تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

قالت منسقة مشاريع منظمة أطباء بلا حدود في غزة لقناة الجزيرة إن المساعدات الإنسانية التي وصلت القطاع لا تكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان، مؤكدة أن الوصول إلى هذه المساعدات غالبًا يقتصر على من يملكون المال أو الموارد اللازمة للحصول عليها.

وأوضحت المسؤولة أن الوضع الإنساني في غزة متدهور بشكل كبير، خاصة بعد استمرار الحصار الإسرائيلي وتصاعد العمليات العسكرية، مما جعل السكان يعيشون ظروفًا صعبة من حيث الغذاء، الرعاية الصحية، والمستلزمات الأساسية.

حجم الأزمة الإنسانية في غزة

تشهد غزة أزمة إنسانية خانقة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الأغذية، الأدوية، والوقود اللازم لتشغيل المستشفيات. وأكدت منسقة مشاريع أطباء بلا حدود أن المنظمات الإنسانية تبذل جهوداً كبيرة لتوفير المساعدات، إلا أن الكميات المتوفرة غير كافية مقارنة بحجم الاحتياجات.

وأشار التقرير إلى أن عدد السكان المحتاجين يتجاوز قدرة المنظمات الإنسانية على التوزيع بشكل عادل، ما يؤدي إلى تفضيل بعض الفئات على غيرها، خاصة من يمتلكون القدرة المالية على الوصول إلى الموارد والخدمات.

التوزيع غير العادل للمساعدات

أوضحت منسقة مشاريع أطباء بلا حدود أن توزيع المساعدات في غزة يعاني من تحديات كبيرة بسبب الحصار والقيود المفروضة على دخول الموارد. وأضافت أن المساعدات التي تصل غالبًا تصل إلى من لديهم المال أو النفوذ للحصول عليها، بينما يبقى الأكثر فقراً والمحتاجين الحقيقيين خارج نطاق الدعم.

ويؤكد خبراء حقوقيون أن هذا الوضع يزيد من الفجوة الاجتماعية والاقتصادية في القطاع، ويجعل الفئات الأكثر ضعفًا، مثل النساء والأطفال وكبار السن، أكثر عرضة للجوع والأمراض.

تأثير الأزمة على القطاع الصحي

يعاني القطاع الصحي في غزة بشكل كبير بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية. وأشارت منسقة أطباء بلا حدود إلى أن المستشفيات تعمل تحت ضغط هائل مع محدودية القدرة على التعامل مع الإصابات والأمراض المزمنة والحالات الطارئة.

وأضافت أن المساعدات الإنسانية غير كافية لتغطية الاحتياجات الطبية الأساسية، مما يهدد حياة المدنيين ويزيد من معاناة المرضى، خاصة المصابين جراء الحروب السابقة والغارات الإسرائيلية.

تأثير الحصار على حياة السكان

تؤكد منظمة أطباء بلا حدود أن الحصار الإسرائيلي المستمر على غزة يزيد من صعوبة توزيع المساعدات ويجعل الوصول إليها محدودًا. وأشارت منسقة المشاريع إلى أن الكثير من السكان يعيشون في فقر شديد ويعتمدون على الموارد المحدودة التي تصل إليهم من المنظمات الإنسانية، فيما يبقى عدد كبير من المحتاجين خارج نطاق المساعدات.

كما يضيف الحصار ضغطًا نفسيًا هائلًا على السكان، ويؤثر على الأطفال والنساء وكبار السن بشكل خاص، مما يزيد من معدلات سوء التغذية والمرض، ويجعل الحاجة للمساعدات الطبية والغذائية أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.

دور أطباء بلا حدود في غزة

تلعب منظمة أطباء بلا حدود دورًا حيويًا في تقديم الرعاية الطبية الطارئة والدعم الصحي للسكان في غزة، خاصة في ظل نقص الإمكانيات المحلية. وأكدت المنسقة أن المنظمة تسعى لتوفير الأدوية الأساسية، خدمات الطوارئ، والرعاية للجرحى والمرضى، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها بسبب الحصار والقيود المفروضة على دخول الموارد.

وأضافت أن جهود المنظمة لا تقتصر على الرعاية الطبية فقط، بل تشمل توزيع بعض المواد الأساسية للمحتاجين، ولكن الكميات المحدودة تجعل الوصول إلى جميع الفئات المحتاجة أمراً صعبًا للغاية.

دعوة عاجلة للمجتمع الدولي

دعت منسقة مشاريع أطباء بلا حدود المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لتوفير دعم عاجل لغزة، بما يشمل المساعدات الغذائية والطبية والمستلزمات الأساسية لجميع السكان دون استثناء. وأوضحت أن الوصول العادل للمساعدات يمثل أولوية قصوى لإنقاذ حياة المدنيين وتخفيف معاناتهم الإنسانية.

وأكدت أن زيادة التمويل الدولي وتسهيل دخول الموارد إلى القطاع يمكن أن يخفف من حدة الأزمة، ويساعد على حماية حياة الأطفال والنساء وكبار السن، الذين يعانون بشكل أكبر من الفقر والجوع والأمراض.

يعكس تصريح منسقة مشاريع أطباء بلا حدود في غزة حجم الأزمة الإنسانية العميقة التي يعيشها سكان القطاع، حيث أن المساعدات المتوفرة غير كافية وتقتصر غالبًا على من يمتلكون المال أو الموارد للوصول إليها.

وتشير الأزمة إلى أن الحصار المستمر والقيود الإسرائيلية على دخول الموارد يزيدان من معاناة السكان ويهددان حياة المدنيين. ويؤكد التقرير على ضرورة تدخل المجتمع الدولي بشكل عاجل لتوفير الدعم الغذائي والطبي لجميع الفئات المتضررة في غزة، دون تمييز أو تفضيل.