مبنى مفخخ وكمين مفاجئ: تفاصيل عملية المقاومة اليوم الخميس في خان يونس

profile
  • clock 10 يوليو 2025, 9:11:35 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

شهدت مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة مساء الخميس تصعيدًا داميا وصفه الإعلام العبري بأنه "حدث أمني صعب" وغير مسبوق في حدّته. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن قوة تابعة للجيش الإسرائيلي تعرضت لانهيار مبنى مفخخ فوقها أثناء عملية ميدانية، ما أدى إلى مقتل جندي واحد على الأقل وإصابة عدد آخر بجروح متفاوتة، بينهم مسعفة أصيبت بجراح خطيرة.

وذكر موقع "حدشوت للو تسنزورا" العبري أن المبنى المفخخ انهار على قوة مؤللة للجيش الإسرائيلي في أحد محاور القتال داخل قطاع غزة، مشيرًا إلى أن عمليات الإخلاء جارية وسط حالة استنفار كبيرة. وأكدت مصادر إسرائيلية أن طائرات سلاح الجو نفذت عملية إخلاء طبي مع غطاء ناري كثيف، في حين أكدت "ريشت حدوشوت" أن أربع طائرات تابعة لوحدة الإخلاء الطبي 669 تعمل في الميدان لنقل المصابين إلى المستشفيات داخل الأراضي المحتلة.

تبادل كثيف للنار

ترافق هذا الانهيار الدموي مع تبادل عنيف لإطلاق النار بين قوات الاحتلال والفصائل الفلسطينية في محيط خان يونس، حيث وصفت وسائل إعلام عبرية الاشتباكات بأنها "ضخمة" في سابقة نادرة على مستوى التوصيف العسكري والإعلامي. وأشارت التقارير إلى استمرار الاشتباكات حتى ساعة متأخرة من الليل في أكثر من محور داخل المدينة، وسط تحذيرات إسرائيلية من اتساع رقعة القتال وارتفاع حصيلة الخسائر في صفوف الجيش.

ونقلت وسائل إعلام عبرية مثل "فيكا نيوز" و"حدشوت بزمان" وصفًا للحدث بأنه "صعب جدًا" و"غير مسبوق"، ونشر بعضها رموزًا تعبيرية باكية في تغطيات عاجلة تعكس صدمة الجمهور الإسرائيلي، فيما تداولت منصات المستوطنين دعوات علنية للصلاة من أجل سلامة الجنود، في مؤشر على عمق القلق والارتباك في الأوساط العسكرية والمدنية داخل إسرائيل.

كمين محكم للقسام

جاء هذا التطور الميداني بعد أقل من ساعة واحدة من نشر "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، مشاهد مصورة أظهرت تنفيذ مقاتليها عملية إغارة جريئة على تجمع لجنود وآليات إسرائيلية شرق خان يونس في منطقة عبسان الكبيرة. وأظهرت اللقطات استهداف آليتين وجرافتين عسكريتين ومحاولة أسر جندي إسرائيلي، في عملية وصفتها المقاومة بأنها جزء من معركة استنزاف طويلة الأمد ضد قوات الاحتلال المتوغلة.

وأشارت مصادر في المقاومة إلى أن الكمين الذي أوقع القتلى والجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي كان جزءًا من خطة دفاعية محكمة تهدف إلى استدراج الجنود إلى مبنى مفخخ، قبل تفجيره بشكل مباغت وإغلاق محاور التقدم عليهم بنيران كثيفة. واعتبرت أوساط فلسطينية أن هذا النجاح الميداني يشكل صفعة قوية للجيش الذي يواصل عملياته منذ شهور في القطاع، ولا سيما في خان يونس التي تحولت إلى ساحة مواجهة مفتوحة.

ذعر إسرائيلي واسع

في السياق نفسه، حذرت مصادر إعلامية إسرائيلية من أن الحدث الأمني في خان يونس قد يمثل نقطة تحوّل خطيرة في سير المعارك داخل قطاع غزة. فقد نقلت قناة "حدشوت للو تسنزورا" أن الجيش يواجه "حدثًا معقدًا ومستمرًا" ما يزال قيد التعامل حتى ساعات المساء، وسط أنباء متواترة عن محاولات إضافية لإخلاء مصابين تحت النيران.

كما أقرّ موقع "أخبار إسرائيل" بوقوع اشتباكات عنيفة في خان يونس، فيما كشفت وسائل إعلام للمستوطنين مثل "مفزاك ريعيم" عن حالة هلع ودعوات علنية للصلاة من أجل الجنود المصابين. وعلّق أحد المحللين العسكريين في الصحافة العبرية بالقول إن استخدام وصف "اشتباكات ضخمة" في البيانات الرسمية لأول مرة يعكس حجم الأزمة وخطورة الوضع الميداني للجيش الإسرائيلي في القطاع.

استمرار المعارك

حتى ساعة كتابة هذا التقرير، كانت الاشتباكات ما تزال مشتعلة في أكثر من محور داخل خان يونس، فيما أغلقت قوات الاحتلال المناطق المحيطة بموقع الكمين وعززت وجودها العسكري بكثافة لمنع أي محاولة جديدة من المقاومة لاستهداف الجنود والآليات.

وتشير كل الدلائل إلى أن هذه المواجهات قد تؤدي إلى تصعيد أكبر في الأيام المقبلة، خاصة في ظل إصرار فصائل المقاومة على مواصلة عملياتها ضد قوات الاحتلال في القطاع، وعلى رأسها كتائب القسام التي وعدت بمزيد من المفاجآت في ساحة المعركة، في مواجهة جيش يعاني من صعوبات ميدانية وتكتيكية واضحة في غزة.

التعليقات (0)