غزة بلا صوت ولا علاج.. الاحتلال يستهدف الصحفيين والأطباء بجرائم ممنهجة

profile
  • clock 25 أغسطس 2025, 1:41:21 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كتبت: شيماء مصطفى

ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائمه بحق الطواقم الإعلامية والطبية في قطاع غزة، بعد أن استهدف بشكل مباشر مجمع ناصر الطبي في خانيونس، ما أدى إلى استشهاد خمسة صحفيين وطبيب، إضافة إلى عنصر في الدفاع المدني وعدد من المدنيين، في غارة مزدوجة وصفت بأنها "مصيدة محسوبة" لقتل الشهود وتقويض أي فرص لإنقاذ الجرحى.

هذا الهجوم المروّع، الذي نفذ بتخطيط استخباري دقيق وفق ما أكده المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، يسلط الضوء مجدداً على سياسة ممنهجة يتبعها الاحتلال، تقوم على إسكات الصوت الفلسطيني عبر قتل الصحفيين، وشلّ قدرة المجتمع على مواجهة الكارثة الإنسانية من خلال استهداف الأطباء والمسعفين.

فمنذ بداية الحرب الصهيونية على غزة، لم يقتصر العدوان على المدنيين والبنية التحتية، بل امتد ليطال الصحفيين والأطباء بشكل مباشر، في استهداف ممنهج يهدف إلى إسكات الحقيقة وكسر خطوط الدفاع الإنسانية. وتشير الإحصاءات الصادرة عن مؤسسات حقوقية إلى أن عشرات الصحفيين استشهدوا خلال تغطيتهم الميدانية، فيما فقد آخرون أفراداً من عائلاتهم أو تعرضوا لإصابات بالغة جراء القصف المتعمد لمنازلهم.

إسكات الشهود على الجرائم

المؤسسات الإعلامية الدولية أكدت أن استهداف الصحفيين ليس "أخطاء عسكرية"، بل سياسة متعمدة لمنع نقل صور المجازر للعالم. الصحفيون في غزة تحولوا إلى شهود عيان على حرب إبادة، يوثقون بالصور والكلمات المذابح اليومية، الأمر الذي جعلهم في دائرة الاستهداف المباشر. ومع كل جريمة، يتكشف أن الاحتلال يسعى لإخفاء الحقائق عبر إسكات الكاميرات وكسر الأقلام.

ضرب المنظومة الصحية

ولم ينجُ القطاع الصحي من هذه السياسة، إذ يتعرض الأطباء والمسعفون لضغوط غير مسبوقة. مدير عام مجمع الشفاء الطبي د. محمد أبو سلمية أكد مؤخراً أن الأطباء يواجهون نفاد الأدوية الأساسية وتفاقم حالات سوء التغذية، إضافة إلى استهداف مباشر للكوادر الطبية. الاحتلال لم يكتفِ بفرض حصار خانق يمنع وصول الإمدادات، بل استخدم أيضاً غازات مجهولة تسببت في حالات اختناق وصلت يومياً إلى المستشفيات.

مجازر داخل المستشفيات

مع بقاء 6 مستشفيات فقط تعمل جزئياً في مدينة غزة، حذرت وزارة الصحة من أن أي اقتحام إسرائيلي لهذه المراكز سيؤدي إلى مجزرة حقيقية. الأطباء يجدون أنفسهم بين خيارين: البقاء في الميدان لإنقاذ الأرواح مع إدراك أنهم أهداف مباشرة، أو الانسحاب وترك المرضى لمصير الموت.

سياسة ممنهجة للإبادة

ويرى مراقبون أن استهداف الصحفيين والأطباء ليس سوى حلقة في سلسلة حرب الإبادة والتجويع التي يشنها الاحتلال. فهو يحاول عبر هذه السياسة القضاء على من يفضح الجريمة (الصحفي) ومن يخفف من آثارها (الطبيب). وبهذا، يصبح المدنيون في غزة بلا صوت يروي مأساتهم، وبلا رعاية تنقذ حياتهم.

دعوات لمحاسبة الاحتلال

المنظمات الحقوقية الدولية شددت على أن هذه الاعتداءات تمثل جرائم حرب مكتملة الأركان، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لمحاسبة الاحتلال، وضمان حماية الصحفيين والأطقم الطبية بموجب القوانين الدولية والاتفاقيات الإنسانية.

التعليقات (0)