عراقجي: إذا كانت أوروبا محايدة حقًا فعليها إدانة هجوم إسرائيل وأمريكا

profile
  • clock 10 يوليو 2025, 8:56:10 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في مقابلة مع صحيفة فرنسية، إنه إذا كانت أوروبا ترغب فعلًا في لعب دور محوري، فعليها أن تُظهر استقلالها وحيادها، وأحد مظاهر هذا الحياد هو إدانة عدوان إسرائيل وهجوم أمريكا على المنشآت الإيرانية.

وشدد عراقجي في مقابلة خاصة مع صحيفة «لوموند» على أن هجمات أمريكا وإسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية لا تمثل فقط انتهاكًا للقانون الدولي، بل تشكل ضربة لنظام منع الانتشار النووي. وأكد أن ادعاء تدمير البرنامج النووي الإيراني مرفوض، وأن هذا البرنامج قائم على الإرادة الوطنية وتحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأوضح أن إيران مستعدة لحوار محترم، لكن شرطه هو وقف الهجمات وتقديم ضمانات أمريكية. كما جدد تأكيد حق إيران في التخصيب، وحقها في برنامج صاروخي دفاعي، وإمكانية التعاون الإقليمي.

نص المقابلة:

سؤال: دونالد ترامب ادعى أن البرنامج النووي الإيراني دُمّر خلال الهجمات المشتركة الأمريكية الإسرائيلية التي جرت بين 13 و25 يونيو. في المقابل، قال رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن البرنامج تأخر فقط عدة أشهر. ما تقييمك؟

جواب:
▪️ بعد الهجوم الأمريكي على منشآت نووية خاضعة لإشراف الوكالة الدولية، لحقت بنا أضرار جسيمة نقوم حاليًا بتقييمها. نحن في وضع يسمح لنا بالمطالبة بتعويضات. ادعاء تدمير برنامج كامل أو مطالبة دولة بوقف برنامجها النووي السلمي الذي يلبي احتياجات الطاقة والطب والصيدلة والزراعة، هو خطأ في الحسابات.

▪️ هذا البرنامج، الذي يخضع باستمرار لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويُنفذ في إطار القانون الدولي، ليس مجرد مبانٍ أو معدات؛ إنه تجسيد لإرادة شعب وصل إلى ذروة المعرفة ولا يمكن تدميره.

▪️ تقارير الوكالة الدولية أكدت مرارًا عدم وجود أي انحراف نحو الأهداف العسكرية في برنامج إيران النووي السلمي.

▪️ ما هو غير قابل للتعويض فعلًا هو الضربة التي وُجهت إلى نظام منع انتشار الأسلحة النووية. الهجوم على منشآت تخضع لإشراف الوكالة وصمت الدول الغربية حياله لا يمثل انتهاكًا للقانون الدولي فحسب، بل هو اعتداء سافر على نظام منع الانتشار.

▪️ منذ 2003، سعينا لتطوير برنامجنا السلمي في إطار القانون الدولي وبالتعاون مع دول تمتلك التكنولوجيا النووية لبناء الثقة. لكن العقوبات وسلوك شركائنا المتناقضون في الاتفاق النووي جعلوا هذا المسار صعبًا.

سؤال: بعد القصف الأمريكي، هل إيران مستعدة لاستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة؟

جواب:
▪️ إيران أظهرت دائمًا استعدادًا مبدئيًا للحوار على أساس الاحترام المتبادل. لكن الطرف الآخر [الولايات المتحدة] هو من انتهك اتفاقًا دوليًا متعدد الأطراف [بانسحابها الأحادي من الاتفاق النووي عام 2018]، وانتهك أجواءنا وهاجم منشآتنا. هذه الهجمات كان يمكن أن تؤدي إلى كارثة بيئية وإنسانية تهدد أمن وصحة الإيرانيين وسكان المنطقة لسنوات.

▪️ الدبلوماسية طريق ذو اتجاهين. الولايات المتحدة هي من قطع مسار المفاوضات واتجه نحو الهجوم العسكري. لذلك من الضروري أن تتحمل مسؤولية أخطائها وتُظهر بشكل واضح تغييرًا في سلوكها. يجب ضمان عدم تكرار الهجمات العسكرية خلال المفاوضات المقبلة.

