"انسحاب لا يعني نهاية النفوذ".. دلالات قرار أمريكا سحب قواتها من العراق

profile
  • clock 24 أغسطس 2025, 2:49:01 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
د. سيد غنيم يحلل خطوة أمريكا بسحب قواتها من قواعد عراقية

متابعة: عبمرو المصري

قال الدكتور سيد غنيم، زميل الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، والأستاذ الزائر بحلف الناتو والأكاديمية العسكرية الملكية في بروكسل، إن القرار المفاجئ لواشنطن بسحب قواتها من قاعدتي عين الأسد وفكتوريا في العراق، ونقلها إلى أربيل ودول عربية مجاورة، لا يمكن قراءته كإجراء انسحابي بقدر ما يعكس عملية إعادة تمركز محسوبة.

وأوضح غنيم أن الأهداف الأمريكية من هذه الخطوة تتلخص في تقليل كلفة الانتشار والاحتكاك المباشر مع التنظيمات المسلحة المدعومة من إيران، والحد من منح طهران أهدافًا سهلة، مع مراعاة الضغوط السياسية والشعبية في بغداد الرافضة للوجود الأمريكي. وفي الوقت نفسه، يضمن انتشار القوات في أربيل استمرار قدرات الرصد وإدارة النيران ضد التهديدات في كل من العراق وسوريا وإيران عند الحاجة، مع منح الحكومة العراقية "نصرًا سياسيًا" أمام الداخل، دون خسارة الوجود الأمريكي بالكامل.

وأشار إلى أن الدوافع ترتبط بتكرار الهجمات الصاروخية والمسيرات على القواعد الأمريكية في بغداد والأنبار، إضافة إلى تراجع شعبية الحكومة العراقية بسبب ذلك. واعتبر أن أربيل تمثل بيئة سياسية وعسكرية أكثر أمانًا بفضل دعم حكومة إقليم كردستان ووجود قوات البيشمركة، فضلًا عن موقعها الذي يتيح لواشنطن مراقبة المثلث الإستراتيجي (إيران – سوريا – تركيا)، مع الاحتفاظ بخطوط عمل استخبارية نشطة.

وتوقع غنيم أن يُصوِّر الإيرانيون الخطوة على أنها "انسحاب انهزامي"، غير أن واشنطن ستعزز في المقابل وجودها في قواعد بدول عربية مثل الأردن والكويت لتأمين عمق لوجستي آمن وسرعة حركة نحو الخليج وشرق المتوسط، بما يحافظ على الجاهزية بأقل تكلفة. كما لفت إلى أن تمركز القوات في أربيل يشكل رادعًا لتركيا ضد الأكراد، فضلًا عن أنه قد يشكل دعمًا بريًا محتملًا لإسرائيل في حال قررت توجيه ضربة عسكرية ضد إيران.

التعليقات (0)