-
℃ 11 تركيا
-
17 أغسطس 2025
الجارديان: انهيار محادثات البيئة فشل خطير فرضته دول النفط وأمريكا
الجارديان: انهيار محادثات البيئة فشل خطير فرضته دول النفط وأمريكا
-
16 أغسطس 2025, 10:53:39 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن فشل محادثات الأمم المتحدة في جنيف حول التوصل إلى أول اتفاق عالمي ملزم لمواجهة التلوث البلاستيكي "ينبغي أن يثير غضب الجميع"، مؤكدة أن التهديد المتصاعد لصحتنا وبيئتنا وحياة الكائنات البرية أصبح أمراً لا يمكن تجاهله.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها أن الدول التي عرقلت التوصل إلى الاتفاق "خذلت الأجيال القادمة"، موضحة أن معظم الدول المشاركة أبدت استعداداً وتصميماً للتحرك، غير أن الولايات المتحدة انضمت إلى دول النفط في تعطيل أي خطوات جادة، في خطوة اعتبرتها الجارديان "ستندم عليها حتى أجيالهم القادمة".
خطر يلاحق الأجيال
وأوضحت الصحيفة أن القول بأن البلاستيك يرافق حياة الإنسان "من المهد إلى اللحد" هو تعبير أقل من الواقع، إذ تم العثور على جزيئات دقيقة من البلاستيك في المشيمة والدم وحتى حليب الأم. ورغم أن التأثير الكامل لهذه المواد لم يُعرف بعد، إلا أن كثيراً منها ارتبط بمشكلات صحية، كما أن الأجنة والرضع والأطفال الصغار هم الأكثر عرضة لها.
واستندت الجارديان إلى أبحاث علمية أظهرت أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة يمكن أن تلحق الضرر بخلايا الإنسان في التجارب المخبرية، فيما وثقت مراجعة بحثية نُشرت هذا الشهر صلات واضحة بين التعرض للبلاستيك وخطر الإجهاض، والولادات الميتة، والتشوهات الخلقية، وضعف نمو الرئة، والإصابة بسرطان الطفولة، بالإضافة إلى مشكلات الخصوبة عند البالغين.
الإنتاج يتضاعف
وأضافت الجارديان أن الوعي العالمي يتصاعد بخطورة هذه المخاطر، لكن في المقابل يزداد إنتاج البلاستيك بشكل متسارع، إذ من المتوقع أن يتضاعف ثلاث مرات خلال 35 عاماً ليصل إلى أكثر من مليار طن سنوياً. وأشارت إلى أن نصف الإنتاج السنوي يذهب إلى مواد الاستخدام الواحد، معتبرة أن دول النفط ترى في صناعة البتروكيماويات مخرجاً استراتيجياً للحفاظ على الطلب العالمي في ظل التوجه نحو الطاقة المتجددة والنووية.
عرقلة سعودية أمريكية
وتابعت الصحيفة أن الآمال كانت قد تعززت قبل ثلاث سنوات مع طرح فكرة معاهدة عالمية ملزمة للحد من البلاستيك، لكن المحادثات اللاحقة انتهت بالفشل، وصولاً إلى جنيف هذا الأسبوع حيث أصرت السعودية والكويت ودول أخرى على أن يقتصر العمل على معالجة النفايات، وهو ما وصفته الجارديان بأنه "مقاربة قاصرة تماماً" لأنها لا تعالج الإنتاج ولا توقف استخدام المواد الكيميائية السامة.
أما الولايات المتحدة، فقد رفضت أي التزامات ملزمة واقتصرت على الدعوة لإجراءات "طوعية"، وهو ما اعتبرته دول "الطموح العالي" – مثل الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وكندا ومعظم دول الجنوب العالمي – غير كافٍ إطلاقاً. غير أن آلية اتخاذ القرار بالتوافق سمحت للأقلية المعطلة بعرقلة الخطوة التاريخية المطلوبة.
إخفاق جديد
وأكدت الصحيفة أن الفشل في التوصل إلى اتفاق كان "مخيّباً للآمال بعمق"، رغم أنه ليس مفاجئاً في ظل التراجع العام للدبلوماسية والتعددية. وذكرت أن كثيراً من المشاركين خلصوا إلى أن "لا اتفاق أفضل من اتفاق ضعيف" يمكن أن يبدد الضغوط من أجل التغيير الحقيقي. ومع ذلك، شددت الجارديان على أن الجهود ستستمر، وإن ربما عبر آليات دولية أخرى، بعد هذا الإخفاق الثاني، فيما يرى بعض المراقبين أن منتديات أممية بديلة قد تكون أكثر نجاحاً.
أمل في الصين
وأضافت الصحيفة أن الاستسلام لليأس غير ممكن، مشيرة إلى أن المفاوضات الخاصة بمواد الهيدروفلوروكربون (HFCs) ضمن بروتوكول مونتريال استغرقت ثماني سنوات قبل التوصل إلى تعديل ناجح. وأعربت عن أملها في أن تلعب الصين دوراً محورياً في إحداث التحول، إذ تعد من أكبر منتجي البلاستيك في العالم، لكنها أقل اعتماداً عليه، ما يمنحها فرصة لتعزيز مكانتها الدولية كقوة بيئية رائدة.
وفي الأثناء، شددت الجارديان على أن الدول تستطيع ويجب أن تتحرك بشكل منفرد أو ضمن تكتلات لتقليل استخدام البلاستيك، مشيرة إلى أن دولاً مثل كولومبيا بدأت بالفعل خطوات كبيرة في هذا الاتجاه.
مواجهة لوبي الصناعة
وختمت الصحيفة بأن العدد القياسي من جماعات الضغط الصناعية التي حضرت إلى جنيف كان إشارة محبطة إلى حجم المصالح الراسخة التي يجب على دعاة البيئة مواجهتها، لكنه في الوقت نفسه دليل على أن منتجي البلاستيك يدركون أن التغيير ممكن وأن الحجة الداعية إليه تزداد قوة يوماً بعد يوم. وأضافت الجارديان أن هؤلاء "نجحوا في صد التغيير الآن، لكن يجب ألا ينتصروا في النهاية".