سؤال: هل هناك مفاوضات مرتقبة في الأيام المقبلة؟

جواب:
▪️ حاليًا، هناك تبادلات دبلوماسية عبر بعض الدول الصديقة أو الوسيطة. شكل هذه الحوارات قد يتغير بناءً على الشروط التي ذكرتها. الحوار كان دائمًا جوهر السياسة الخارجية الإيرانية، ولا تجدون في التاريخ أي حالة انتهكنا فيها هذا المبدأ.

سؤال: ترامب قال إنه أنقذ حياة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي وهدد بمهاجمة إيران إذا واصلت تخصيب اليورانيوم...

جواب:
▪️ الولايات المتحدة ستكون عظيمة فقط إذا روجت لقيم أخلاقية عليا. المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران له مكانة فريدة في الدستور الذي صوّت عليه غالبية الشعب الإيراني. لن نسمح لأحد بأن يحرم شعبنا من إرادته عبر التهديد بالحرب. أضف إلى ذلك، إسرائيل لم تحقق أهدافها ولا انتصرت كما كانت تزعم.

سؤال: ما رأيك في اقتراح تشكيل كونسورتيوم إقليمي يضم إيران وبعض دول الجوار لتطوير برنامج نووي سلمي مشترك؟

جواب:
▪️ إيران رحبت دائمًا بأفكار تقوم على التعاون الدولي والإقليمي والشفافية، رغم أن النتائج لم تكن مشجعة. على سبيل المثال، تعاوننا في السبعينيات مع فرنسا في شركة «فراماتوم» توقّف بعد أن جمّدت فرنسا أنشطتنا وأموالنا. التعاون مع ألمانيا في نفس الحقبة واجه المصير نفسه.

▪️ مع ذلك، أي تعاون إقليمي يمكن بحثه بشرط احترام حقوق ومصالح الشعب الإيراني. أعلنا مرارًا أننا مستعدون للحوار والتعاون مع أي دولة مسؤولة، خاصة جيراننا، لتطوير الطاقة النووية السلمية.

سؤال: هل إيران مستعدة للتخلي عن تخصيب اليورانيوم؟ وإلى أي مستوى يمكن خفضه في إطار اتفاق؟

جواب:
▪️ نحن نخصب اليورانيوم وفق حقوقنا في معاهدة عدم الانتشار النووي (NPT) وأكدنا دائمًا عدم وجود هدف عسكري. حتى بعد تعرضنا للهجوم، لم نتراجع عن سياستنا الرسمية الرافضة لامتلاك السلاح النووي، وهي سياسة مستندة إلى فتوى دينية تحرّم إنتاج أو تخزين أو استخدام أسلحة الدمار الشامل.

▪️ مستوى التخصيب تحدده احتياجاتنا. في إطار الاتفاق النووي (برجام) حددناه عند 3.67٪. رفعناه لاحقًا إلى 20٪ فقط بسبب إخلال الأرجنتين بتعهدها توفير وقود لمفاعل طهران الطبي، ثم إلى 60٪ لإثبات أن التهديدات لا تجدي. التخصيب حق وضرورة، لكن مستواه يمكن التفاوض عليه في إطار اتفاق متوازن ومضمون.

سؤال: هل أنتم مستعدون للتفاوض بشأن برنامجكم الصاروخي الباليستي كما تطالب بعض العواصم الأوروبية، مثل باريس؟

جواب:
▪️ إذا كانت فرنسا تتسامح مع تطوير وبيع الصواريخ البعيدة المدى لبعض الدول، فلماذا تعارض برنامجنا الدفاعي الصاروخي محدود المدى؟ أوضحنا مرارًا أن برنامجنا دفاعي وردعي. في ظل التهديدات المستمرة من إسرائيل وأمريكا، بل بعد تعرضنا لهجوم، من غير المنطقي مطالبتنا بالتخلي عن وسائل دفاعنا. وكما تدافع الدول الأوروبية عن حقها في الدفاع المشروع، تحتفظ إيران بهذا الحق المشروع أيضًا.

سؤال: وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، قال إن فرنسا وأوروبا تريدان لعب دور في المفاوضات القادمة، لكنه حذر من أن رفض إيران لأي إطار صارم قد يؤدي إلى إعادة تفعيل عقوبات «سناب باك» التي رفعت عام 2015.

