دراسة أمنية "إسرائيلية": السابع من أكتوبر أسقط أسطورة التفوق العسكري والاحتلال يواجه أزمة وجودية

profile
  • clock 19 أغسطس 2025, 10:09:45 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
غزة

كتبت/ غدير خالد

نشر الباحث في معهد دراسات الأمن القومي "الإسرائيلي" غاي حازوت دراسة أمنية جديدة، تناول فيها تداعيات هجوم السابع من أكتوبر 2023، الذي نفذته المقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني، معتبرًا أنه شكّل لحظة انهيار استراتيجي وأمني غير مسبوقة، أعادت إلى الأذهان صدمة حرب تشرين 1973، لكن هذه المرة من دون جيوش نظامية أو تحالفات دولية، بل من قوة مقاومة محاصرة.

 

العدوان لا يصنع الأمن… والمقاومة تكشف هشاشة الاحتلال


يرى حازوت أن ما جرى في غزة لم يكن مجرد اختراق أمني، بل زلزال وجودي أسقط آلاف القتلى والجرحى في ساعات، وكشف هشاشة المنظومة الأمنية والاستخبارية التي طالما تباهى بها الكيان الصهيوني. ويقارن الباحث بين المفاجأة التي أحدثها عبور الجيش المصري لقناة السويس عام 1973، وبين قدرة المقاومة الفلسطينية على اختراق الحدود المحصنة، وتعطيل القواعد العسكرية، وأسر الجنود، في مشهد أظهر الجيش "الإسرائيلي" بمظهر العاجز.


ويؤكد أن الاعتماد المفرط على التكنولوجيا، من القبة الحديدية إلى الجدار الذكي، خلق شعورًا زائفًا بالأمان، دفع القيادات السياسية والعسكرية إلى تجاهل التحذيرات، ما أدى إلى غياب خطة جاهزة وفوضى في القيادة عند وقوع العدوان المضاد.

 

انقسامات داخلية تهدد المشروع الصهيوني
 

الدراسة تشير إلى أن المجتمع "الإسرائيلي" لم يتعافَ بعد من صدمة أكتوبر، بل يعيش حالة انقسام عميقة بين تيار يدعو إلى استمرار العدوان حتى "الحسم الكامل"، وآخر يطالب بالتفاوض لإنهاء النزيف البشري والاقتصادي، وهذه الانقسامات، بحسب حازوت، تحولت إلى أزمة هوية تهدد تماسك المشروع الصهيوني من الداخل، في ظل غياب قيادة قادرة على الاعتراف بالتقصير أو استخلاص العبر.


ويُنتقد في الدراسة إصرار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على إنكار الفشل، وتبريره عبر اتهام الآخرين أو الحديث عن مؤامرات دولية، بدل مواجهة جوهر الأزمة، ما يزيد من خطر التورط في مغامرات جديدة في لبنان أو إيران دون استعداد كافٍ.

 

الكيان الصهيوني في عزلة أخلاقية دولية


يشير حازوت إلى أن البيئة الدولية تغيرت جذريًا منذ حرب 1973، فبينما كانت الولايات المتحدة آنذاك داعمًا مطلقًا، فإنها اليوم تواجه ضغوطًا داخلية وخارجية بسبب جرائم الحرب في غزة. في المقابل، نجحت المقاومة الفلسطينية في حشد تضامن شعبي عالمي، وضع الكيان الصهيوني في موقع العزلة الأخلاقية، وأضعف من صورته كقوة إقليمية لا تُهزم.


ويخلص الباحث إلى أن حرب أكتوبر 2023 ليست مجرد حادث أمني، بل نقطة تحول تاريخية قد تعيد صياغة مكانة "إسرائيل" في الشرق الأوسط، محذرًا من أن تجاهل الحقائق سيقود إلى كارثة استراتيجية جديدة، وأن الاحتلال المستمر يولّد مقاومة لا تنتهي، وأن القوة العسكرية وحدها لم تعد كافية لضمان البقاء.
 

كلمات دليلية
التعليقات (0)