-
℃ 11 تركيا
-
29 سبتمبر 2025
الدليمي يوضح لـ"180 تحقيقات" تأثير الاعترافات الدولية بفلسطين على التوازن الدبلوماسي في الشرق الأوسط
البعد السياسي والدبلوماسي
الدليمي يوضح لـ"180 تحقيقات" تأثير الاعترافات الدولية بفلسطين على التوازن الدبلوماسي في الشرق الأوسط
-
28 سبتمبر 2025, 2:15:56 م
-
424
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي
خاص موقع 180 تحقيقات
أكد الأستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي، عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة بغداد، في حديث خاص مع موقع 180 تحقيقات على أهمية الاعترافات الدولية بفلسطين، مشيرًا إلى أن هذه الاعترافات تحمل أبعادًا سياسية ودبلوماسية وقانونية تؤثر على المشهد الإقليمي والدولي، مع الإشارة إلى أبرز التحديات التي تواجه ترجمة هذه الاعترافات إلى واقع عملي.
البعد السياسي والدبلوماسي
الاعترافات المتزايدة بفلسطين، سواء على مستوى الدول أو المؤسسات الدولية، تمثل تحولًا نوعيًا في ميزان القوى الدبلوماسي. فهي تعكس تغيرًا تدريجيًا في المزاج السياسي العالمي نحو دعم الحقوق الفلسطينية بعد عقود من الاحتلال والتجاهل. كما تضيف هذه الاعترافات شرعية دولية متراكمة للحقوق الفلسطينية في مواجهة السرديات الإسرائيلية، وتمنح غطاءً سياسيًا ودبلوماسيًا أوسع للتحركات الفلسطينية داخل المنظمات الأممية مثل الجمعية العامة للأمم المتحدة أو مجلس حقوق الإنسان.
ورغم أهميتها، فإن هذه الاعترافات تثير أيضًا حساسيات دبلوماسية كبيرة، خاصة مع الدول الغربية التي تحاول الموازنة بين مصالحها مع إسرائيل وضغوط الرأي العام الداخلي، ما يجعل مسار الاستفادة من هذه الاعترافات معقدًا ويتطلب إدارة دقيقة للعلاقات الدولية.
البعد القانوني
من الناحية القانونية، يعني الاعتراف بفلسطين كدولة تعزيز مكانتها القانونية كطرف في الاتفاقيات الدولية، مثل اتفاقيات جنيف والمحكمة الجنائية الدولية. وهذا يفتح الباب أمام ملاحقة الجرائم والانتهاكات في الأراضي الفلسطينية المحتلة أمام المحاكم الدولية، كما يرسخ المرجعية القانونية لحدود الدولة الفلسطينية على خطوط 1967، ما يحد من أي محاولات لفرض واقع جديد بالقوة.
ومع ذلك، تواجه هذه الاعترافات عوائق قانونية بسبب الضغوط الأمريكية والإسرائيلية، التي تسعى لمنع أو تعطيل مذكرات التوقيف والتحقيقات في الجرائم، مما يقلل من القدرة على تحويل الشرعية القانونية المكتسبة إلى إجراءات عملية ملموسة على الأرض.
الأثر الإقليمي والدولي
إقليميًا، تولد هذه الاعترافات زخمًا سياسيًا قد يعزز موقف الدول العربية والإسلامية الداعمة لفلسطين، ويزيد الضغط على الأنظمة التي تبنت التطبيع مع إسرائيل. دوليًا، تشكل هذه الاعترافات إحراجًا متزايدًا لإسرائيل في المحافل الدبلوماسية، خصوصًا في ظل التقارير المستمرة عن الانتهاكات في غزة والضفة الغربية.
كما أنها تفتح الباب أمام اصطفافات جديدة في النظام الدولي، مع تنامي دعم دول الجنوب العالمي لفلسطين، مقابل موقف متحفظ للغرب التقليدي، ما يعكس تحولًا تدريجيًا في موازين القوى الدولية لصالح القضية الفلسطينية.
أبرز التحديات
أشار الدكتور الدليمي إلى أن أهم التحديات تتمثل في غياب الإرادة السياسية الفعلية لدى القوى الكبرى لترجمة هذه الاعترافات إلى إجراءات عملية. كما أن الانقسام الفلسطيني الداخلي يُستغل للتشكيك في قدرة الفلسطينيين على إدارة الدولة، فيما تستمر الضغوط الأمريكية والإسرائيلية لتعطيل القرارات في مجلس الأمن أو الهيئات القضائية الدولية. ضعف آليات التنفيذ في النظام الدولي يجعل الاعترافات أحيانًا رمزية أكثر من كونها مؤثرة فعليًا على الأرض.
رغم هذه التحديات، يظل الاعتراف الدولي بفلسطين مكسبًا سياسيًا ودبلوماسيًا وقانونيًا مهمًا، ويعكس تحولًا إيجابيًا في الموقف العالمي تجاه الحقوق الفلسطينية. ومع ذلك، تحتاج هذه الاعترافات إلى توحيد الموقف الفلسطيني الداخلي، وتفعيل الدعم العربي والدولي، وتحويلها إلى أدوات ضغط وإجراءات ملموسة على الأرض. يُعد هذا المسار خطوة ضمن عملية طويلة تتطلب صبرًا واستراتيجية واضحة، خصوصًا في ظل التحديات الإقليمية والتحولات الجيوسياسية الراهنة.
الاعتراف الدولي بفلسطين يبقى عنصرًا مهمًا في تعزيز الشرعية الدولية للقضية، ولكنه ليس نهاية الطريق، بل بداية لتحرك سياسي ودبلوماسي وقانوني أكثر فاعلية يخدم حقوق الشعب الفلسطيني ويحول الدعم الدولي إلى واقع ملموس.










