تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

في تصعيد جديد يعكس سياسة التهديد التي ينتهجها الكيان الصهيوني تجاه المؤسسات الدولية، طالبت وزارة الخارجية الإسرائيلية اللجنة الدولية للصليب الأحمر بإبطال تقريرها الأخير الذي أكد تفشي المجاعة في قطاع غزة، مهددة بأنها ستدعو الدول المانحة إلى وقف تمويل المنظمة في حال عدم الاستجابة.

ووفقاً لما نقلته القناة 12 العبرية، فإن الاحتلال الإسرائيلي يسعى أيضاً إلى الضغط على الدول المانحة لوقف تمويل منظمة التصنيف المتكامل للأمن الغذائي، بعد إعلانها الرسمي عن تفشي المجاعة في غزة، والتي أدت إلى استشهاد 281 فلسطينياً، بينهم 114 طفلاً، نتيجة الحصار والعدوان المستمر.

وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت قبل أيام، في تقرير رسمي، أن أكثر من نصف مليون فلسطيني في قطاع غزة يعانون من المجاعة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي الذي يفرض حصاراً خانقاً ويمنع دخول الغذاء والدواء. وقد أكدت منظمة الصحة العالمية، واليونيسيف، وبرنامج الغذاء العالمي، في بيان مشترك، أن الوضع الإنساني في غزة كارثي، مطالبين الاحتلال الإسرائيلي بالسماح الفوري بإدخال المساعدات الإنسانية.

من جانبه، وصف رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو، تقرير الأمم المتحدة بأنه "افتراء"، مدعياً أن إسرائيل اتخذت "خطوات إنسانية" في غزة، رغم الأدلة الميدانية التي تؤكد عكس ذلك. كما هاجم مكتب نتنياهو اللجنة الدولية للصليب الأحمر، نافياً أن تكون إسرائيل مسؤولة عن سياسة التجويع، ومشيراً إلى أنها سمحت بإدخال مليوني طن من المساعدات منذ بداية الحرب.

وادعى نتنياهو أن "حملة التجويع التي تقودها حماس" هي السبب الحقيقي وراء الأزمة، في محاولة لتبرير استمرار العدوان العسكري على القطاع، مؤكداً أن ذلك لن يثني إسرائيل عن "تحرير الأسرى والقضاء على حماس"، على حد تعبيره.

وتأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه المطالبات الدولية بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وفتح ممرات إنسانية عاجلة لإنقاذ المدنيين من المجاعة والدمار. ويرى مراقبون أن تهديد الاحتلال بوقف تمويل المنظمات الدولية يعكس محاولاته المستمرة لتكميم الأفواه وتضليل الرأي العام العالمي، في ظل تزايد الإدانات لجرائمه بحق الشعب الفلسطيني.