خطة مصرية لتصدير الكهرباء إلى العراق وسوريا ولبنان.. اعرف التفاصيل

profile
  • clock 20 أغسطس 2025, 4:07:38 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

تتحرك القاهرة بخطوات واسعة نحو تعزيز حضورها في أسواق الطاقة الإقليمية، حيث كشف مسؤول حكومي لموقع "الشرق" أن مصر تدرس حالياً إنشاء كابل بحري جديد يربطها بالأردن بطاقة أولية تبلغ 2000 ميغاواط، بهدف تصدير الكهرباء إلى العراق وسوريا ولبنان ابتداءً من عام 2029. 

وأوضح المسؤول أن المشروع لا يزال في مرحلة الدراسات الأولية، لكنه يمثل نقلة نوعية في مسار الربط الكهربائي العربي، ويعكس رغبة مصر في أن تصبح مركزاً إقليمياً للطاقة. هذه الخطوة تأتي بالتزامن مع مشاورات سياسية واقتصادية رفيعة المستوى، كان أبرزها ما أعلنه رئيس الوزراء مصطفى مدبولي عقب زيارته الأخيرة إلى عمّان، حيث أشار إلى بحث سبل توسيع التعاون مع الأردن ليشمل دولاً أخرى في مجال الطاقة.

تاريخياً، كان الربط الكهربائي بين مصر والأردن محدوداً عند مستوى 500 ميغاواط فقط عبر كابل بحري تم تشغيله منذ عام 1999. غير أن التطورات المتسارعة في الطلب الإقليمي على الطاقة، إلى جانب التحولات الاستراتيجية التي تسعى من خلالها مصر لتعظيم صادراتها، جعلت فكرة رفع القدرة إلى 2000 ميغاواط خياراً مطروحاً بقوة. ويبدو أن المشروع الجديد سيكون حجر الأساس لمد شبكات الكهرباء المصرية إلى دول أبعد، وبخاصة العراق ولبنان، ما يمنح القاهرة ثقلاً إضافياً في معادلة الطاقة بالمنطقة.

تفاصيل الخط الجديد

المسؤول الذي تحدث مع "الشرق" كشف أن الخط المزمع إنشاؤه سينطلق من مدينة طابا في جنوب سيناء وصولاً إلى خليج العقبة على ساحل البحر الأحمر، بطاقة إجمالية 2000 ميغاواط، على أن يستغرق تنفيذه 30 شهراً من تاريخ انتهاء الدراسات وبدء التنفيذ الفعلي. ووفق التقديرات الأولية، ستطرح مصر مناقصة لاختيار استشاري عالمي لإعداد الدراسات الفنية والهندسية وفق المعايير الدولية، بتكلفة تصل إلى مليون دولار، ومن المتوقع أن تستغرق هذه الدراسات نحو ستة أشهر. هذا المسار يعكس أن المشروع يسير بخطة زمنية واضحة، تبدأ من مرحلة التصميم وصولاً إلى التنفيذ والتشغيل الفعلي في أفق 2029.

وتشير هذه الخطوة إلى أن القاهرة لا تكتفي بتعزيز البنية التحتية المحلية، بل تسعى أيضاً إلى مد جسور الطاقة عبر الحدود، بما يحول موقعها الجغرافي إلى ميزة استراتيجية مضاعفة. فوجود الخط البحري الجديد من طابا إلى العقبة يعني ربطاً مباشراً وفعّالاً يمكن الاعتماد عليه لنقل كميات ضخمة من الكهرباء نحو المشرق العربي، وهو ما سيجعل من مصر لاعباً رئيسياً في معالجة أزمات الطاقة التي تعاني منها دول مثل العراق ولبنان وسوريا، والتي طالما واجهت انقطاعات حادة ونقصاً في الإمدادات.

الربط مع السعودية

في موازاة هذا المشروع، تعمل مصر على تنفيذ مشروع ضخم للربط الكهربائي مع السعودية بقدرة إجمالية تصل إلى 3000 ميغاواط على مرحلتين، حيث من المنتظر تشغيل المرحلة الأولى بطاقة 1500 ميغاواط خلال صيف هذا العام. ويؤكد وزير الكهرباء والطاقة المتجددة محمود عصمت أن هذا الربط مع المملكة يشكل خطوة محورية في تعزيز منظومة التبادل الكهربائي بين مصر ودول الجوار، ويأتي في إطار استراتيجية القاهرة للتحول إلى محور إقليمي للطاقة.

هذا التوجه يعكس إدراكاً مصرياً متزايداً لأهمية التكامل الكهربائي في العالم العربي، خاصة في ظل النمو المتزايد للطلب على الكهرباء وتراجع قدرة بعض الدول على تلبية احتياجاتها داخلياً. فمع وجود مشاريع متزامنة مع الأردن والسعودية، تصبح مصر في موقع يؤهلها لتأمين إمدادات مستقرة لعدد كبير من الدول، وتصدير الفائض لديها بما يدر عوائد مالية ضخمة، ويعزز مكانتها كلاعب أساسي في صناعة الطاقة بالمنطقة.

كلمات دليلية
التعليقات (0)