-
℃ 11 تركيا
-
29 سبتمبر 2025
أسعد الشيباني: دمشق لا تهدد أحدًا وإسرائيل تواصل انتهاك السيادة السورية
معضلة السويداء والبعد الطائفي
أسعد الشيباني: دمشق لا تهدد أحدًا وإسرائيل تواصل انتهاك السيادة السورية
-
28 سبتمبر 2025, 7:55:57 م
-
432
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
وزير الخارجية السوري
محمد خميس
في مقابلة حصرية مع شبكة سي إن إن الأميركية، أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن الهجمات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية تجعل أي مسار للتطبيع صعبًا ومعقدًا، في ظل استمرار الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق أمني بين دمشق و"تل أبيب".
الهجمات الإسرائيلية تعرقل مسار التطبيع
قال الشيباني إن سوريا تسعى منذ أسابيع إلى فتح قنوات تفاوضية للوصول إلى صيغة أمنية تحفظ استقرار المنطقة، إلا أن إسرائيل تقابل هذه المساعي بـ"الغارات والتهديدات"، وهو ما يعرقل أي محاولة جادة لإحراز تقدم.
وأضاف أن الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة لا تمثل فقط انتهاكًا صارخًا لسيادة سوريا، بل تؤدي أيضًا إلى تقويض فرص بناء الدولة السورية بعد سنوات من الصراع، فضلًا عن أنها تؤجج التوترات الطائفية داخل البلاد.
سوريا: لا نشكل تهديدًا لأحد
أكد وزير الخارجية السوري أن دمشق لا تمثل تهديدًا لأحد في المنطقة، بما في ذلك إسرائيل، مشددًا على أن السياسة السورية تقوم على مبدأ السلم الإقليمي وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.
لكنه أشار في المقابل إلى أن إسرائيل مستمرة في دعم مجموعات خارجة عن القانون داخل الأراضي السورية، الأمر الذي حال دون نجاح الحكومة في معالجة بعض الأزمات الداخلية، خصوصًا في المناطق الجنوبية.
معضلة السويداء والبعد الطائفي
من أبرز النقاط التي تطرق إليها الوزير السوري قضية البدو والدروز في محافظة السويداء. وأوضح الشيباني أن التدخل الإسرائيلي جعل الوضع "صعبًا ومحرجًا للغاية" للطرفين، وأفشل جهود الحكومة في احتواء الخلافات.
وأضاف أن إسرائيل لعبت دورًا سلبيًا في إذكاء العنف الطائفي جنوب سوريا، ما أدى إلى تصاعد الأزمات المحلية بدلًا من حلها، محذرًا من أن استمرار هذه السياسة يهدد النسيج الاجتماعي السوري برمته.
عرقلة الجهود السورية لمواجهة العنف
أشار الشيباني كذلك إلى أن إسرائيل عرقلت الجهود السورية عندما حاولت دمشق مواجهة تصاعد العنف الطائفي، معتبرًا أن التدخل الخارجي في الشأن السوري لا يخدم الاستقرار، بل يعمّق الانقسامات الداخلية ويضعف سلطة الدولة.
وأكد أن الحكومة السورية ماضية في مساعيها لإيجاد حلول داخلية قائمة على المصالحة الوطنية والحوار المجتمعي، بعيدًا عن التدخلات الأجنبية التي تهدف – وفق قوله – إلى تفكيك البلاد وإبقاء الأزمات مشتعلة.
انتهاك صارخ للسيادة السورية
تأتي هذه التصريحات في وقت تواصل فيه إسرائيل انتهاك السيادة السورية منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، حيث توسعت رقعة الاحتلال الإسرائيلي في جنوب البلاد، وسط صمت دولي وتراجع في المواقف الداعمة لدمشق.
ويرى محللون أن الغارات الإسرائيلية المتكررة تستهدف تقويض أي مساعٍ سورية لاستعادة الاستقرار، إلى جانب توجيه رسائل سياسية مفادها أن "تل أبيب" لن تسمح بقيام نظام سوري قوي قادر على فرض سيطرته على أراضيه.
التطبيع بين الواقع والمعوقات
على الرغم من استمرار الحديث عن وجود محادثات غير مباشرة بين دمشق و"تل أبيب"، إلا أن تصريحات وزير الخارجية السوري توضح حجم الهوة بين الطرفين. فبينما تسعى بعض القوى الإقليمية والدولية إلى الدفع باتجاه مسار تطبيع محتمل، فإن استمرار الهجمات الإسرائيلية يجعل هذا المسار محفوفًا بالعقبات.
ويرى مراقبون أن أي اتفاق أمني أو سياسي بين سوريا وإسرائيل لن يكون ممكنًا في ظل الاعتداءات المتكررة التي تنسف أجواء الثقة، وتجعل الرأي العام السوري رافضًا لأي خطوة تطبيعية في الوقت الراهن.









