الملف الفلسطيني وتطورات الوضع في غزة

قمة مصرية إماراتية في القاهرة: رؤية مشتركة للسلام في الشرق الأوسط وتعميق التعاون الثنائي

profile
  • clock 29 سبتمبر 2025, 2:47:37 م
  • eye 419
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
السيسي وبن زايد

محمد خميس

استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الاثنين في قصر الاتحادية نظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي وصل إلى القاهرة في زيارة وُصفت بأنها "زيارة أخوية"، تعكس عمق ومتانة العلاقات بين البلدين الشقيقين. وقد أكد الجانبان أن الزيارة تأتي امتدادًا لمسار التشاور المستمر والتنسيق الوثيق بين القيادة المصرية والإماراتية حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية.

اللقاء الذي جمع الزعيمين تخللته أجواء ودية حملت رسالة واضحة مفادها أن العلاقات المصرية الإماراتية تظل ركيزة أساسية للاستقرار في المنطقة العربية، وأن البلدين يحرصان على تعزيز التعاون الاستراتيجي في جميع المجالات.

تفاصيل اللقاء بين الزعيمين

وأوضح السفير محمد الشناوي، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، أن اللقاء بدأ بجلسة موسعة ضمت وفدي البلدين، تبعها اجتماع ثنائي مغلق جمع السيسي والشيخ محمد بن زايد على انفراد، قبل أن يُختتم اللقاء بمأدبة غداء عمل أقيمت تكريمًا لرئيس الإمارات والوفد المرافق له.

وقد تركزت المحادثات على الملفات الإقليمية والدولية الملحّة، مع التركيز على تطورات الوضع في قطاع غزة، إضافة إلى بحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين مصر والإمارات.

الملف الفلسطيني وتطورات الوضع في غزة

احتل الوضع في غزة صدارة المباحثات، حيث أعرب الزعيمان عن ترحيبهما بالمبادرة التي طرحها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب لوقف الحرب في القطاع. وأكدا أهمية دعم هذه المبادرة بما يفتح الباب أمام تحقيق سلام شامل ودائم، يُنهي معاناة الشعب الفلسطيني ويعيد الاستقرار إلى المنطقة.

الرئيس المصري شدد على ضرورة وقف التصعيد العسكري، مؤكدًا أن مصر ستواصل دورها التاريخي في دعم القضية الفلسطينية والعمل على دفع مسار التسوية السلمية. فيما أكد الشيخ محمد بن زايد أن الإمارات ملتزمة بمساندة أي جهود إقليمية أو دولية تهدف إلى إنهاء العنف وتحقيق سلام عادل يضمن حقوق الفلسطينيين.

تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية

من أبرز محاور اللقاء ملف العلاقات الاقتصادية المصرية الإماراتية، إذ أكد الرئيس السيسي حرص مصر على تذليل كافة العقبات أمام الاستثمارات الإماراتية. وأشاد بما وصفه بـ"الطفرة النوعية" التي تشهدها العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، خاصة في قطاعات التجارة والطاقة والبنية التحتية والاستثمار العقاري.

من جانبه، أشاد الشيخ محمد بن زايد بجهود الحكومة المصرية في تحسين مناخ الاستثمار، مؤكداً أن الإمارات ترى في مصر وجهة استراتيجية لاستثماراتها في المنطقة. وأشار إلى أن التطورات الإيجابية في بيئة الأعمال المصرية تعكس جهودًا كبيرة لتعزيز الاقتصاد وجذب رؤوس الأموال الأجنبية.

شراكة استراتيجية ممتدة

العلاقات بين مصر والإمارات ليست وليدة اللحظة، بل هي شراكة تاريخية ممتدة قائمة على التضامن العربي والمصير المشترك. ويؤكد اللقاء الأخير في قصر الاتحادية أن البلدين ماضيان في توطيد هذه العلاقة بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين ويعزز الاستقرار الإقليمي.

ويرى محللون أن ما يجمع القاهرة وأبوظبي يتجاوز الملفات الثنائية ليشمل قضايا استراتيجية كبرى، أبرزها: مكافحة التطرف والإرهاب، دعم استقرار الدول العربية، تعزيز الأمن الإقليمي، والتعاون في ملفات الطاقة والاقتصاد الرقمي.

الدور المصري الإماراتي في دعم الاستقرار العربي

تؤكد هذه القمة الثنائية أن مصر والإمارات تلعبان دورًا محوريًا في صياغة مستقبل المنطقة العربية. فالتشاور المستمر بين السيسي ومحمد بن زايد يُظهر توافقًا استراتيجيًا حول معظم القضايا، من الملف الفلسطيني، إلى ضرورة وقف الحروب والنزاعات الإقليمية، وصولًا إلى تعزيز التنمية الاقتصادية.

هذا الدور المشترك يعكس رؤية متوازنة تجمع بين القوة السياسية والاقتصادية والدبلوماسية للبلدين، مما يجعلهما شريكين أساسيين في أي مسار يسعى لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

البعد الإقليمي والدولي للزيارة

زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى مصر تأتي في وقت يشهد فيه الإقليم تطورات متسارعة. فمع استمرار الحرب في غزة وتزايد التحديات الأمنية، يبرز الدور المصري الإماراتي كعامل توازن أساسي. كما أن اللقاء يبعث برسالة للمجتمع الدولي مفادها أن العالم العربي قادر على صياغة حلول ومبادرات مشتركة تعزز الأمن والسلم الدوليين.

إلى جانب ذلك، فإن دعم الزعيمين لمبادرة السلام المطروحة حول غزة يعكس رغبة مشتركة في تجاوز النزاعات وفتح آفاق جديدة للتعاون الإقليمي، بما يخدم مصالح جميع الأطراف.

مستقبل العلاقات المصرية الإماراتية

من الواضح أن العلاقات بين مصر والإمارات تتجه نحو مزيد من التكامل الاقتصادي والسياسي. إذ يتوقع أن تشهد الفترة المقبلة مزيدًا من الاتفاقيات المشتركة في مجالات الطاقة المتجددة، والموانئ، والصناعة، فضلاً عن التعاون في مجال الأمن الغذائي.

كما أن الدعم المتبادل بين البلدين في المحافل الدولية يعكس قوة هذا التحالف الاستراتيجي الذي أصبح نموذجًا للعلاقات العربية الناجحة.

التعليقات (0)