-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
"واللا": حكومة 7 أكتوبر تخون أمن إسرائيل.. والمعارضة متواطئة
"واللا": حكومة 7 أكتوبر تخون أمن إسرائيل.. والمعارضة متواطئة
-
10 يوليو 2025, 10:00:40 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
نشر موقع واللا العبري مقالًا تحليليًا غاضبًا بقلم شمعون شاباس (10 يوليو 2025) بعنوان: "حكومة 7 أكتوبر تفرط بالأمن – وغانتس دائمًا هناك ليقدم لها سلّم إنقاذ". في هذا المقال، يهاجم الكاتب بشراسة الحكومة الحالية برئاسة نتنياهو، ويتهمها بأنها تضع حساباتها السياسية فوق أي اعتبارات أمنية، محملًا إياها المسؤولية عن استمرار القتال وسقوط الجنود، وعن استمرار احتجاز الأسرى الإسرائيليين في غزة، وسط خلافات داخلية عميقة في القيادة السياسية والعسكرية.
يعكس المقال الذي نشره موقع واللا بوضوح حجم الانقسام الإسرائيلي الداخلي، وصراع المصالح بين السياسيين على حساب الجيش، والأسرى، والجبهة الداخلية. ويفضح علنًا فشلًا إستراتيجيًا صارخًا، وخلافات عميقة بين القيادة العسكرية والسياسية. كما يقدّم شهادة من داخل المؤسسة الإسرائيلية على عمق الأزمة التي يعيشها الاحتلال في إدارته للعدوان على غزة، وانكشاف ضعفه الأخلاقي والعملياتي في آن واحد.
اتهامات بالخيانة
يبدأ شاباس، وهو رجل أعمال ومستشار سياسي، وشغل منصب المدير العام لمكتب رئيس الوزراء خلال ولاية رئيس الوزراء إسحاق رابين الثانية، مقاله باتهام مباشر وصريح: الحكومة الحالية تضحّي بأمن الجنود وبحياة الأسرى وبمصلحة الجمهور الإسرائيلي من أجل البقاء السياسي. يقول إن كل يوم إضافي في عمر هذه الحكومة هو تهديد مباشر على حياة الجنود والأسرى ومستقبل الدولة نفسها. ويشير إلى أن حكومة "7 أكتوبر" (وهو اسم ساخر يستخدمه المعارضون لوصف الحكومة بعد هجوم 7 أكتوبر 2023) تمثل نموذجًا للفشل السياسي الذي يبرر الكارثة العسكرية، في ظل تواطؤ أطراف في المعارضة على رأسهم بيني غانتس.
نتنياهو وأولويات البقاء
يُذكّر المقال أن نتنياهو نفسه اعترف صراحة في تسجيل تم تسريبه، حين تحدث مع أحد زعماء اليهود الحريديم (الحاخام هيرش)، بأنه أقال وزير الحرب السابق يوآف غالانت ورئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي ليس بسبب مسؤوليتهم عن الفشل في 7 أكتوبر، وإنما فقط بسبب معارضتهم لقانون الإعفاء من التجنيد (الذي يسمح للحريديم بالتهرب من الخدمة العسكرية).
هذا الاعتراف العلني يعكس – كما يقول شاباس – أن الاعتبارات السياسية والائتلافية تتقدم على أي مصلحة أمنية أو وطنية.
صدام مع الجيش
يكشف المقال أيضًا أن جيش الاحتلال نفسه يعاني من أزمة حادة في القوى البشرية، ويحتاج فورًا إلى 12 ألف جندي إضافي، لكن بدلاً من معالجة هذا العجز، تدفع الحكومة مشروع قانون الإعفاء لإرضاء الأحزاب الدينية المتشددة. ويذكّر الكاتب بتصريح متحدث باسم حزب الليكود الذي تعهّد بأن الحزب لن يسمح أبدًا بتطبيق إجراءات تجنيد صارمة.
