تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

هاجمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، عدداً من سفن "أسطول الصمود العالمي" المتجه إلى قطاع غزة، مستخدمة مدافع المياه، قبل أن تعتقل المشاركين على متن ست سفن تابعة للأسطول، في تصعيد جديد ضد المبادرات الإنسانية التي تهدف إلى كسر الحصار المفروض على القطاع.

اعتداءات بحرية وتعطيل للكاميرات

أفادت اللجنة الإعلامية لأسطول الصمود أن القوات الإسرائيلية هاجمت السفن بمدافع المياه، في محاولة لإجبارها على تغيير مسارها، بينما أكد القائمون على الأسطول أن جنود الاحتلال صعدوا على متن السفن وقاموا بتعطيل الكاميرات، ما أثار مخاوف بشأن سلامة النشطاء المشاركين.

وأشار بيان صادر عن الأسطول إلى أن من بين المعتقلين مراسلة قناة الجزيرة مباشر حياة اليماني، التي كانت على متن السفينة "سيروس"، إلى جانب عدد من النشطاء الدوليين.

تحركات عدوانية وتحليق للمسيرات

طاقم السفينة "عمر المختار" أفاد بأن زوارق تابعة للكيان الصهيوني سلطت أضواء ساطعة باتجاه السفينة، وسط تحليق مكثف للطائرات المسيرة، في مشهد وصفه المشاركون بأنه "ترهيب منظم" يهدف إلى إفشال المهمة الإنسانية.

وأكد الأسطول أن وضع الطواقم والناشطين على متن السفن التي تم اعتراضها لا يزال مجهولاً، وسط انقطاع الاتصال مع عدد من المشاركين.

ردود فعل دولية وإضراب في إيطاليا

في رد فعل سريع، دعت أكبر نقابة عمالية في إيطاليا إلى إضراب عام يوم الجمعة المقبل، احتجاجاً على ما وصفته بـ"المعاملة الوحشية" التي تعرض لها أسطول المساعدات من قبل الكيان الصهيوني، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك لوقف العدوان على غزة.

من جهتها، قالت وكالة "رويترز" إن البحرية الإسرائيلية طلبت من الأسطول تغيير مساره نحو ميناء أسدود، مدعية أنه يقترب من منطقة قتال وينتهك الحصار البحري "القانوني"، حسب زعمها، كما جددت عرضها بنقل المساعدات عبر قنوات بديلة.

تصريحات إسرائيلية وتحريض سياسي

وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر وصف الأسطول بأنه "استفزاز من حماس"، داعياً إلى وقفه فوراً، وقال: "ننضم إلى الدعوات الدولية لوقف هذا التحرك، ونؤكد أن الأوان لم يفت بعد، يمكن نقل المساعدات عبر قبرص أو عسقلان أو أي ميناء آخر".

رسالة إنسانية تواجه العدوان

الهجوم على "أسطول الصمود" يعكس إصرار الكيان الصهيوني على منع أي محاولة لكسر الحصار المفروض على غزة، حتى وإن كانت ذات طابع إنساني وسلمي. وبينما تتواصل الاعتقالات والاعتداءات، تتصاعد الدعوات الدولية لوقف العدوان ومحاسبة الاحتلال على انتهاكاته المتكررة بحق المدنيين والنشطاء.

وفي بيان ختامي، قالت اللجنة الإعلامية للأسطول: "لن نكف عن إيصال صوت غزة إلى العالم، وسنواصل الإبحار في وجه العدوان، لأن الإنسانية لا تعرف الحصار".