-
℃ 11 تركيا
-
14 أغسطس 2025
تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى" وتصعيد التوتر في الشرق الأوسط: ردود فلسطينية وعربية رسمية
السياق العسكري والسياسي
تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى" وتصعيد التوتر في الشرق الأوسط: ردود فلسطينية وعربية رسمية
-
13 أغسطس 2025, 6:40:26 م
-
423
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة بشأن "إسرائيل الكبرى" حالة واسعة من الاستنكار والاستياء على المستويات السياسية والشعبية في العالم العربي والدولي. وقد أوردت قناة الجزيرة عددًا من تصريحاته العاجلة التي تؤكد موقفه الصارم تجاه غزة وحركة حماس وحزب الله، إضافة إلى تأكيداته بشأن السياسة الإسرائيلية تجاه إيران والدور الأمريكي في المنطقة.
أبرز تصريحات نتنياهو الأخيرة
في سلسلة تصريحات عاجلة نقلتها قناة الجزيرة، شدد نتنياهو على أن إسرائيل لن تتراجع عن تحقيق النصر على أعدائها سواء بحضور المعارضين السياسيين أو بدونهم، مشيرًا إلى أن الحرب ضد حماس وحزب الله وإيران كانت بالتكامل بين المؤسسات الأمنية والعسكرية وبتوجيه المستوى السياسي.
كما أكد نتنياهو أن إسرائيل كانت القوة الوحيدة التي حاربت إيران، معبرًا عن تقديره للدور الأمريكي في قصف المفاعلات النووية الإيرانية. وفي رد مباشر على الاتهامات الدولية، قال نتنياهو إن المزاعم المتعلقة بالإبادة الجماعية والتجويع في غزة زائفة، مع الإعلان عن جهود إسرائيل لزيادة مراكز توزيع المساعدات الآمنة في القطاع بأربعة أضعاف، داعيًا الدول الأخرى إلى المشاركة في هذه الجهود.
وأشار نتنياهو إلى أن بعض الأمريكيين وقعوا ضحية للأكاذيب، لكنه أكد أن لديهم حليفًا عظيمًا يتمثل في الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في إطار السياسة الإسرائيلية التي تواجه الأكاذيب وحملات التشويه التي تستهدف الدولة العبرية. كما أشار إلى أن بعض الجامعات الأمريكية تتبنى فكر القضاء على إسرائيل، وهو ما يعكس البيئة الداخلية والخارجية المضطربة التي تواجهها الدولة العبرية في علاقاتها الدولية.
موقف إسرائيل من إنهاء الحرب
وفق ما نقلته القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر أمني، فإن شروط إسرائيل لإنهاء الحرب قد تكون صارمة جدًا، ما يمنع التوصل إلى صفقة شاملة، رغم إحراز تقدم كبير في خطة يُشار إليها باسم "ويتكوف"، إلا أن إحاطات المصدر السياسي أضرت بالمفاوضات، وأكد المصدر أن شروط الحكومة الإسرائيلية لإنهاء الحرب غير قابلة للتطبيق ولن تؤدي إلى اتفاق شامل مع الفلسطينيين.
ردود الفعل الفلسطينية الرسمية
أدانت الرئاسة الفلسطينية تصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"، واعتبرتها مخالفة لقرارات الشرعية الدولية وتشكل استفزازًا وتصعيدًا خطيرًا يؤثر على أمن واستقرار المنطقة. وأوضحت الرئاسة أن هذه التصريحات تعكس سياسة استعمارية توسعية تحكم دولة الاحتلال، ورفضها احترام سيادة الدول والاتفاقيات الدولية المنظمة للعلاقات بين الدول، مما يمثل تهديدًا مباشرًا للسلم والأمن الإقليميين.
وأكدت الرئاسة الفلسطينية أن مثل هذه السياسات تتطلب موقفًا دوليًا حازمًا لمنع التوسع الإسرائيلي واستمرار الانتهاكات، مشددة على ضرورة حماية الحقوق الفلسطينية ومواجهة محاولات إسرائيل لفرض "إسرائيل الكبرى" على حساب الدول والشعوب المجاورة.
موقف جامعة الدول العربية
على المستوى العربي، أعربت جامعة الدول العربية عن استنكارها الشديد لتصريحات نتنياهو، معتبرة أن هذه التصريحات بمثابة استباحة لسيادة الدول العربية، وتعكس نوايا توسعية وعدوانية لا يمكن القبول بها أو التسامح معها.
