تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

في موقف سياسي لافت يعكس انقسامًا داخل أروقة الكيان الصهيوني، دعا رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، اليوم الثلاثاء، وزير الدفاع يسرائيل كاتس إلى وقف فوري للاعتداءات التي ينفذها جيش الاحتلال على محافظة السويداء السورية، محذرًا من تداعيات التصعيد على أمن المنطقة والعلاقات مع الطائفة الدرزية داخل الأراضي المحتلة.

السويداء تحت النار: خلفية التصعيد
تشهد محافظة السويداء منذ أيام توترًا متصاعدًا، بعد دخول القوات السورية إلى المدينة لفض اشتباكات بين مجموعات محلية درزية وعشائر بدوية. وفي أعقاب ذلك، نفذ جيش الاحتلال ضربات جوية استهدفت آليات عسكرية سورية، بزعم حماية أبناء الطائفة الدرزية، ما أثار موجة من الانتقادات داخل الكيان الصهيوني وخارجه.

ليبرمان: لا يمكن تبرير العدوان
في تصريح مقتضب نقلته وسائل إعلام عبرية، قال ليبرمان: "أدعو وزير الدفاع إلى وقف الاعتداءات فورًا. حماية الدروز لا تعني شن ضربات جوية على الأراضي السورية، بل تتطلب تنسيقًا دبلوماسيًا وإنسانيًا". وأضاف أن استمرار العدوان قد يؤدي إلى نتائج عكسية ويعرض حياة المدنيين للخطر، ويزيد من عزلة الكيان الصهيوني دوليًا.

انقسام داخل القيادة الصهيونية
بينما يصر وزير الدفاع كاتس على أن الضربات الجوية جاءت كـ"رسالة تحذيرية للنظام السوري"، يرى مراقبون أن تصريحات ليبرمان تعكس قلقًا متزايدًا داخل المؤسسة السياسية من تداعيات التصعيد العسكري على الجبهة الشمالية، خاصة في ظل التوترات المتزايدة مع إيران وحزب الله.

دعوات دولية لوقف التصعيد
أعربت جهات دولية عن قلقها من استمرار العدوان الإسرائيلي على جنوب سوريا، داعية إلى ضبط النفس وتغليب الحوار. كما حذرت من أن أي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، وسط مخاوف من توسع رقعة المواجهات.

خاتمة: بين العدوان والانقسام السياسي
في ظل هذا المشهد المعقد، تبقى دعوة ليبرمان بمثابة مؤشر على انقسام داخلي بشأن سياسة الكيان الصهيوني تجاه سوريا والطائفة الدرزية. وبينما يواصل جيش الاحتلال عملياته، تتزايد الدعوات لوقف العدوان والبحث عن حلول دبلوماسية تحفظ أمن المدنيين وتجنب المنطقة مزيدًا من التصعيد.

وقال ليبرمان في ختام بيانه: "لا يمكننا أن نبرر العدوان باسم الحماية. يجب أن نتحلى بالحكمة ونوقف هذه العمليات فورًا".