تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

في حديث خاص لموقع 180 تحقيقات، كشف الكاتب الصحفي العراقي أ.د. عبد الكريم عبد الجليل الوزان عن رؤيته الشاملة للملفات المتشابكة في الشرق الأوسط، مؤكدًا أن الحلول والتوقيتات أصبحت في "سلة واحدة" وأن أي تصريح عن جزء من الخريطة يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالأجزاء الأخرى. هذه الرؤية تشير إلى تغييرات كبيرة في المنطقة قد تعيد ترتيب القوى بشكل جذري.

حسم موضوع غزة: البداية لمفاجأة كبرى

أوضح الوزان أن هناك حسمًا سريعًا لموضوع غزة، وأن مقترحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لم تأت من فراغ، بل جاءت نتيجة حوارات مكثفة مع نتنياهو ومع قطر ومصر ومع الوسطاء ومع حماس. وأشار إلى أن ترامب نفسه صرح مؤخرًا بأنه سيكشف عن "مفاجأة كبيرة في الشرق الأوسط"، موضحًا أن هذه المفاجأة تتعلق بملف غزة الذي يشكل المدخل لمعالجة ملفات أخرى أكثر حساسية.

الكاتب العراقي شدد على أن حسم غزة ليس هدفًا منفصلًا، بل خطوة استراتيجية تؤثر على ملفات لبنان، العراق، وإيران، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة ستعيد ترتيب موازين القوى في المنطقة بما يضمن تحقيق استقرار نسبي للضغط الدولي.

العراق: ميليشيات وإمكانية تغييرات سياسية

تطرق الوزان إلى الوضع في العراق، مؤكدًا أن تصنيف بعض الميليشيات كإرهابية يشكل خطوة أساسية نحو حسم ملف الميليشيات المسلحة. وتوقع أن يؤدي ذلك إلى تغييرات سياسية كبيرة، قد تصل إلى تغيير النظام على غرار ما حدث في سوريا، وهو ما يعكس الضغط الدولي والإقليمي لتحقيق استقرار نسبي وإعادة ترتيب القوى الداخلية.

وأشار إلى أن العراق يعد جزءًا من الاستراتيجية الشاملة للمنطقة، وأن أي تغييرات فيه ستؤثر بشكل مباشر على لبنان وإيران وحزب الله، مما يجعل الملف العراقي حيويًا في الخريطة السياسية الإقليمية.

إيران: تحالف دولي سري وتأثير الضغط الاقتصادي

بحسب الوزان، تشهد إيران حالة من الضغط المتزايد نتيجة تحالف دولي سري ذو ملامح علنية، يضم أمريكا، إسرائيل، بريطانيا، ألمانيا، وفرنسا. يعتمد هذا التحالف على أدوات اقتصادية وشعبية متعددة، أبرزها:

المقاطعة الاقتصادية للضغط على النظام الإيراني.

ارتفاع وانخفاض سعر الدولار مما يزيد من تأزم الأوضاع المالية والاقتصادية.

الثورة الشعبية بعد الحصار الواضح، وهو ما قد يسرّع التغييرات الداخلية.

وأشار إلى أن هذه الضغوط ستساهم في حسم الملفات الإقليمية بطريقة منظمة، لافتًا إلى أن إيران ليست المعركة الوحيدة، بل جزء من شبكة مترابطة تشمل العراق ولبنان وغزة.

لبنان وحزب الله: جزء من المعادلة الإقليمية

أكد الوزان أن ملف حزب الله في لبنان مرتبط ارتباطًا مباشرًا بما يحدث في غزة والعراق، وأن أي تحركات لتقليص نفوذ الحزب ستكون متزامنة مع تغييرات استراتيجية في المنطقة. وأوضح أن هذه التحولات تهدف إلى إعادة توازن القوى بين الفاعلين الإقليميين والدوليين، بما يتيح تنفيذ الخطط دون تعطيل عمليات الحسم في الملفات الأخرى.

اليمن والحوثيون: النتيجة الطبيعية للتحولات

فيما يخص اليمن، وصف الوزان أن الحوثيين هم حصيلة ثانوية للملفات الكبرى، وأن سقوطهم سيكون تدريجيًا بمجرد إجراء التغييرات في لبنان وإيران والعراق. وأوضح أن الحوثيين لم يكونوا محور المرحلة الأولى، لكنهم سيصبحون جزءًا من التأثير الإقليمي الناتج عن إعادة ترتيب القوى، وهو ما يعكس الترابط الكبير بين ملفات الشرق الأوسط.

استراتيجية متكاملة وملفات مترابطة

الرسالة الأساسية للوزان هي أن الملفات الإقليمية في الشرق الأوسط مترابطة، وأن أي تغيير في جزء من الخريطة سيؤثر بشكل مباشر على الأجزاء الأخرى. هذه الاستراتيجية تشير إلى أن المنطقة على أعتاب تغييرات كبيرة تشمل غزة، لبنان، العراق، إيران، واليمن، وأن التحركات الأمريكية والدولية متزامنة لتحقيق هذه الأهداف.

وأضاف أن موضوع حسم غزة ليس مجرد قضية محلية، بل هو الطريق إلى إيران والعراق ولبنان، وأن العالم سيشهد تغييرًا كبيرًا يشمل هذه الدول، وهو ما يجعل تصريحات ترامب حول المفاجأة الكبرى أكثر وضوحًا في سياقها السياسي.