وقالت الجامعة في بيان رسمي إن هذه التصريحات تشكل تهديدًا خطيرًا للأمن القومي العربي الجماعي وتشكل تحديًا سافرًا للقانون الدولي، معتبرة أن مثل هذه السياسات تمثل استفزازًا لكل الدول العربية وتتنافى مع المبادئ الدولية التي تحكم العلاقات بين الدول. ودعت الجامعة المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف سياساتها العدوانية واحترام الحقوق المشروعة للشعوب العربية والفلسطينية.
السياق العسكري والسياسي
تأتي تصريحات نتنياهو في سياق استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث تواصل إسرائيل شن هجمات واسعة تستهدف المدنيين الفلسطينيين والبنية التحتية. وأكدت مصادر فلسطينية وعربية أن هذه السياسات تتزامن مع دعم أمريكي مطلق لإسرائيل، مما يزيد من تعقيد الموقف ويؤثر على فرص التوصل إلى حل سلمي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
في الوقت نفسه، تستمر حركة حماس في مقاومة العدوان الإسرائيلي، مع تفعيل الحراك الشعبي والجماهيري في المدن الفلسطينية والعربية، في محاولة لفضح الجرائم الإسرائيلية على المستوى الدولي. ويأتي هذا في ظل استمرار الصمت الدولي أو التردد في فرض ضغط حقيقي على إسرائيل لضمان احترام حقوق الفلسطينيين.
التحديات أمام السلام والاستقرار في المنطقة
تشير التصريحات الإسرائيلية والمواقف الفلسطينية والعربية إلى وجود فجوة كبيرة بين الأطراف، ما يزيد من تعقيد الجهود الرامية لتحقيق سلام شامل في الشرق الأوسط. ويعكس موقف نتنياهو التمسك بسياسة توسعية واستراتيجية عسكرية صارمة، بينما تؤكد القيادة الفلسطينية والمجتمع العربي على ضرورة احترام الشرعية الدولية وحماية حقوق المدنيين الفلسطينيين.
كما تظهر هذه التصريحات أن أي محاولات للتوصل إلى اتفاق سلام في المستقبل ستواجه تحديات كبيرة، خاصة مع وجود شروط إسرائيلية صارمة لإنهاء الحرب، وعدم وجود توافق دولي واضح يضمن تحقيق التوازن بين مصالح الأطراف المختلفة.
دور المجتمع الدولي وضرورة التحرك
يشدد المراقبون على أن المجتمع الدولي مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بالتحرك الفوري لوضع حد للسياسات التوسعية الإسرائيلية، وحماية الأمن القومي العربي والفلسطيني، وضمان احترام القانون الدولي. ويشير الخبراء إلى أن استمرار الصمت الدولي يعزز من قدرة إسرائيل على مواصلة سياساتها العدوانية، مما يزيد من معاناة المدنيين في غزة والدول العربية المجاورة.
ومن المتوقع أن تواصل فلسطين والدول العربية دعم حقوق الفلسطينيين عبر المنابر الدولية، بما في ذلك مجلس الأمن والأمم المتحدة، ورفع الوعي العالمي بخطورة التصريحات الإسرائيلية، وتأثيرها على الاستقرار الإقليمي.
إن تصريحات نتنياهو الأخيرة حول "إسرائيل الكبرى" تشكل تصعيدًا خطيرًا في الصراع العربي الإسرائيلي، وتستدعي موقفًا حازمًا من المجتمع الدولي والدول العربية. وأكدت الرئاسة الفلسطينية وجامعة الدول العربية رفضهما لهذه التصريحات، معتبرتين أنها تهدد الأمن القومي العربي وتتنافى مع القانون الدولي.
وفي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة والسياسة التوسعية لإسرائيل، يبرز الدور الحيوي للمجتمع الدولي والجامعة العربية في الضغط على إسرائيل لوقف الانتهاكات، وضمان احترام حقوق الفلسطينيين، والعمل على إيجاد حلول سلمية تحافظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.
تظل القضية الفلسطينية على رأس أولويات الأمن القومي العربي، وتحتاج إلى تضامن شعبي ورسمي واسع لمواجهة التحديات المستمرة، مع التركيز على حماية المدنيين وفضح الانتهاكات الإسرائيلية على المستوى الدولي، في سبيل تحقيق سلام عادل ومستدام في الشرق الأوسط.




