-
℃ 11 تركيا
-
27 أغسطس 2025
جيش العدو يؤجل نشر نتائج مراجعة فشل 7 أكتوبر.. ما دور احتلال غزة؟
جيش العدو يؤجل نشر نتائج مراجعة فشل 7 أكتوبر.. ما دور احتلال غزة؟
-
27 أغسطس 2025, 9:10:35 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
في خطوة جديدة تعكس حجم الارتباك داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، قرر جيش العدو الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، تأجيل نشر نتائج لجنة الخبراء الخارجية التي شكّلها قبل أشهر لمراجعة تحقيقاته الداخلية في فضائح الإخفاقات العسكرية خلال عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023.
هذا التأجيل لم يأتِ بدافع الحاجة لمزيد من الدراسة أو التدقيق، بل نتيجة مباشرة للتحضيرات التي يجريها الجيش من أجل تصعيد واسع النطاق يهدف إلى احتلال مدينة غزة، في إطار ما يسميه بخطة "عربات جدعون 2". ويبدو واضحًا أن القيادة الإسرائيلية لا تريد أن تتزامن هذه الفضيحة العسكرية مع حملتها المزمعة، خشية أن تنكشف هشاشتها أمام الرأي العام الداخلي والخارجي في لحظة بالغة الحساسية.
لجنة ترجمان
اللجنة التي باتت محل الجدل شكّلها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، في الخامس من مارس الماضي، وأسند رئاستها إلى اللواء في الاحتياط سامي ترجمان، أحد أبرز ضباط الاحتلال السابقين. وقد أوكلت إلى اللجنة مهمة فحص وتدقيق التحقيقات الداخلية المتعلقة بالهزيمة الصادمة التي تلقاها الجيش على يد مقاتلي حماس، واستخلاص الدروس من ذلك اليوم الذي لا يزال يمثل جرحًا نازفًا في الوعي الإسرائيلي.
وضمت اللجنة في عضويتها مجموعة من كبار الضباط في الاحتياط، وانخرطت في عمل ميداني شاق شمل زيارات لمواقع حساسة، واجتماعات مع قادة من مستويات مختلفة، فضلًا عن الاستماع لشهادات عشرات الضباط القدامى، بينهم رؤساء أركان سابقون وكبار القادة الذين قادوا العمليات في الميدان.
فجوات خطيرة
النتائج الأولية التي ظهرت خلال عمل اللجنة أثارت جدلًا واسعًا، حيث ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الأربعاء، أن العديد من الضباط الذين أدلوا بإفاداتهم وصفوا عمل اللجنة بأنه مهني وجاد، لكنه كشف عن فجوات خطيرة في تحقيقات الجيش الداخلية، خصوصًا في شعبة العمليات وقيادة المنطقة الجنوبية. هذه الفجوات لم تكن مجرد أخطاء عابرة، بل فضحت ثقوبًا كبيرة في البنية العسكرية والأمنية، وأكدت أن ما جرى في السابع من أكتوبر لم يكن مفاجأة غير متوقعة بقدر ما كان نتيجة تراكم من الإهمال والغرور والتقديرات الخاطئة.
استقالات وضغوط
أمام هذا المشهد، اضطر العديد من القادة الكبار المتورطين في الإخفاقات إلى تقديم استقالاتهم منذ أشهر، لكن الأزمة لم تتوقف هنا. إذ يتوقع مراقبون أن يواجه رئيس الأركان زامير نفسه ضغطًا متزايدًا لإعادة النظر في مستقبل اللواء شلومي بيندر، الذي كان وقتها رئيس لواء العمليات، قبل أن يتم تعيينه لاحقًا رئيسًا لشعبة الاستخبارات العسكرية. هذه الخطوة، إن وقعت، ستعني اعترافًا ضمنيًا بمدى الفشل، وتكشف أن الأزمة وصلت إلى قلب المؤسسة العسكرية لا إلى هوامشها فقط.
أزمة كاتس
وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، لم يسلم بدوره من هذه التداعيات، إذ يواجه ضغوطًا متصاعدة بسبب خطته لتعيين اللواء المتقاعد عوديد بسيوك في منصب رفيع داخل وزارة الحرب. بسيوك كان قائد شعبة العمليات خلال تلك الفترة الحرجة، الأمر الذي أثار غضب عائلات الجنود القتلى الذين اعتبروا أن تعيينه بمثابة مكافأة على الفشل.
ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن مصدر رفيع قوله إن "المضيّ بهذا التعيين دون حسم مسألة مسؤوليته عن الإخفاق العسكري الأخطر منذ قيام الدولة هو أمر غير مقبول"، مضيفًا أن مرور الوقت لا يعني النسيان أو الطيّ. هذا الاعتراض يجد صداه أيضًا داخل اللجنة نفسها التي أيدت فكرة التأجيل، بما يطرح تساؤلات حول حجم التوتر الداخلي داخل أجهزة الأمن.
الأولوية للحرب
أحد أعضاء اللجنة أوضح أن الانشغال بخلاصات التحقيقات في هذه المرحلة "سيصرف انتباه القادة عن الأمر الأهم والأساسي"، في إشارة إلى الاستعداد للعملية العسكرية الجديدة في غزة. هذا التصريح يكشف بجلاء كيف يتم التضحية بالحقيقة والشفافية أمام الرأي العام، مقابل المضي في مسار الحرب والدمار، بما يعني أن الاحتلال يختار عمدًا دفن فضائحه بانتظار أن يغطيها دخان المعركة المقبلة.
غير أن هذه المعركة، إذا وقعت، قد تتحول بدورها إلى فصل جديد من الإخفاقات، يعيد فتح الجراح ويضاعف الأزمة التي يحاول الاحتلال تأجيلها لا أكثر.









