موقف حركة حماس من التهدئة

صفقة الأسرى ومرحلة ما بعد الحرب بغزة محور اجتماع الرئيس الأميركي مع مستشاريه

profile
  • clock 27 أغسطس 2025, 6:24:35 م
  • eye 418
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
ترامب

محمد خميس

يعقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، اجتماعًا موسعًا في البيت الأبيض لمناقشة الوضع في قطاع غزة بعد الحرب، وذلك في ظل استمرار انتظار الوسطاء للرد الإسرائيلي على مقترح الاتفاق الذي تسلمته تل أبيب قبل أسبوع. ويأتي هذا الاجتماع في إطار الجهود الدولية للوصول إلى حل شامل ينهي الحرب ويعيد الأسرى الفلسطينيين لدى المقاومة في غزة.

تصريحات المبعوث الأميركي حول خطة ما بعد الحرب

قال المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إن الاجتماع سيكون "مهمًا"، موضحًا أن خطة شاملة لمرحلة ما بعد الحرب ستكون محور النقاش، مع التركيز على إعادة الأسرى وضمان أمن المدنيين. وأكد ويتكوف على ضرورة التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب، مشيرًا إلى أن حركة المقاومة الإسلامية حماس تدرك أنه لا مستقبل لها في حكم غزة وفق تصريحه، وأنه سيتم التوصل إلى تسوية "بطريقة أو بأخرى" قبل نهاية العام.

مواقف ترامب ونتنياهو حول الصفقة

في الوقت نفسه، تراجع ترامب عن توقعات سابقة واصفًا الوضع بأنه غير محسوم بعد ولا يمكن التوصل إلى نتيجة نهائية بشأن غزة خلال أسابيع قليلة. من جانبه، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن الحرب لن تتوقف "إلا بعد إعادة جميع الأسرى وضمان إنهاء أي تهديد من غزة"، دون إعلان موقف واضح من مقترح التهدئة أو صفقة الأسرى التي وافقت عليها حماس.

وأشار الوسطاء، ومنهم قطر، إلى أن الكرة لا تزال في ملعب تل أبيب، وأن الرد على مقترح الاتفاق لم يصل بعد، وهو ما يزيد من تعقيد مسار المفاوضات ويؤخر الوصول إلى تسوية.

الانتقادات الداخلية في إسرائيل

وكان المجلس الوزاري المصغر (كابينت) قد عقد اجتماعًا مساء أمس استمر نحو ثلاث ساعات، من دون التطرق إلى مقترح التهدئة أو صفقة الأسرى، وهو ما أثار انتقادات المعارضة. واعتبر زعيم المعارضة يائير لبيد أن تجاهل هذا الملف يشكل "وصمة عار أخلاقية" للحكومة، مضيفًا أن الرئيس الأميركي يبذل جهودًا أكبر من نتنياهو للإفراج عن المحتجزين.

وطالب لبيد الحكومة بالإعتذار عن مقتل الأطفال الفلسطينيين، مؤكدًا أن هذه الخطوة تصب في مصلحة "إسرائيل" على الصعيد الدولي، وتساهم في تحسين صورتها أمام المجتمع الدولي.

موقف حركة حماس من التهدئة

بدورها، جددت حركة حماس تأكيد استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين دفعة واحدة مقابل إنهاء الحرب، انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من القطاع، والإفراج عن الأسرى. في المقابل، يواصل نتنياهو طرح شروط جديدة تشمل نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، والتأكيد على إعادة احتلال غزة، ما يزيد من صعوبة الوصول إلى اتفاق سريع.

حجم الخسائر البشرية والمادية في غزة

تواصل قوات الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، بدعم مباشر من الولايات المتحدة ودول غربية، تنفيذ حرب مدمرة في غزة. وأسفرت الحرب حتى اليوم عن استشهاد وإصابة نحو 221 ألف فلسطيني بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، إضافة إلى دمار واسع للبنية التحتية، المدارس والمستشفيات ومحطات المياه والكهرباء، ما يعقد جهود إعادة الإعمار ويزيد من معاناة السكان المدنيين.

أهمية الاجتماع الأميركي ودوره في الحلول المستقبلية

يجسد اجتماع البيت الأبيض بقيادة ترامب محاولة لإيجاد تسوية دولية شاملة، تضمن وقف الحرب، حماية المدنيين، وإعادة الأسرى الفلسطينيين. ويأتي هذا الاجتماع ضمن جهود الوسطاء الدوليين، خصوصًا مع تعثر المفاوضات بين تل أبيب وحركة حماس، وضرورة إيجاد حل سياسي وإنساني عاجل لتفادي مزيد من التصعيد العسكري والإنساني.

التحديات أمام التسوية

يواجه مسار التهدئة عدة تحديات، أبرزها تباين شروط الطرفين؛ إذ تطالب حماس بإطلاق جميع الأسرى مقابل انسحاب الاحتلال، بينما يشترط نتنياهو نزع سلاح الفصائل الفلسطينية وإعادة احتلال غزة جزئيًا. كما أن تأخر الرد الإسرائيلي على مقترح الصفقة يزيد من احتمالات تصعيد عسكري جديد ويعقد جهود الوسطاء الدوليين.

التعليقات (0)