-
℃ 11 تركيا
-
27 أغسطس 2025
الأمم المتحدة تحذر من مجاعة مدبرة في غزة ونصف مليون شخص مهددون بالجوع
تحذيرات حول تصعيد دموي جديد
الأمم المتحدة تحذر من مجاعة مدبرة في غزة ونصف مليون شخص مهددون بالجوع
-
27 أغسطس 2025, 5:20:49 م
-
414
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
أكدت الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، أن إسرائيل تتعمد تجويع سكان قطاع غزة، في ما وصفته المنظمة بأنه كارثة إنسانية مدبرة وليست نتيجة ظروف طبيعية. جاء ذلك خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي شهدت إدانات واسعة وتحذيرات من تفاقم الوضع الإنساني في القطاع، مع إعلان رسمي بانتشار المجاعة في مناطق واسعة من غزة.
تصريحات الأمم المتحدة حول المجاعة
قالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، جويس مسويا، في كلمتها عبر الفيديو، إن "لا يكاد يوجد أحد في قطاع غزة لا يعاني من الجوع"، موضحة أن أكثر من نصف مليون إنسان يعيشون حالة المجاعة وفق تصنيفات المنظمة الدولية.
وأوضحت مسويا أن هذه الكارثة ليست نتيجة جفاف أو كارثة طبيعية، بل مدبرة، مشيرة إلى أن الوضع الحالي جاء نتيجة 22 شهراً من تقويض تسليم الإمدادات الإنسانية، وهو ما أدى إلى تفاقم أزمة الغذاء وسوء التغذية بين السكان، خصوصًا الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات.
الأطفال والنساء الأكثر تضررًا
وحذرت المسؤولة الأممية من أن نحو 132 ألف طفل مهددون بسوء التغذية الحاد، مضيفة أن أعداد الأطفال المعرضين لخطر الموت تضاعفت ثلاث مرات منذ بداية الأزمة. كما توقعت المنظمة ارتفاع الحالات بين الحوامل والمرضعات، في ظل انقطاع خدمات الإمداد الغذائي والصحي، ما يزيد من مخاطر وفاة الأطفال والنساء نتيجة نقص الغذاء والرعاية الصحية الأساسية.
تمدد المجاعة في المحافظات المختلفة
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت رسميًا، الجمعة الماضية، انتشار المجاعة في محافظة غزة، مع توقع تمددها إلى محافظات أخرى مثل دير البلح وخان يونس خلال الأسابيع المقبلة. وأشارت إلى أن استمرار الحصار العسكري والقيود على إيصال المساعدات الإنسانية سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق، ويزيد من أعداد النازحين والذين يواجهون خطر الموت جوعًا.
منظمة "أنقذوا الأطفال" تدين التجويع المتعمد
بدورها، اعتبرت رئيسة منظمة "أنقذوا الأطفال"، إنغر أشينغ، أن مجاعة غزة مدبرة ومتوقعة ومن صنع الإنسان، مؤكدة أن "التجويع سياسة متعمدة وأسلوب حرب بأبشع صوره". وأشارت إلى أن قوات الاحتلال تستمر في رفض طلبات عشرات المنظمات غير الحكومية لإيصال المساعدات الغذائية والطبية للقطاع، ما يفاقم معاناة السكان ويضع المدنيين أمام خطر مباشر.
تحذيرات حول تصعيد دموي جديد
قال نائب المنسق الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط، رامز الأكبروف، إنه لا أفق لنهاية الحرب رغم جهود الوسطاء، محذرًا من تصعيد دموي جديد في مدينة غزة في حال تنفيذ الاحتلال خطط احتلالها، وهو ما قد يؤدي إلى نزوح مئات الآلاف من السكان. وأضاف أن قوات الاحتلال العسكري تغطي أكثر من 86% من مساحة القطاع، ما يعيق وصول المساعدات الإنسانية ويزيد من معاناة المدنيين.
حجم الخسائر البشرية والمادية
تواصل قوات الاحتلال، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تنفيذ حرب مدمرة في غزة، بدعم مباشر من الولايات المتحدة ودول غربية، ما أسفر حتى اليوم عن استشهاد وإصابة نحو 221 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع. وأدى القصف المستمر إلى دمار واسع في البنية التحتية، المدارس والمستشفيات، ومحطات المياه والكهرباء، ما يزيد من المخاطر الصحية ويجعل غزة أكثر عرضة للأمراض وانتشار المجاعة.
نداءات دولية عاجلة
دعت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية المجتمع الدولي والجهات الفاعلة العربية والدولية إلى التدخل العاجل لوقف سياسة التجويع وتمكين إيصال المساعدات الغذائية والطبية. وشددت على أن أي تأخير أو تجاهل للوضع قد يؤدي إلى كارثة إنسانية كبيرة لا يمكن السيطرة عليها، خصوصًا مع استمرار الحصار والقيود المفروضة على المدنيين.
أهمية الضغط الدولي لوقف الانتهاكات
أكدت الأمم المتحدة على ضرورة ممارسة ضغط دولي فعال على الاحتلال الإسرائيلي لوقف سياسة التجويع المدبرة، والسماح بالوصول الكامل للمنظمات الإنسانية لتقديم المساعدات، بما في ذلك الغذاء والمياه والرعاية الصحية للأطفال والنساء وكبار السن. وأشارت إلى أن أي استمرار في الحصار سيؤدي إلى تفاقم الوضع الصحي والاقتصادي والإنساني في غزة، ويزيد من احتمالية انتشار الأمراض وسوء التغذية بشكل واسع.










