لا تقارير موثوقة بشأن نقل أسلحة نووية لإيران عبر روسيا

في تصريح خاص لموقع "180 تحقيقات"، نفى الأستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي، عميد كلية الإعلام الأسبق في جامعة بغداد، وجود أي أدلة أو تقارير استخباراتية موثوقة تشير إلى قيام كوريا الشمالية أو الصين بنقل رؤوس نووية إلى إيران عن طريق روسيا.

وأوضح الدكتور الدليمي أن العلاقة بين كوريا الشمالية وإيران تقتصر على تعاون عسكري محدود وتقليدي، ولا تشمل نقل أسلحة نووية، وهي مسألة تعتبر أكثر حساسية وخطورة من مجرد تكنولوجيا صاروخية. كما أكد أن لا جهة دولية أو استخباراتية مستقلة أثبتت أو حتى لمّحت إلى حصول مثل هذا النقل.

الصين: سياسة رسمية معلنة بعدم الانتشار

أما بشأن الصين، أشار الدليمي إلى أنها لا تزال تحافظ رسميًا على سياسة عدم الانتشار النووي، وتعلن التزامها الصريح باتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية (NPT)، مشددًا على أنه لا توجد تقارير دولية موثوقة تنفي هذا الالتزام في العلاقة مع إيران.

وساطة بوتين بين إيران وإسرائيل: حسابات استراتيجية معقّدة

وحول مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لعرض وساطة بين طهران وتل أبيب، يرى الدكتور الدليمي أن الخطوة ليست بدوافع سلمية بحتة، بل تنطلق من حسابات سياسية واستراتيجية متعددة الأبعاد، منها:

1. تعزيز النفوذ الدولي لروسيا

بوتين يسعى لاستعادة موقع بلاده كقوة كبرى فاعلة في الشرق الأوسط، مستقلة عن التأثير الأميركي أو الأوروبي.

2. تقديم موسكو كقوة متوازنة

من خلال الوساطة، تهدف روسيا إلى تقديم نفسها كـ"وسيط عاقل"، قادر على لعب دور محوري في معالجة الأزمات المعقدة دوليًا.

3. تحقيق مصالح استراتيجية

أي تهدئة بين إيران وإسرائيل ستنعكس إيجابًا على استقرار سوريا والعراق، حيث تحتفظ روسيا بمصالح عسكرية واقتصادية، بما في ذلك نشر منظومات دفاعية مثل S-400 أو توسيع نفوذها في الساحل السوري.

4. استثمار التوقيت السياسي

مع انشغال الغرب وانقسامه في ملفات الشرق الأوسط، يسعى بوتين إلى استغلال الفرصة لطرح نفسه كـ"صانع سلام"، في وقت تعاني فيه واشنطن من تراجع في التأثير الإقليمي.

اختتم الدكتور الدليمي تصريحه بالتأكيد على أن لا شواهد تدعم فرضية نقل رؤوس نووية لإيران عبر روسيا، وأن خطوة بوتين تهدف لتعزيز مكانة روسيا الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط، عبر تقديمه كـ"وسيط دولي"، في مشهد سياسي معقد ومتداخل.

كلمات دليلية