استدعاء 60 ألف جندي من قوات الاحتياط

خطة إسرائيلية لتوسيع إنتاج دبابات "ميركافا" وناقلات الجند تمهيدًا لاحتلال غزة

profile
  • clock 20 أغسطس 2025, 7:58:17 م
  • eye 413
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

أقرت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، خطة عسكرية جديدة تهدف إلى زيادة إنتاج دبابات ميركافا وناقلات الجند بأكثر من 1.5 مليار دولار، وذلك بالتزامن مع خططها المعلنة لاحتلال قطاع غزة والسيطرة عليه بالكامل. ووفق ما نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، فإن هذه الخطة تأتي في إطار التحضير للعملية العسكرية المسماة بـ"عربات جدعون2".

تفاصيل خطة زيادة إنتاج "ميركافا" وناقلات الجند

أوضحت الصحيفة أن وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس كان قد قدم خطة تتجاوز قيمتها 5 مليارات شيكل (حوالي 1.5 مليار دولار)، بهدف توسيع وتسريع إنتاج المركبات القتالية المدرعة. وتشمل الخطة تصنيع المزيد من دبابات ميركافا وناقلات الجند المدرعة من طرازي النمر وإيتان.

ويأتي هذا التوجه في ظل سعي جيش الاحتلال إلى تعزيز قدراته العسكرية البرية، تحضيرًا لعمليات واسعة النطاق داخل قطاع غزة، خصوصًا مع ارتفاع التوترات واستمرار العدوان منذ أكتوبر الماضي.

خطة "عربات جدعون2" لاحتلال غزة

بالتزامن مع خطة التصنيع العسكري، أعلن وزير الجيش الإسرائيلي مساء الثلاثاء موافقته على خطة احتلال مدينة غزة عبر عملية عسكرية واسعة أطلق عليها اسم "عربات جدعون2". وتهدف هذه العملية، وفق المسؤولين الإسرائيليين، إلى فرض السيطرة الكاملة على القطاع، وإنهاء الحرب عبر عدة خطوات من بينها:

إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين.

نزع سلاح حركة حماس وفصائل المقاومة.

إبعاد كبار قادة الحركة خارج غزة.

تجريد القطاع من السلاح بشكل كامل.

تأمين منطقة عازلة لحماية المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع.

الحفاظ على حرية عمل الجيش الإسرائيلي داخل غزة دون قيود.

استدعاء 60 ألف جندي من قوات الاحتياط

وفي خطوة تعكس جدية هذه الخطة، بدأ الجيش الإسرائيلي بإرسال أوامر استدعاء لـ60 ألف عسكري من قوات الاحتياط، استعدادًا للمشاركة في العملية البرية المرتقبة. ويُتوقع أن تشمل هذه القوات وحدات مدرعة ومشاة ومهندسين قتاليين، بهدف تمكين الاحتلال من التوغل في عمق غزة وتثبيت السيطرة الميدانية.

الأبعاد الاقتصادية للخطة العسكرية

إقرار ميزانية ضخمة بقيمة 5 مليارات شيكل لتصنيع المزيد من الدبابات وناقلات الجند يعكس حجم الاستنزاف الاقتصادي الذي تعانيه إسرائيل بسبب الحرب المستمرة. ورغم الأزمة الاقتصادية الداخلية والانتقادات الموجهة للحكومة، إلا أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ترى في هذه الاستثمارات ضرورة لضمان تفوقها العسكري على المدى البعيد.

كما أن تسريع إنتاج دبابات ميركافا وناقلات الجند يأتي تماشيًا مع حاجة الجيش الإسرائيلي لتعويض الخسائر الكبيرة التي تكبدها خلال العدوان على غزة، حيث جرى تدمير وإعطاب عدد كبير من الآليات العسكرية بفعل المقاومة الفلسطينية.

الموقف الفلسطيني من الخطة الإسرائيلية

من جانبها، اعتبرت الفصائل الفلسطينية أن إعلان الاحتلال عن خطط لزيادة الإنتاج العسكري واستدعاء عشرات الآلاف من الجنود، هو تصعيد خطير يؤكد نوايا التوسع العسكري والاحتلال المباشر لغزة.

وأكدت حركتا حماس والجهاد الإسلامي أن أي محاولة لاحتلال غزة ستفشل كما فشلت محاولات سابقة، مشددتين على أن المقاومة تمتلك من القدرات والإرادة ما يكفي لمواجهة أي هجوم واسع النطاق.

الجهود الدولية لوقف إطلاق النار

تزامن الإعلان الإسرائيلي عن خطط الاحتلال مع تحركات دبلوماسية دولية مكثفة تهدف للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. وكشفت تقارير عن أن حركة حماس وافقت على مقترح وساطة يتضمن وقفًا للعمليات العسكرية لمدة 60 يومًا، على أن يتم التوصل إلى اتفاق شامل ينهي الحرب خلال هذه الفترة.

لكن في المقابل، فإن إعلان إسرائيل خطتها لاحتلال غزة وزيادة إنتاج الدبابات يثير الشكوك حول مدى جدية الحكومة الإسرائيلية في الالتزام بأي اتفاقات سياسية، إذ يبدو أنها تمضي قدمًا نحو الحسم العسكري.

قراءة في المشهد العام

المشهد في الأراضي الفلسطينية يشهد تداخلًا بين المسار العسكري والسياسي، فبينما تبذل الأطراف الدولية جهودًا للتوصل إلى تهدئة، يواصل الاحتلال الإسرائيلي الاستعداد لعملية عسكرية واسعة.
وإذا مضت إسرائيل فعلًا في تنفيذ خطة "عربات جدعون2"، فإن ذلك يعني دخول المنطقة في مرحلة جديدة من التصعيد، قد تكون الأخطر منذ بدء الحرب في أكتوبر.

إقرار خطة إسرائيلية بقيمة تتجاوز 1.5 مليار دولار لتوسيع إنتاج دبابات ميركافا وناقلات الجند، بالتوازي مع خطة احتلال غزة، يعكس إصرار الاحتلال على الحسم العسكري بدلًا من المسار السياسي.

ورغم الضغوط الدولية لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن التصعيد الإسرائيلي الأخير ينذر بمزيد من العنف والمعاناة للمدنيين الفلسطينيين في غزة. في المقابل، تؤكد المقاومة الفلسطينية أنها مستعدة لمواجهة أي هجوم، ما يجعل الأيام المقبلة حاسمة في تحديد مسار الحرب.

التعليقات (0)