تكبير الخط تصغير الخط

متابعة: عمرو المصري

في خطوة سياسية تكشف حجم القلق داخل أوساط المعارضة الإسرائيلية من استمرار حالة الارتباك في إدارة الحكم، وجّه رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، صباح اليوم الثلاثاء، رسالة مباشرة إلى رئيس المعارضة يائير لابيد، دعاه فيها إلى تنسيق اجتماع عاجل يجمع قادة الأحزاب المعارضة. الهدف، كما أوضح ليبرمان، لا يقتصر على التباحث في التكتيكات الآنية، بل يمتد إلى وضع خطوط عريضة متفق عليها مسبقًا لتشكيل حكومة بديلة تحظى بتوافق داخلي واسع.

اللافت في رسالة ليبرمان هو إصراره على أن يشارك في هذا الاجتماع شخصيات بارزة مثل نفتالي بينيت وغادي آيزنكوت، بما يعكس محاولة جادة لتوسيع قاعدة المعارضة، وخلق مظلة سياسية تضم أقطابًا متباعدين فكريًا لكنهم متفقون على ضرورة إزاحة نتنياهو من المشهد. وبذلك يحاول ليبرمان إعطاء الاجتماع وزنًا سياسيًا أكبر وتحويله من مجرد حوار حزبي إلى خطوة تأسيسية لمسار سياسي جديد.

أجندة أمنية واقتصادية

ليبرمان شدّد في رسالته على أن الخطوط التي سيتم صياغتها يجب أن تعبّر عن اتفاقات واسعة النطاق حول أبرز القضايا التي يراها الإسرائيليون مصيرية، بدءًا من الملف الأمني، مرورًا بالوضع الاقتصادي المتأزم، وصولًا إلى قضايا بنيوية مثل وضع دستور رسمي للدولة. كما ركّز على قضية التجنيد الإجباري التي تعكس التوتر المستمر بين الأحزاب العلمانية والتيارات الدينية المتشددة، إضافة إلى ملف العلاقات بين الدين والدولة الذي لا يزال يشكّل أحد أكثر محاور الانقسام الداخلي خطورة.

ورغم اللغة الدبلوماسية التي استخدمها، فإن ليبرمان لم يخفِ سعيه لطرح مشروع حكومة تستند إلى قيم يصفها بأنها "يهودية وصهيونية وديمقراطية وليبرالية"، في محاولة لتقديم بديل سياسي يرضي اليمين المعتدل والوسط الليبرالي في آن واحد. هذا الطرح يضع المعارضة في موقع اختبار حقيقي: هل تستطيع فعليًا صياغة بديل مقنع يلتف حوله الشارع الإسرائيلي، أم أن الخلافات الأيديولوجية بين مكوّناتها ستعيد إنتاج الانقسامات ذاتها التي يستفيد منها نتنياهو حتى الآن؟