جواب:
▪️ التهديد بالعقوبات لا يساعد الدبلوماسية. إذا كانت أوروبا ترغب فعلًا في لعب دور محوري، فعليها أن تُظهر استقلالها وحيادها. أحد مظاهر هذا الحياد هو إدانة عدوان إسرائيل وهجوم أمريكا على منشآت إيران، وهو ما لم تفعله فرنسا حتى الآن. في ظل هذه الظروف، كيف يُتوقع من إيران الالتزام بقواعد اللعبة الدولية؟

▪️ أوروبا تستطيع أن تلعب دورًا بناءً في الحفاظ على الاتفاق وتقليل التوترات، بشرط إدانة السلوك العدواني الإسرائيلي. نحن ندعم دور الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا – E3) في إحياء الاتفاق النووي، بشرط الابتعاد عن التهديدات والاستفزازات مثل آلية «سناب باك»، التي نعتبرها معادلة لهجوم عسكري. من وجهة نظر إيران، تفعيل هذه الآلية يعني نهاية الدور الفرنسي والأوروبي في الملف النووي الإيراني السلمي.

سؤال: هل هناك احتمال أن تنسحب إيران من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)؟

جواب:
▪️ لا ننوي ذلك حتى الآن. حتى في أصعب ظروف العقوبات واغتيال علمائنا وعمليات التخريب، أثبتنا التزامنا بالمعاهدة. لكننا نؤمن أيضًا بأن الالتزام بأحكام هذه المعاهدة يجب ألا يكون أحادي الجانب.

سؤال: العديد من كبار الضباط العسكريين وعدة علماء مرتبطين بالبرنامج النووي الإيراني قتلوا في ما تسميه إسرائيل «عمليات اغتيال مركزة». هل فاجأتكم هذه الاختراقات؟

جواب:
▪️ اغتيال العلماء والمسؤولين العسكريين الإيرانيين وأفراد عائلاتهم انتهاك صارخ للقانون الدولي ودليل على الطبيعة الإرهابية واللامسؤولة للنظام الإسرائيلي. هذه الأفعال ليست مفاجئة بل جبانة. الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بالاعتماد على قدراتها الأمنية والاستخباراتية وتعاون شعبها، تمكنت حتى الآن من كشف وإحباط جزء كبير من هذه الشبكات.

سؤال: في الهجوم على سجن إوين، قُتل عدد من السجناء. كيف تبررون هذا العدد الكبير من الاعتقالات بينما يبدو أن الاختراق الإسرائيلي جاء من مستويات عليا؟

جواب:
▪️ الهجوم على سجن هو فعل غير إنساني ومخالف للمعايير الدولية ويجب إدانته بشدة. ووفقًا لتقرير السلطة القضائية، قُتل في هذا الهجوم 79 شخصًا، منهم موظفو سجن إوين وجنود الخدمة الإلزامية وسجناء وعائلاتهم أثناء الزيارة وبعض سكان المنطقة.

▪️ فيما يخص اعتقال بعض المشتبه بهم الذين شاركوا في الهجوم الإسرائيلي لتنفيذ أعمال تخريبية، تتحمل الجمهورية الإسلامية مسؤولية حماية مواطنيها وتتصرف بموجب قوانينها الوطنية.

سؤال: بعد أكثر من ثلاث سنوات من الاعتقال، لا يزال المواطنان الفرنسيان سيسيل كولر وجاك باريس متهمين بالتجسس لصالح الموساد، وهي تهمة تنفيها عائلتاهما. متى يُتوقع أن يُبتّ في قضيتهما؟

جواب:
▪️ الإجراءات القضائية بشأنهما جارية وفقًا للقانون الإيراني ووفقًا للجريمة التي ارتكباها. الاتصالات القنصلية قائمة وفقًا للقواعد وعبر القنوات الدبلوماسية. في 1 يوليو (10 تير)، التقى القائم بالأعمال في السفارة الفرنسية بهما وفق جدول الزيارات الدورية.

سؤال: ما وضع لينارت مونترلوس، الدراج الفرنسي-الألماني الشاب الذي اختفى في إيران منذ 16 يونيو؟

جواب:
▪️ تم اعتقاله بسبب مخالفة ارتكبها، وقد تم إرسال إشعار رسمي بوضعه إلى السفارة الفرنسية.

التعليقات (0)