-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
نقلة نوعية: المقاومة الفلسطينية تعيد تعريف الاشتباك وتدير استنزافًا منهجيًا ضد الاحتلال
نقلة نوعية: المقاومة الفلسطينية تعيد تعريف الاشتباك وتدير استنزافًا منهجيًا ضد الاحتلال
-
8 يوليو 2025, 10:49:20 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
تشهد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تطورًا تكتيكيًا لافتًا في أدائها الميداني. فالعمليات الأخيرة لا تُعبّر عن مجرد مواجهات عشوائية، بل تعكس مستوى عاليًا من الاحتراف التنظيمي وتراكم الخبرة القتالية لدى المقاتلين، عبر كمائن محكمة تنفَّذ وفق معلومات دقيقة وتكامل واضح بين عناصر متعددة: من العبوات الناسفة إلى القنص، ومن التفخيخ إلى التصوير وإرباك وحدات الإنقاذ الإسرائيلية.
تُظهر هذه العمليات أن المقاومة باتت تقاتل بعقلية القائد الميداني لا بردة الفعل، وتوظف مرونة في الحركة والتكتيك، فتوزّع الاشتباك على محاور متزامنة، وتستغل التكرار في تكتيكات العدو وثغراته الأمنية، ما يربك المنظومة الإسرائيلية ويكبدها خسائر متكررة.
من الدفاع إلى الهجوم: تطور الاشتباك
المعطيات الميدانية تشير إلى تحول نوعي في نمط الاشتباك المسلح. فالمقاومة لم تعد تكتفي بزرع عبوة والانسحاب، بل تفرض الاشتباك في الزمان والمكان المناسبين لها، وتحوّل العملية إلى معركة متعددة المراحل.
المقاتلون اليوم يبقون في ساحة المعركة ويستهدفون قوات التدخل والإخلاء، مستخدمين التصوير من زوايا متعددة لإبراز ضعف الاحتلال، ما يعكس انتقالًا واضحًا من القتال الدفاعي إلى قتال هجومي واعٍ ومدروس.
حرب استنزاف مدروسة
الوصف الأدق لما يجري، كما ورد على لسان المتحدث، هو أننا أمام حرب استنزاف متكاملة تقودها المقاومة الفلسطينية، كما أشار لذلك الناطق العسكري "أبو عبيدة". هذه الحرب لا تقتصر على القتلى والجرحى، بل تستنزف المنظومة الإسرائيلية من جوانبها البشرية، واللوجستية، والمعنوية.
الجنود الإسرائيليون باتوا يعيشون في ظل ضغط دائم من هاجس الكمائن، ما يضطر قيادة الجيش إلى استدعاء طائرات، وقوات إسناد، وفِرق إنقاذ بعد كل عملية. هذا إلى جانب تراجع الثقة الجماهيرية في الجيش وقيادته، وارتفاع الأصوات الإسرائيلية المطالِبة بإعادة النظر في استمرار الحرب.
التأثير العميق على المؤسسة العسكرية
العمليات الأخيرة أثّرت بشكل مباشر في بنية القرار العسكري الإسرائيلي. فتصريحات رئيس الأركان ووزير الحرب مؤخرًا تشير إلى اهتزاز الثقة في الاستخبارات العسكرية، بعد تكرار العمليات في مناطق صنفها الجيش سابقًا كمناطق "مطهّرة".
استهداف ألوية النخبة مثل "نتساح يهودا" و"جفعاتي"، ومقتل قادتها في عمليات مركبة، كسر هيبة الجيش الإسرائيلي أمام جمهوره، وأعاد طرح التساؤلات داخل الأوساط العسكرية والسياسية حول جدوى التوغل البري واستمرارية المعركة.
إعادة تعريف الاشتباك
في ظل هذه التطورات، تُعيد المقاومة تعريف شكل الاشتباك في غزة، وتنقل المعركة من مواجهة تقليدية إلى ميدان استنزاف مفتوح. هذا التحول يُضعف قدرة الردع الإسرائيلي ويعيد رسم التوازنات الميدانية، في وقت يبدو فيه أن نهاية الحرب بعيدة، وأن الثمن الذي يدفعه الاحتلال يتصاعد يومًا بعد آخر.









