كمال يونس يكتب: اليهودية والصهيونية وحلم إسرائيل الكبرى

profile
كمال يونس سياسي مصري وباحث إسلامي
  • clock 15 أغسطس 2025, 4:03:07 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

أثار تصريح "النتن ياهو" عن سعيه لتحقيق حلم إقامة دولة إسرائيل الكبرى، والتي تضم أجزاءا من الدول العربية المجاورة، العديد من التساؤلات حول صحة هذا التصريح. غير أن لغة الشجب والندب والاستنكار من قادة الدول العربية لم تشف غليل الشعوب العربية!

إن هذا التصريح هو نفسه شعار من النيل إلى الفرات الذي يمثل الخطين الأزرقين المرسومان على العلم الإسرائيلي، وهذا الذي أعلن عنه ما هو إلا هدف من أهداف إقامة دولة الكيان الصهيوني، فهذه عقيدتهم آلتي يؤمنون بها.

اليهودية هي عقيدة دينية، أما الصهيونية فهي حركة عنصرية تسخر العاطفة الدينية لأعراض سياسية توسعية، وتنسب تسميتها إلى "جبل صهيون" في الجنوب الغربي من القدس القديمة، وهو الجبل الذي اختاره داود قلعة ليدافع منها عن مملكته. وقد حرص مؤسسو الصهيونية على أن ينسبوا حركتهم إلى هذا الاسم ذي السحر الخاص لدي اليهود.

فإسرائيل تجسيد للمخططات الصهيونية في المنطقة العربية.

ويعتبر الصحفي ثيودور هرتزل ( 1860-1904) مؤسس الصهيونية الحديثة والأب الروحي لها. وكان يرى عدم تجاهل الدين اليهودي في دعوته، بل ويراه عاملاً فعالاً في جمع صفوف اليهود المشتتين وتعبئتهم باعتناق الصهيونية الحديثة. ولا يري بأسا في الاستعانة بالحاخاميين واستغلال غيرتهم الدينية في تحقيق فكرته، بل وتجنيدهم كضباط اتصال ببن الحركة الصهيونية وبين الرعية اليهودية التي يوجهونها دينيا.

ومن أقواله التي دونها في يومياته: "أريد تربية أولادي وتنشئتهم علي الاعتقاد بالإله التاريخ".

وقد ظهرت دعوته في صورة حركة عالمية منظمة في النصف الثانى من العقد الأخير للقرن الـ19. ولكن جذورها ترجع إلى ما قبل هذه الفترة بكثير، فهي وليدة البيئة والتفكير الأوربيين في النصف الثاني من القرن الماضي. وبدأت الحركة رسمياً في عام 1897 م بعقد أول مؤتمر صهيوني بزعامة  هرتزل  في مدينة بال بسويسرا.

وكان هدف المؤتمر إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وكان من وسائل تحقيق هذا الهدف ما يلي:

1. تشجيع استيطان العمال الزراعيين والصناعيين اليهود إلي فلسطين.
2. تنظيم اليهود وربطهم جميعاً علي الصعيدين المحلي والعالمي.
3. تقوية الوعي القومي باليهودية لدي اليهود.
4. اتخاذ خطوات تمهيدية للحصول علي موافقة الدول.. حيث يكون ذلك ضرورياً لتحقيق هدف الصهيونية .

وهذا المنهج الذي به اعتمد عليه بلفور وزير خارجية بريطانيا آنذاك علي إعطاء وعده المشئوم لليهود.

كما جاء في مذكرات "وايزمان": " ولقد قابلت لورد بلفور وزير خارجية بريطانيا الذي بادر بسؤالي على الفور : لماذا لم تقبلوا إقامة الوطن القومي في أوغندا؟! فقلت لبلفور: إن الصهيونية حركة سياسية قومية.. هذا صحيح.. ولكن الجانب الروحي منها لا يمكن إغفاله.. وأنا واثق تمام الوثوق أننا إذا أغفلنا الجانب الروحي فإننا لن نستطيع تحقيق الحلم السياسي القومي". (خطر الصهيونية على الإسلام والمسيحية، د. عبد الله التل).

ويمكن القول بإن فهم اليهود للكتاب المقدس وروحه ينطوي على خطأ كبير أو تجاهل متعمد، وقد غضب عليهم إلههم لقتلهم الأنبياء وإراقتهم الدماء وتنكرهم لرسالة السماء والتمرد علي حكمة الله والتمسك باعتقاد الدماء الطاهرة والدماء النجسة والشعب المختار والشعب المنبوذ. إلى أن رفع المتعصبون المتطرفون منهم شعار: "بالدم والنار سقطت اليهودية.. وبالدم والنار ستقوم ثانية".

هذا الشعار هو الذي يتبناه اليهود المتطرفون الآن ويروجون له على النحو الذي ظهر في بروتوكولات حكماء صهيون التي سنتحدث عنها في المقال القادم.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)