تحليل الخلافات الأمريكية-الإسرائيلية

تحضيرات نتنياهو ولقاء ترامب: قراءة في التطورات الأخيرة حول غزة

profile
  • clock 28 سبتمبر 2025, 2:39:01 م
  • eye 426
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
نتنياهو ولقاء ترامب

محمد خميس

في سلسلة تقارير عاجلة نشرتها قناة الجزيرة، كشفت هيئة البث الإسرائيلية عن تغييرات وتحضيرات غير مسبوقة في جدول أعمال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، استعدادًا للقاء الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب غدًا، وسط توتر بشأن خطة إنهاء الحرب في غزة وإطلاق سراح الرهائن.

تغييرات عاجلة في جدول أعمال نتنياهو

ذكرت قناة الجزيرة نقلاً عن هيئة البث الإسرائيلية أن نتنياهو غير جدول أعماله اليوم، وعقد اجتماعات مكثفة مع فريقه المصغر، في خطوة تشير إلى أهمية اللقاء المرتقب مع ترمب.

وحسب المصادر الإسرائيلية، تأتي هذه التحركات في سياق خلافات كبيرة مع إدارة ترمب حول كيفية التعامل مع الأزمة الإنسانية والعسكرية في غزة، فضلاً عن مسألة الرهائن المحتجزين، وهو ملف حساس يثير ضغوطًا دولية وإقليمية على الحكومة الإسرائيلية.

الخلافات بين نتنياهو وإدارة ترمب

أشارت قناة الجزيرة إلى أن هناك خلافات جوهرية بين نتنياهو وإدارة ترمب بشأن خطة إنهاء الحرب في غزة. هذه الخلافات تشمل:

الأسلوب المتبع لإنهاء العمليات العسكرية: حيث يطالب الجانب الأمريكي بضمانات لوقف إطلاق النار بشكل فوري، بينما يصر نتنياهو على تحقيق أهداف محددة قبل أي تهدئة.

ملف الرهائن: يركز ترمب على إطلاق سراح الرهائن، بينما يرى نتنياهو أن هذه الخطوة تحتاج لتنسيق أمني شامل لضمان عدم استغلالها سياسياً أو عسكريًا.

توقيت التنفيذ: الخلاف يشمل الجدول الزمني لتنفيذ أي اتفاق، إذ يفضل الجانب الأمريكي سرعة الحل، بينما يحاول نتنياهو مراعاة الأبعاد الداخلية والسياسية في إسرائيل.

ويؤكد مراقبون أن هذه الخلافات تمثل أبرز التحديات أمام اللقاء المرتقب بين الزعيمين، وأن أي تفاهم قد يتطلب تنازلات متبادلة.

الاستعدادات للقاء ترمب: تغييرات على الأرض

وفقًا لمصدر قريب من نتنياهو، نقلته قناة الجزيرة، هناك ضرورة إجراء تغييرات عاجلة في إسرائيل استعدادًا للقاء ترمب. تشمل هذه التغييرات:

تعزيز التنسيق الأمني داخل إسرائيل لضمان استقرار المناطق المتضررة من الحرب.

مراجعة الخطط العسكرية لضمان عدم التصعيد خلال المحادثات الدولية.

إعادة ترتيب الملفات السياسية، بما يشمل ملف الرهائن وملف غزة، لتقديم رؤية واضحة للجانب الأمريكي.

وتشير المصادر إلى أن التحركات الداخلية لنتنياهو تمثل محاولة للظهور بموقف قوي أمام ترمب، مع الإشارة إلى أن أي اتفاق سيكون له تداعيات كبيرة على المشهد الإقليمي.

انعكاسات محتملة على غزة

تأتي هذه التحضيرات وسط تدهور الوضع الإنساني في غزة، مع استمرار عمليات القصف والاشتباكات. ومن المرجح أن يؤثر اللقاء بين نتنياهو وترمب على:

إمكانية وقف إطلاق النار: الاتفاق قد يؤدي إلى تهدئة مؤقتة، مع شروط أمنية إسرائيلية واضحة.

ملف الرهائن: قد يشكل اللقاء فرصة لإطلاق سراح بعض الرهائن، مما يعزز موقف ترمب كوسيط دولي.

التوازن الإقليمي: أي اتفاق بشأن غزة سيؤثر على لبنان، إيران، وحزب الله، حيث تعتبر هذه الملفات مترابطة وفق التحليلات الإقليمية.

ويشير محللون إلى أن نتنياهو يواجه ضغطًا مزدوجًا داخليًا وأمميًا لإنهاء الأزمة بشكل سريع دون الإضرار بالخيارات الاستراتيجية لإسرائيل.

تحليل الخلافات الأمريكية-الإسرائيلية

الاختلافات بين إدارة ترمب وحكومة نتنياهو ليست مفاجئة، فهي تعكس:

المصالح الأمنية المتباينة: إسرائيل تحرص على حماية مواطنيها ومكاسبها العسكرية، بينما يركز الجانب الأمريكي على الاستقرار السياسي والإنساني في غزة.

الضغط الدولي: تزداد الضغوط الأمريكية والأوروبية لوقف المعارك، وخصوصًا مع تصاعد التحركات الإعلامية والإنسانية.

الدبلوماسية الشخصية: العلاقة بين ترمب ونتنياهو تلعب دورًا رئيسيًا، حيث يسعى كل طرف لإظهار موقف قوي أمام الآخر، مع محاولة تحقيق مكاسب متبادلة.

توقعات المرحلة القادمة

مع اقتراب اللقاء، يمكن توقع بعض النتائج المحتملة:

اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار، مع مراجعة الترتيبات الأمنية في غزة.

تحقيق تقدم في ملف الرهائن، قد يشمل إطلاق سراح بعض الأسرى مقابل ضمانات أمنية.

تعديلات سياسية داخل إسرائيل لتعزيز موقف نتنياهو قبل أي اتفاق دولي.

انعكاسات إقليمية على لبنان وإيران، حيث يُنظر إلى أي حل لغزة على أنه مؤثر على حزب الله والميليشيات في العراق واليمن.

وهكذا، يشير الخبراء إلى أن اللقاء يمثل نقطة محورية في الأزمة الإسرائيلية-الفلسطينية، ويؤكد أهمية التنسيق الدولي بين واشنطن وتل أبيب.

التعليقات (0)