هنا يتساءل شاباس بتهكم: هل هذه هي الحكومة التي تدّعي أنها تدير حربًا وجودية؟ أي توازن يمكن أن يكون بين الاحتياجات العسكرية الطارئة وبين الاعتبارات السياسية الضيقة؟
خلافات في الكابينت
يعرض المقال صورة واضحة للخلافات الداخلية في القيادة الإسرائيلية. ينقل شاباس عن رئيس الأركان الحالي، إيال زامير، قوله في جلسة الكابينت إن العملية العسكرية في غزة "استنفدت نفسها"، في إشارة إلى عبثية الإبقاء على القوات في القطاع.
كذلك، يشير إلى تحذير وزير الحرب نفسه من أن هناك تعارضًا جوهريًا بين هدفي الحرب: القضاء على حكم حماس من جهة، وإعادة الأسرى من جهة أخرى، معتبرًا أن السيطرة الكاملة على غزة ستعرّض حياة الأسرى للخطر.
انتقادات لإدارة الحرب
ينقل شاباس عن مصادر في هيئة الأركان أن الأغلبية الساحقة من القادة العسكريين تعتقد أن السبيل العملي الوحيد لإنهاء حكم حماس يبدأ أولًا بإطلاق سراح جميع الأسرى دفعة واحدة، حتى ولو تطلب الأمر وقف إطلاق نار وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، ومن ثم الانتقام من قادة حماس لاحقًا.
ويرد على الحجة القائلة بأن وقف إطلاق النار سيشل حرية العمل العسكري بالقول إن هذه ذريعة واهية، مشيرًا إلى لبنان مثالًا، حيث يستمر الجيش الإسرائيلي في تنفيذ اغتيالات وعمليات بعد اتفاقات وقف إطلاق النار، بموافقة ورعاية دولية.
واقع دموي على الأرض
ينقل شاباس صورة قاتمة عن واقع الجيش في غزة. يقول إن القوات "تتخبط" في القطاع من دون مناورات حقيقية، ما يجعل الجنود أهدافًا سهلة في مرمى نيران المقاومة. ينتقد غياب المبادرة والتحرك المستمر، ويحذر من أن العدو بات يعرف أنماط التحرك الإسرائيلي، أوقات تبديل الحراسات، خطوط الإمداد ومواقع المراقبة، ما يؤدي إلى نتائج دموية كارثية.
يكشف الكاتب فضيحة أخرى تتعلق بتسليح الجنود. يشير إلى أن جنود الجيش الإسرائيلي يُرسلون إلى مهام خطيرة في مركبات قديمة غير مصفحة بشكل كافٍ. ويقارن بين ضعف الميزانية المخصصة لتحديث الآليات وبين حجم المخصصات الضخمة التي تُدفع لترضية شركاء الائتلاف.
يذكر رقمًا صادمًا: 5.4 مليار شيكل مخصصة للاتفاقات الائتلافية. ويقول إنه لو اقتطعوا 10% فقط من هذا المبلغ لشراء مركبات مصفحة حديثة (من طراز "نمر")، لكان بالإمكان حل مشكلة الناقلات المصفحة في الجيش لعشر سنوات قادمة.
هجوم على المعارضة وغانتس
لكن شاباس لا يوجه سهامه للحكومة وحدها، بل يهاجم بشدة المعارضة، وخصوصًا بيني غانتس، زعيم حزب "المعسكر الرسمي".
يصف غانتس بأنه "سلم الإنقاذ" الذي يقدمه لنتنياهو في كل أزمة. يقول إنه بدلًا من معارضة صارخة وصادقة، نرى معارضة "مترنحة" تحاول الظهور بمظهر "مسؤول" و"دولتي"، لكنها عمليًا تشارك في الجريمة.
يحذر من أن غانتس مستعد للانضمام من جديد لحكومة نتنياهو مقابل حقيبة الدفاع، وأنه "حصان طروادة" في صفوف المعارضة، داعيًا قادة كتلة التغيير إلى التوقف عن المجاملات وإنقاذ حياة الجنود والمدنيين عبر إسقاط الحكومة فورًا.
يختم شمعون شاباس مقاله بنداء صريح لقادة المعارضة: هذا ليس وقت المجاملات. هذه لحظة الحقيقة لإنقاذ حياة الناس ومنع المزيد من القتلى والجرحى. الحل الوحيد هو إسقاط حكومة "7 أكتوبر" بأسرع وقت ممكن، وتغيير سلم الأولويات المختل الذي قاد إسرائيل إلى الكارثة.






