-
℃ 11 تركيا
-
23 أغسطس 2025
جيروم باول يفتح الباب أمام خفض الفائدة في سبتمبر
وسط ضغوط سياسية وتباين اقتصادي
جيروم باول يفتح الباب أمام خفض الفائدة في سبتمبر
-
23 أغسطس 2025, 9:35:59 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
رئيس الاحتياطي الفيدرالي يترك الباب مفتوحاً أمام خفض الفائدة في سبتمبر
متابعة: عمرو المصري
في خطابه خلال ندوة "جاكسون هول" يوم الجمعة، أشار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول إلى أن المخاطر الاقتصادية المتغيرة قد تستدعي إعادة النظر في أسعار الفائدة، موضحًا أن استقرار معدل البطالة يسمح بالتحرك بحذر في تعديل السياسة النقدية. ورغم أنه لم يعلن بشكل صريح عن قرار الخفض، إلا أن نبرته فسرت على نطاق واسع بأنها تمهيد لخفض الفائدة في اجتماع سبتمبر المقبل.
باول أوضح أن أهداف البنك المركزي الأمريكي متضاربة، إذ تميل مخاطر التضخم إلى الارتفاع فيما تتراجع مخاطر التوظيف، واصفًا سوق العمل بأنها في حالة "توازن غريب" نتيجة التباطؤ في العرض والطلب معًا. وأكد أن السياسة النقدية الحالية باتت في "المنطقة التقييدية"، مشيرًا إلى أن سعر الفائدة أقرب اليوم إلى المعدل الحيادي بنحو 100 نقطة أساس مقارنة بالعام الماضي، وهو ما يعزز احتمالية تعديل الموقف النقدي قريبًا.
الرسوم الجمركية والتضخم
تطرق باول إلى أثر الرسوم الجمركية، مؤكدًا أن انعكاساتها على أسعار المستهلكين واضحة وستتراكم في الأشهر المقبلة، لكنه توقع أن تكون مؤقتة وقصيرة الأجل. ومع ذلك، حذّر من أن الضغوط الصعودية على الأسعار قد تغذي ديناميكية تضخمية مستمرة إذا لم تُعالج بشكل صحيح.
وول ستريت تلتقط الإشارات
فور كلمة باول، شهدت الأسواق الأمريكية انتعاشًا قويًا. قفز مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 1.5% محققًا أفضل أداء يومي منذ مايو، فيما لامس "داو جونز" مستويات قياسية جديدة. كما تراجعت عوائد سندات الخزانة عبر مختلف الآجال، إذ هبطت عوائد السندات لأجل عامين بنحو 10 نقاط أساس، فيما انخفض العائد القياسي لأجل عشر سنوات إلى 4.27%.
التحركات دفعت المتداولين لزيادة رهاناتهم على خفض الفائدة ربع نقطة مئوية في سبتمبر، مع ارتفاع احتمالية الخفض إلى أكثر من 85% وفق عقود مقايضة أسعار الفائدة، مقارنة بـ65% فقط قبل خطاب باول. بالتوازي، ارتفع الذهب 1% إلى 3,375.35 دولار للأونصة، كما قفزت بتكوين 2.2% إلى 114,841 دولار، مستفيدة من تراجع الدولار.
توازن هش في سوق العمل
أعاد باول التأكيد على أن سوق العمل الأمريكية تبدو مستقرة على السطح لكنها تعيش "توازنًا غريبًا"، حيث يتباطأ نمو كل من العرض والطلب على العمالة. وحذّر من أن أي تراجع في التوظيف قد يكون سريعًا وحادًا، ما يؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة بوتيرة مفاجئة. وأشار إلى أن تشديد قيود الهجرة ساهم في إبطاء نمو القوى العاملة.
التضخم يبقى الشاغل الأكبر
رغم المخاوف بشأن سوق العمل، يبقى التضخم التحدي الأبرز أمام الفيدرالي. فقد أظهر محضر اجتماع لجنة السياسة النقدية في يوليو أن غالبية المسؤولين يعتبرون مخاطر التضخم أعلى من مخاوف التوظيف.
وارتفع التضخم الأساسي في يوليو 0.3% على أساس شهري و3.1% على أساس سنوي، وهو أعلى معدل منذ بداية العام، مدفوعًا بزيادة أسعار الخدمات. كما شهدت أسعار الجملة أكبر ارتفاع لها منذ ثلاث سنوات، ما يعكس بدء الشركات بتحميل المستهلكين أعباء ارتفاع التكاليف.
ضغوط سياسية من ترمب
خطاب باول جاء في ظل تصاعد الانتقادات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته، حيث وصفوا الفيدرالي بأنه "متأخر جدًا" في خفض الفائدة. ترامب ذهب أبعد من ذلك، إذ صرّح بعد خطاب باول بأن قرار الخفض في سبتمبر، إن حدث، سيكون "متأخرًا للغاية"، مشددًا على أنه كان ينبغي اتخاذه قبل عام كامل. كما انتقد تكاليف تجديد مقر البنك المركزي، فيما دعا وزير الخزانة سكوت بيسنت إلى خفض بمقدار 50 نقطة أساس في الاجتماع المقبل.
هذا التداخل بين الاعتبارات الاقتصادية والضغوط السياسية يضع الفيدرالي أمام اختبار صعب، بين الالتزام بمكافحة التضخم من جهة، والاستجابة لمخاطر التوظيف والضغوط السياسية من جهة أخرى، في معركة تبدو مرشحة للتصعيد خلال الأشهر المقبلة.










