-
℃ 11 تركيا
-
14 أغسطس 2025
محلل سياسي عراقي يوضح لـ” 180 تحقيقات" مشروع إسرائيل الكبرى وأثره على الأمن القومي العربي (حوار)
استراتيجيات مواجهة المشروع
محلل سياسي عراقي يوضح لـ” 180 تحقيقات" مشروع إسرائيل الكبرى وأثره على الأمن القومي العربي (حوار)
-
14 أغسطس 2025, 3:37:39 م
-
416
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
نتنياهو
خاص موقع 180 تحقيقات
إسرائيل الكبرى: مشروع توسعي أم دعاية سياسية؟
الأستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي، أستاذ الإعلام والدعاية الدولية، في حوار خاص لموقع "180 تحقيقات"، يوضح أبعاد مفهوم إسرائيل الكبرى، وهل هو مشروع قائم أم مجرد دعاية سياسية.
ما المقصود بـ«إسرائيل الكبرى»؟
مصطلح إسرائيل الكبرى أو أرض إسرائيل الكاملة يُستخدم بمعنيين: حدود تشمل الأراضي المحتلة عام 1967، مثل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، قطاع غزة، والجولان و معنى توراتي رمزي متطرف يمتد "من النيل إلى الفرات".
رغم تداول هذا المفهوم في الخطابات القومية والدينية، لا توجد سياسة رسمية للدولة الإسرائيلية تعتمد حدود النيل–الفرات، بينما يتركز التطبيق العملي اليوم في توسيع السيطرة على الضفة الغربية ورفض قيام دولة فلسطينية مستقلة.
الجذور التاريخية والفكرية
مفهوم أرض إسرائيل جذوره دينية وتاريخية في النصوص اليهودية (أسفار التكوين والخروج والعدد). تحوّل لاحقًا في الصهيونية الحديثة إلى مشروع قومي لإقامة دولة يهودية.
بعد تأسيس الحركة الصهيونية، ظهرت تيارات توسعية، خصوصًا لدى الصهيونية التنقيحية بقيادة جابوتنسكي.
بعد 1967، ظهرت حركة أرض إسرائيل الكاملة التي دعت لضم الضفة الغربية والجولان وأحيانًا سيناء وغزة.
هل توجد خرائط رسمية لـ«إسرائيل الكبرى»؟
لا توجد وثائق حكومية رسمية ترسم حدود "من النيل إلى الفرات" و خريطة العشرة أغورات على العملة شائعة الاستخدام لكنها مجرد نقش قديم، وفق بنك إسرائيل و الخرائط الأخرى غالبًا صادرة عن أحزاب يمينية أو مواد دعائية، وليس سياسة دولة ملزمة.
الاستيطان: أداة تنفيذ المشروع
يُعد الاستيطان الأداة الأساسية لترجمة التوسع إلى واقع ملموس تفتيت الجغرافيا وخلق وقائع ديموغرافية وقانونية و فرض تكامل اقتصادي وأمني يجعل أي انسحاب مكلفًا.
وقد أكد مجلس الأمن في قرار 2334 (2016) أن المستوطنات غير شرعية وتشكل عقبة أمام حل الدولتين، إلا أن وتيرة التوسع تستمر، مما يعمّق واقع الضم بحكم الواقع.
تأثير النزاعات والحروب الإقليمية
النزاعات تتيح فرصًا لتوسيع مناطق السيطرة، فرض ترتيبات أمنية، أو ترسيم خطوط تماس جديدة، كما حدث بعد 1967 وفي أزمات سوريا ولبنان. هذه الأوضاع تقلل من قدرة المجتمع العربي والدولي على مواجهة التوسع التدريجي.
الموقف العربي والدولي
المبادرة العربية للسلام (قمة بيروت 2002) تؤكد إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 مقابل اعتراف وعلاقات كاملة مع إسرائيل.
منظمة التعاون الإسلامي تدعو لحل الدولتين ورفض الاستيطان.
أوروبا ودول أخرى اعتمدت آليات مثل وسم منتجات المستوطنات وتمييز التعامل بين إسرائيل والأراضي المحتلة.
هل التطبيع يخدم إسرائيل الكبرى؟
اتفاقات التطبيع مثل اتفاقات إبراهام 2020 تخفف الكلفة الإقليمية على إسرائيل، ما يُفسر داخليًا كضوء أخضر لمزيد من التوسع الاستيطاني. بالمقابل، يدّعي المؤيدون أن التطبيع يمنح العرب نفوذًا على سلوك إسرائيل، لكن غياب شروط صارمة حول الاستيطان يجعل الأثر الإجمالي أقرب لخدمة التوسع.
مخاطر المشروع على الأمن القومي العربي
تفكيك مبدأ الحدود النهائية و تأبيد بؤر صراع على حدود الأردن ولبنان وسوريا ومصر و استنزاف اقتصادي وأمني طويل الأمد و تهميش منظومات الأمن الجماعي العربي لصالح تفاهمات ثنائية غير متوازنة.
سباق تسلح وتحويل الجغرافيا المتنازع عليها إلى منصات صراع أوسع.
دور الإعلام والمجتمع المدني
توثيق تمدد المستوطنات وآثاره و استخدام لغة القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة (مثل القرار 2334) و تقديم سرديات إنسانية وبيانية قابلة للتحقق، بما في ذلك خرائط تفاعلية وقواعد بيانات و التنسيق مع شبكات حقوقية دولية لملاحقة الانتهاكات عبر الآليات القضائية.
استراتيجيات مواجهة المشروع
التكلفة والعزلة القانونية: تفعيل مسارات القانون الدولي والملاحقة القضائية و التمييز الاقتصادي: وسم منتجات المستوطنات، والتمييز بين إسرائيل وحدود 1967 في التجارة والعقود و الرافعة الدبلوماسية المشروطة: ربط أي تعاون مع إسرائيل بشروط واضحة تتعلق بالاستيطان والإخلاءات و التحصين الفلسطيني الداخلي: دعم توحيد المؤسسات والحوكمة وبناء اقتصاد صامد و هندسة الرأي العام العالمي: استثمار الإعلام الرقمي وبيانات المفتوحة لفضح الاستيطان وربطه بتأثيرات ملموسة.
إسرائيل الكبرى ليست سياسة رسمية بحدود توراتية، لكنها تتجسد عمليًا في الاستيطان والضم الزاحف، ما يجعل إقامة دولة فلسطينية مستحيلة. مواجهة هذا المشروع تتطلب أدوات قانونية، اقتصادية، دبلوماسية محكمة، وربط أي انفتاح إقليمي على إسرائيل بمؤشرات التزام دقيقة قابلة للمحاسبة.







