تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

في جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، وجّه مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، نداءً عاجلًا إلى المجتمع الدولي للتدخل الفوري لوقف ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية" التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، محذرًا من أن السياسات الإسرائيلية باتت تهدد وجود الفلسطينيين بشكل ممنهج.

مجاعة متعمدة أمام أعين العالم

اتهم منصور الكيان الصهيوني بفرض "مجاعة متعمدة" على سكان القطاع، مشيرًا إلى أن الحصار المشدد ومنع دخول المساعدات الإنسانية يتم "أمام أعين العالم" دون أي تدخل حاسم. وأكد أن استمرار هذا النهج يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي واتفاقية منع الإبادة الجماعية، مطالبًا بتحرك دولي فوري لوقف هذه الجرائم.

استهداف ممنهج للمستشفيات والصحفيين

أشار منصور إلى أن الغارات الإسرائيلية المتكررة على مستشفى ناصر في غزة كانت "مدروسة"، واستهدفت بشكل مباشر المسعفين والصحفيين، في محاولة لإسكات الأصوات التي توثق المأساة. وطالب بضرورة السماح للصحفيين بدخول القطاع لتغطية الواقع على الأرض، معتبرًا أن الحجب الإعلامي يفاقم معاناة الفلسطينيين ويخفي جرائم الاحتلال عن الرأي العام العالمي.

إرهاب المستوطنين في الضفة الغربية

ندد منصور بما وصفه بـ"إرهاب المستوطنين" في الضفة الغربية، مؤكدًا أن هذه الأعمال تزداد وحشية يومًا بعد يوم، في ظل صمت دولي غير مبرر. وطالب بمحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات، داعيًا إلى تفعيل آليات المساءلة الدولية.

رؤية للسلام وخطة لليوم التالي

أكد منصور أن السلام لن يتحقق إلا من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، مشددًا على أن غزة جزء لا يتجزأ من فلسطين، وأن مستقبلها يجب أن يبقى فلسطينيًا خالصًا. وكشف عن وجود خطة فلسطينية واضحة لـ"اليوم التالي للحرب"، تحظى بدعم إقليمي ودولي، داعيًا إلى تشكيل قوة حماية دولية لإنقاذ الشعب الفلسطيني من العدوان المستمر.

دعوة مفتوحة للعدالة

في ختام كلمته، قال منصور:

"السلام ممكن إذا وجدنا شركاء حقيقيين لتحقيقه. نحن نمد أيدينا للتعاون، لكننا نرفض أن يُفرض علينا واقع الاحتلال بالقوة."

تصريحات منصور جاءت في وقت تتصاعد فيه الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، وسط استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، وتفاقم الأزمة الإنسانية التي تهدد حياة الملايين. المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي: إما أن يتحرك لإنقاذ الأرواح، أو يكتفي بالمراقبة بينما تُرتكب الجرائم.