تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

أصبح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أول رئيس حكومة في الكيان الصهيوني يعترف رسميًا بعمليات القتل الجماعي التي ارتكبتها الدولة العثمانية بحق الأرمن قبل أكثر من قرن، واصفًا إياها بأنها "إبادة جماعية"، وفقًا لما نشرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" اليوم الأربعاء.

اعتراف مباشر في مقابلة إعلامية

جاء الاعتراف خلال مقابلة أجراها رجل الأعمال الأمريكي باتريك بيت ديفيد في برنامجه الإذاعي الرقمي، حيث سأله عن سبب امتناع إسرائيل سابقًا عن الاعتراف بالإبادة التي طالت الأرمن والآشوريين واليونانيين. 

ورد نتنياهو بشكل مقتضب: "لقد فعلت ذلك للتو. على الرحب والسعة."

هذا التصريح يُعد الأول من نوعه على لسان رئيس حكومة في الكيان الصهيوني، بعد سنوات من التردد الرسمي رغم وجود مبادرات برلمانية للاعتراف لم تُطرح للتصويت.

خلفية تاريخية وموقف تركي متوتر

يشير مؤرخون إلى أن نحو 1.5 مليون أرمني قُتلوا في عامي 1915 و1916 خلال الحرب العالمية الأولى، في عمليات ممنهجة نفذتها الدولة العثمانية. ورغم أن تركيا، بصفتها الوريثة القانونية للدولة العثمانية، تعترف بوقوع مذابح راح ضحيتها ما بين 300 ألف و500 ألف شخص، إلا أنها ترفض استخدام مصطلح "إبادة جماعية"، معتبرة أن القتل لم يكن منظمًا أو متعمدًا.

تجاهل سابق ومبادرات مجمدة

لطالما تجنبت الحكومات الإسرائيلية السابقة الاعتراف الرسمي بهذه الإبادة، خشية توتر العلاقات مع تركيا، خاصة في ظل التعاون الأمني والاقتصادي بين الطرفين. ورغم وجود عدة محاولات داخل الكنيست لطرح مشاريع قوانين للاعتراف، إلا أنها بقيت مجمدة ولم تصل إلى مرحلة التصويت الرسمي.

ردود فعل متوقعة وتصعيد دبلوماسي محتمل

من المتوقع أن تثير تصريحات نتنياهو غضبًا رسميًا في أنقرة، خاصة في ظل العلاقات المتوترة أصلًا بين الجانبين بسبب العدوان المستمر على قطاع غزة، والذي خلّف آلاف الضحايا من المدنيين الفلسطينيين، وأعاد تسليط الضوء على سياسات الاحتلال التي ينتهجها الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية.

خطوة رمزية أم مناورة سياسية؟

يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كان اعتراف نتنياهو يمثل تحولًا حقيقيًا في السياسة الرسمية للكيان الصهيوني، أم أنه مجرد مناورة سياسية في سياق التوترات الإقليمية والدولية. وفي بيان مقتضب نشرته صحيفة "هآرتس"، 

علّق أحد أعضاء الكنيست بالقول: "الاعتراف بالإبادة الأرمنية تأخر كثيرًا، لكنه لا يُغني عن ضرورة وقف العدوان على غزة ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم المستمرة بحق الفلسطينيين."