-
℃ 11 تركيا
-
29 سبتمبر 2025
أوكرانيا تتهم روسيا بمحاولة تقويض الديمقراطية في مولدوفا وتصعيد غير مسبوق ضد أوروبا
الخيار الأوروبي: بين الأمن والتنمية
أوكرانيا تتهم روسيا بمحاولة تقويض الديمقراطية في مولدوفا وتصعيد غير مسبوق ضد أوروبا
-
29 سبتمبر 2025, 2:56:53 م
-
424
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
قال وزير الخارجية الأوكراني في تصريحات عاجلة إن روسيا حاولت تقويض الانتخابات الديمقراطية في مولدوفا والتأثير على خيارها الاستراتيجي المرتبط بالاتحاد الأوروبي. وأضاف أن الانتخابات الأخيرة في مولدوفا "كانت خيارًا قائمًا على السلام والأمن والاستقرار"، في إشارة إلى التوجه الأوروبي الذي تبنته القيادة المولدوفية.
كما أكد الوزير أن أوكرانيا ومولدوفا ستعملان معًا على طريق الانضمام الكامل إلى الاتحاد الأوروبي، معتبرًا أن التعاون المشترك سيشكل جبهة متينة في مواجهة محاولات موسكو لزعزعة الاستقرار في المنطقة.
روسيا والتصعيد الجديد ضد كييف
في جانب آخر، أوضح وزير الخارجية الأوكراني أن روسيا بدأت مرحلة جديدة من التصعيد ضد كييف، عبر تكثيف الهجمات العسكرية وتوسيع نطاق العمليات، بما في ذلك استهداف البنية التحتية الحيوية. وأشار إلى أن هذا التصعيد يهدف إلى إضعاف الموقف الأوكراني في الميدان وإجبار كييف على تقديم تنازلات سياسية.
وبحسب المسؤول الأوكراني، فإن هذه التحركات تعكس إصرار موسكو على مواصلة سياستها العدائية، رغم الضغوط الدولية والعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022.
انتهاكات روسية للأجواء الأوروبية
من النقاط اللافتة التي أثارها الوزير الأوكراني اتهامه لروسيا بأنها تنتهك الأجواء الأوروبية بشكل غير مسبوق. فقد تحدث عن رصد اختراقات متكررة للطائرات الروسية في أجواء دول الاتحاد الأوروبي ودول حلف شمال الأطلسي "الناتو". وأكد أن هذه التصرفات تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن الأوروبي وتستدعي ردًا صارمًا من الحلفاء.
هذا الاتهام يأتي في وقت تتزايد فيه المخاوف من توسع دائرة الصراع لتشمل مناطق جديدة، وهو ما قد يفتح الباب أمام مواجهة مفتوحة بين روسيا وحلف الناتو.
أهمية مولدوفا في الصراع الروسي الأوكراني
تُعد مولدوفا دولة صغيرة من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق، لكنها تحتل موقعًا استراتيجيًا بالغ الأهمية في الصراع القائم بين موسكو والغرب. فمنذ بداية الحرب، تخشى أوروبا من أن تتحول مولدوفا إلى ساحة جديدة للنفوذ الروسي، خاصة مع وجود إقليم ترانسنيستريا الانفصالي الموالي لروسيا.
ورغم هذه التحديات، سعت مولدوفا إلى تعزيز روابطها مع الاتحاد الأوروبي، وكان فوز القوى المؤيدة للغرب في الانتخابات الأخيرة بمثابة خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار والانضمام التدريجي إلى المؤسسات الأوروبية.
الخيار الأوروبي: بين الأمن والتنمية
يرى مراقبون أن تصريحات وزير الخارجية الأوكراني تسلط الضوء على أهمية الخيار الأوروبي لمولدوفا وأوكرانيا على حد سواء. فهذا الخيار لا يتعلق فقط بالاندماج الاقتصادي أو الحصول على الدعم المالي، بل هو أيضًا رهان على السلام والأمن في مواجهة التهديدات الروسية المستمرة.
بالنسبة لكييف، فإن انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي يمثل ضمانة سياسية وأمنية في ظل حرب مفتوحة مع موسكو. أما بالنسبة لمولدوفا، فيعتبر الاتحاد الأوروبي فرصة لتعزيز الاقتصاد وحماية التجربة الديمقراطية من التدخلات الخارجية.
الموقف الأوروبي والدولي
من جانبها، أكدت مؤسسات الاتحاد الأوروبي دعمها لمولدوفا وأوكرانيا، معتبرة أن تدخل روسيا في شؤون الانتخابات يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي. وقد شددت بروكسل على أنها ستواصل فرض العقوبات على موسكو، إضافة إلى تقديم المساعدات الاقتصادية والعسكرية لكييف.
أما الولايات المتحدة، فقد أعربت مرارًا عن قلقها من محاولات روسيا زعزعة استقرار الدول المجاورة، مؤكدة التزامها بدعم أوكرانيا وحلفائها في المنطقة. هذا الموقف يعكس إدراك الغرب أن أي تراجع في دعم كييف سيمنح موسكو مساحة أكبر للمناورة.
تداعيات التصعيد الروسي
يشير محللون إلى أن التصعيد الروسي الجديد قد يؤدي إلى تعقيد المشهد أكثر، خاصة مع توسع دائرة الهجمات لتشمل منشآت مدنية وحيوية. كما أن انتهاك الأجواء الأوروبية قد يجرّ الناتو إلى ردود أكثر صرامة، ما يرفع احتمالات المواجهة المباشرة بين روسيا والغرب.
إضافة إلى ذلك، فإن تقويض الانتخابات في مولدوفا يُنظر إليه كمؤشر على أن موسكو لا تكتفي بالحرب العسكرية، بل تسعى إلى استخدام الحرب الهجينة التي تشمل الهجمات السيبرانية، الدعاية الإعلامية، ودعم القوى السياسية الموالية لها.
أوكرانيا ومولدوفا: طريق مشترك نحو أوروبا
في ختام تصريحاته، شدد وزير الخارجية الأوكراني على أن بلاده ستواصل العمل مع مولدوفا لبلوغ هدف الانضمام الكامل إلى الاتحاد الأوروبي. وأكد أن الشراكة بين الدولتين لا تنفصل عن المعركة الأوسع لحماية الديمقراطية والأمن في القارة.
هذا التوجه يعكس قناعة أوكرانية بأن مصيرها لا يمكن أن ينفصل عن محيطها الإقليمي، وأن تعزيز التعاون مع جيرانها الملتزمين بالمسار الأوروبي هو السبيل الأنجع لمواجهة التحديات الروسية.









