مصدر في واشنطن، أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر عملا على إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الخطة الإسرائيلية لاحتلال غزة ستكون عملية عسكرية عنيفة وحاسمة، تستهدف القضاء الكامل على حركة حماس، من دون الدخول في مفاوضات معقّدة أو القبول بصفقة جزئية تتعلق بالأسرى. ووفق هذه الرواية، قدّم نتنياهو العملية العسكرية على أنها الطريق الأقصر لتحقيق “الأمن الإسرائيلي”، محاولاً تصويرها أمام الإدارة الأمريكية كخطة محسومة النتائج، لا تحتاج سوى إلى دعم سياسي ومباركة علنية من واشنطن.
ويشير المصدر ذاته إلى أن ترامب يستعد لزيارة بريطانيا في 17 سبتمبر المقبل، فيما يخطط نتنياهو لدعوته لزيارة إسرائيل قبل هذا الموعد، على أن تكون العملية العسكرية قد انتهت وحققت أهدافها المعلنة بالقضاء على حماس وفق التصورات الإسرائيلية. هذا التنسيق بين الطرفين يعكس محاولة الاحتلال إظهار إنجازه العسكري قبل أن يحط الرئيس الأمريكي رحاله في تل أبيب، لتقديم ذلك باعتباره انتصاراً مشتركاً في وجه المقاومة الفلسطينية.
تصريحات بلا جدوى
في المقابل، أوضحت صحيفة الأخبار اللبنانية أن تصريحات ترامب حول قرب التوصل إلى تسوية في غزة، والتي فُهمت في البداية على أنها دعم لجهود الوسطاء الإقليميين، لا تُترجم في الواقع إلى أي تقدم ملموس. فوسطاء الملف يؤكدون أن الطريق لا يزال مليئاً بالعراقيل وأن الإدارة الأمريكية لم تضع تسوية غزة ضمن أولوياتها الأساسية في هذه المرحلة، ما يجعل كلام ترامب أقرب إلى الاستهلاك الإعلامي منه إلى الموقف الجاد.
وتشير التحليلات إلى أن التناقض بين ما يروّج له نتنياهو حول الحسم العسكري، وبين ما يتحدث عنه ترامب من تسوية قريبة، يكشف حالة من الارتباك السياسي، حيث لا يرى الوسطاء أي ملامح لاتفاق حقيقي، بل إنهم يعتبرون هذه التصريحات مجرد انعكاس للضغوط الإسرائيلية على واشنطن وليس دليلاً على وجود مفاوضات متقدمة.
مأزق المفاوضات
وبحسب ما نقلته الصحيفة عن مسؤول مصري مطلع على مسار التهدئة، فإن المشهد التفاوضي ما زال يراوح مكانه. المسؤول شدّد على أنه لا يوجد حتى الآن أفق جديد أو مسار واقعي يمكن السير فيه، خصوصاً مع عودة إسرائيل للتشديد على مطلبها بإبرام صفقة كاملة تشمل جميع الملفات، بدلاً من البحث في تسويات جزئية. هذا الإصرار يراه الوسيط المصري امتداداً لسياسة المناورة التي دأبت عليها الحكومات الإسرائيلية، إذ تُطلق وعوداً بالتجاوب مع الوسطاء ثم تعود لتضع شروطاً تعجيزية تعطل كل مسار.
وأضاف المصدر أن مصر وقطر أبلغتا الجانب الإسرائيلي بوضوح أنه لا يوجد حتى الآن إحصاء دقيق للأسرى الأحياء لدى المقاومة في غزة، وأن تحديد هذا الأمر يتطلب وقتاً وإجراءات أمنية معقّدة تحددها المقاومة نفسها. وبذلك فإن أي رهان على صفقات سريعة أو إعلانات سياسية عاجلة يظل رهناً بالتقديرات الميدانية للمقاومة وليس بما تفرضه الحكومة الإسرائيلية أو تروج له أمام واشنطن.
تحذيرات من المجهول
المسؤول المصري أكد أيضاً أن التحذيرات التي وجهتها القاهرة والدوحة للاحتلال تركزت على خطورة استمرار التصعيد، وما قد يترتب عليه من مصير مجهول للأسرى الإسرائيليين. فقد شدد الوسطاء على أن استمرار الهجمات العنيفة على غزة قد يجعل من أي صفقة تبادلية أمراً بالغ التعقيد وربما مستحيلاً، ما يهدد حياة الأسرى أنفسهم. وفي محاولة للتخفيف من حدة المأزق، عرضت الأطراف الوسيطة إدخال مساعدات غذائية استثنائية إلى مدينة غزة بكميات كبيرة، بما يسمح بأن تصل أيضاً إلى الأسرى المحتجزين.
لكن الموقف الإسرائيلي ظلّ متردداً وغامضاً، إذ لم يقدّم المسؤولون الإسرائيليون أي ردود حاسمة على هذا العرض. هذا التلكؤ يعكس – وفق المراقبين – طبيعة السياسة الإسرائيلية القائمة على المراوغة وتضييع الوقت، سعياً وراء تحقيق مكاسب سياسية داخلية، حتى لو كان الثمن المزيد من الدم الفلسطيني وتعريض حياة أسراها نفسها للخطر.










