فيضانات السودان تُشرد الآلاف وتُغرق المنازل

profile
  • clock 27 أغسطس 2025, 5:04:30 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
فيضانات السودان

كتبت/ غدير خالد

في مشهد مأساوي يعكس هشاشة البنية التحتية في مواجهة الكوارث الطبيعية، أعلنت شبكة أطباء السودان عن انهيار 154 منزلًا وتشريد أكثر من 1000 شخص نتيجة السيول والأمطار الغزيرة التي اجتاحت مناطق متفرقة من ولاية نهر النيل شمالي البلاد. الكارثة ضربت مدن شندي والدامر وعطبرة، مخلفة دمارًا واسعًا في الممتلكات وأزمة إنسانية متفاقمة.

انهيارات وتشريد جماعي

وفقًا لبيان رسمي صادر عن شبكة أطباء السودان، فإن الفرق الميدانية وثّقت حجم الأضرار التي لحقت بالعقارات، مشيرة إلى أن مئات الأسر باتت بلا مأوى، وتعيش في ظروف صحية ومعيشية صعبة. الشبكة دعت السلطات المحلية والمنظمات الإنسانية إلى التحرك العاجل لتوفير الغذاء والخدمات الصحية والمأوى للمتضررين، محذرة من تفاقم الوضع في ظل استمرار هطول الأمطار.

سبعة قتلى بينهم أطفال ونساء

وبحسب وكالة الأنباء السودانية "سونا"، فقد لقي سبعة أشخاص مصرعهم، بينهم امرأتان وطفل، نتيجة لانهيار منازل في منطقة حجر العسل الشيخاب ومدينة الدامر. هذه الخسائر البشرية تأتي في وقت يعاني فيه السودان من أزمات متراكمة، وسط ضعف الاستجابة الرسمية وتراجع الدعم الدولي.

العدوان البيئي وصمت المجتمع الدولي

في ظل هذه الكارثة، يبرز تساؤل حقيقي حول ما إذا كانت السياسات الدولية تجاه السودان تتسم بالعدالة، خاصة في ظل ما يصفه البعض بـ"العدوان البيئي" الناتج عن تغيّر المناخ العالمي، الذي تتحمل مسؤوليته دول صناعية كبرى، بينما يدفع المواطن السوداني الثمن. وفي الوقت الذي تُغرق فيه السيول مناطق نهر النيل، لا تزال بعض القوى الدولية منشغلة بدعم الكيان الصهيوني في عدوانه على شعوب المنطقة، متجاهلة الأزمات الإنسانية المتفاقمة في دول مثل السودان.

دعوات للتضامن والتحرك العاجل

شبكة أطباء السودان أكدت في بيانها:

"نتضامن بشكل كامل مع أهلنا في ولاية نهر النيل، وندعو إلى تحرك عاجل من الجهات الرسمية والمنظمات الإنسانية لتوفير الاحتياجات الأساسية للمتضررين، فالوضع لا يحتمل التأجيل."

 

كارثة السيول في ولاية نهر النيل ليست مجرد حدث طبيعي عابر، بل هي جرس إنذار جديد حول هشاشة البنية التحتية، وضرورة بناء منظومة استجابة وطنية فعالة، مدعومة بتضامن دولي حقيقي. وبينما تتواصل جهود الإغاثة، يبقى الأمل معقودًا على تحرك عاجل يضع حياة الإنسان فوق الحسابات السياسية الضيقة.

التعليقات (0)